إيلاف من الرياض: قدّم مهرجان الرياض للمسرح في يومه الثالث نموذجًا لبرنامج لا يكتفي بعرض الأعمال على الخشبة، بل يربطها بمسارٍ تدريبي ونقاشي يوسّع خبرة الممارسين ويعمّق تلقي الجمهور.

وشهدت الفعاليات ورشة متخصصة في السينوغرافيا، وعرضًا مسرحيًا لفرقة مسرح الطائف أعقبته قراءة نقدية، إلى جانب فعاليات مصاحبة شملت أمسية غنائية وعروضًا أدائية قصيرة وستاند أب كوميدي.

محمد فضل شكر يحيي أمسية غنائية ضمن الفعاليات المصاحبة للمهرجان.
من “ديكور” إلى لغة عرض
افتُتح اليوم بورشة «الفضاء المسرحي والسينوغرافيا» قدّمها محمد جميل، وركّزت على السينوغرافيا باعتبارها عنصرًا مُشكّلًا للرؤية الإخراجية، لا مجرد إطار بصري ثابت. فالضوء والكتلة والحركة وتوزيع العناصر على الخشبة ليست تفاصيل تقنية فقط، بل أدوات سردٍ تُسهم في صناعة المعنى وإدارة انتباه المتلقي.
وفي تعريف الهيئة لطبيعة المهرجان، تبرز فكرة “التجمع المسرحي” بوصفها هدفًا مركزيًا؛ إذ ورد في وصف المهرجان أنه يهدف إلى تعزيز حضور المسرحيين واكتشاف المواهب وصقلها ضمن مسار يتدرج من استقبال المشاركات إلى التأهل للمسابقة الرسمية في الرياض.

سؤال الهوية داخل فرقة تبحث عن صوتها
ضمن العروض المسرحية، قُدمت مسرحية «اللوحة الثالثة» لفرقة مسرح الطائف، من تأليف فهد الحارثي وإخراج أحمد الأحمري. ويتتبع العمل صراع فرقة مسرحية وهي تُراجع تعريفها لذاتها وسط تعدد الأساليب وتباين الرؤى، في معالجة تمزج الكوميديا والدراما ولمسات العبث، وتضع أسئلة الإبداع في تماس مباشر مع شروط الواقع وما يفرضه من تنازلات أو اختيارات.

ولتعزيز سياق اليوم الثالث داخل صورة الدورة كاملة، كانت هيئة المسرح والفنون الأدائية قد أعلنت – كما نقلت “سيدتي” – قائمة العروض المتأهلة للمشاركة في الدورة الثالثة، مشيرةً إلى أن عملية الاختيار مرت بمراحل وانتهت إلى تأهل أفضل ١٠ عروض للمرحلة النهائية في الرياض، من بينها «اللوحة الثالثة».

حين يصبح العرض مادة نقاش لا “انطباعًا سريعًا”
أعقب العرض تقديم قراءة نقدية قدّمها الناقد عايض البقمي، توقفت عند البناء الدرامي وخيارات الإخراج ودلالات العناصر الرمزية، مع التركيز على أدوات السرد وتوظيف العناصر البصرية وأثرها في إيصال الرسالة الفنية. وهنا تتجلى وظيفة القراءة النقدية في تحويل المشاهدة من تفاعل لحظي إلى فهم أدوات العمل ومساءلة اختياراته، بما يخدم تطور التجربة لدى الفرق والجمهور معًا.

وفي شهادة سابقة عن أثر المهرجان على الحركة المسرحية، قال الفنان علي الدويان في حديث صحافي: «تشهد بلادنا حراكاً واضحاً بمجال المسرح… وهناك جهود مبذولة… بدعم الشباب في المسرح».

الفعاليات المصاحبة… جذبٌ للجمهور دون إزاحة مركز الثقل المسرحي
وشهد اليوم الثالث أمسية غنائية أحياها الفنان محمد فضل شكر ضمن الفعاليات المصاحبة، إلى جانب عروض أدائية قصيرة وعروض ستاند أب كوميدي، في صيغة تُوسّع شرائح الحضور وتمنح البرنامج إيقاعًا متنوعًا، مع بقاء العروض المسرحية والورش والقراءات النقدية في قلب التجربة.






















التعليقات