&يرى الدكتور علي بن تميم مدير إدارة المشروعات بهيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة أن مشاريع الترجمة في العالم العربي تحتاج إلى دعم حيث أن بعضها لم تعد منتجة وتعمل على مستوى إداري فقط، &وطالب مشاريع الترجمة بمتابعة ما تحتاجه المكتبة العربية قبل الشروع بعملية الترجمة.

محمد الحمامصي: أكد د.علي بن تميم مدير إدارة المشروعات بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أن معرض" أبوظبي الدولي للكتاب" ليس نبتة منفصلة عن المجتمع في أبوظبي، بل هو حضور ضمن روافد ثقافية ومبادرات تصب في دعم صناعة الثقافة والكتاب وتطويرها.
وأضاف في لقاء معه على هامش الدورة الـ 25 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب &لقد انطلق المعرض عام 1981 بتوجيه من الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. آنذاك كان معرضا عربيا مركزا على الكتب التراثية، ولقد توقف في بعض السنوات نظرا للتحديات التي واجهت العالم العربي من حروب، لكنه كان يعود جديدا وقويا حتى تطورت هويته وبدأ بشراكة مع معرض فرانكفورت واستفاد من الخبرات الهائلة في المعرض ليستقل ويصل إلى ما عليه اليوم من مكانة دولية".
&
&نشاط واسع النطاق
&
&وبحسب بن تميم فإن المعرض يستضيف مئات من الناشرين العرب والدوليين فضلا عن الباحثين والكتاب، وأسس ـ وهو ما يميزه ـ حاضنة تجمع المؤلفين والناشرين والقراء، داعما لحقوق التأليف ولمشاريع الناشرين العرب والأجانب، وقد دعم العام الماضي ما يزيد عن 300 اتفاقية بين الناشرين العرب والأجانب.
&ورأى بن تميم أن المعرض استطاع أن يستضيف على هامشه فعاليات كبرى كمؤتمر الترجمة وحفل إعلان الفائزين بجائزة الشيخ زايد وأيضا جائزة الرواية العربية "البوكر" وروائييها، وهكذا لم يكتف فقط بالندوات والحوارات والامسيات وتواقيع الكتب بل استطاع أن يشيد منظومة متنوعة خدمة للكتاب سواء كان مترجما أو مؤلفا أو محققا، أو برفد ودعم الناشرين العرب والأجانب في اتفاقاتهم.
&
وقال "أيضا مما قاد إلى النجاح وجود مشاريع تنهض بها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وتضع لها الأطر العامة للنجاح مثل مشروع كلمة للترجمة ومشروع اصدارات ومشروع كتاب ومشروع الكتاب الصوتي ومشروع التوزيع، إذن هناك رؤية متكاملة للمعرض وأنه حين يحتفي بيوبيله الفضي فهو قد وصل إلى مرحلة واسعة من التطور وبإمكاننا أن نذكر أن المعرض بهذه السنة فقط &ازداد وتوسع من حيث المساحة والفعاليات وأنشطته بنسبة أثر من 25 % عن العام الماضي".
&
وأوضح"أنه لابد أن نركز حول دعم الكتاب وتوجيه الشيخ محمد آل نهيان بمبادرة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة دعم الكتاب بما يزيد عن 3 ملاين درهم تذهب للقراء سواء كانوا طلابا في المدارس والجامعات أو معلمين أو مهتمين بالقراءة بشكل عام".
&
&مشروع كلمة
&
وحول ما أنجزه مشروع كلمة للترجمة، أكد بن تميم أن المشروع استطاع أن يثبت أنه مشروع يمتلك القدرة على أن يكون مستداما ومستمرا، وقال "نحن في الطريق إلى 1000 كتاب. عقدنا اتفاقات مع أكثر من 500 ناشر أجنبي وهذه الاتفاقات شملت حقوق التأليف، ودعمنا عشرات الكتب لدى دور النشر في إطار حماية حقوق الملكية الفكرية، واستطعنا أن ننطلق بعلاقات مباشرة مع المترجمين العرب الذين تعوزهم اليوم المزيد من الفرص للالتحاق بالترجمة نظرا لقلة العائد ـ المستوى المادي ـ من الترجمة، كما تمكنا من أن نعد قائمة معتمدة من المترجمين يزيدون على الـ 500 مترجم تغطي أكثر من 13 لغة حية وعالمية، واستطعنا في الوقت نفسه أن نبرم أكثر من اتفاق تفاهم مع الكثير من الجهات العالمية وأن نشارك في معظم المعارض الدولية".
&
"قدمنا خيارات واسعة"
&
وأشار بن تميم إلى أن الأهم من ذلك "أننا في هذا المشروع استطعنا أن نقدم للقراء خاصة الأطفال والناشئة خيارات واسعة في القراءة، ومن ثم فالمشروع كما أطلقه ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بهدف إحياء الترجمة حقق جزءا كبيرا من رؤيته، خلال الـ 6 سنوات التي كان الوعد بأن يتم نقدم مائة كتاب كل سنة قدمنا أكثر من مائة كتاب، لنصل الآن إلى ما يزيد عن 850 كتابا وأبرمنا عقودا واشترينا عقودا لأكثر من 250 كتابا، أي أننا تجاوزنا في خلال 6 سنوات العدد الموعود بتقديمه".
&
مؤتمر الترجمة
&
وحول نتائج مؤتمر الترجمة بعد 4 سنوات على انطلاقه ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب، قال بن تميم " مؤتمر الترجمة المختلف فيه أنه غادر الاطار النظري في تقديم أوراق عمل وركز على الاطار المهني التطبيقي من خلال ورش عمل، واستقبل حديثي التخرج من مختلف جامعات الوطن العربي الذين يتطلعون إلى فرصة، كما استقبل طلابا من الجامعات الوطنية لا يزالون يدرسون للاستماع والتفاعل والمشاركة، وسوف يكون الاشتغال هذا العام على موضوع تحديات اللغة السردية الروائية وترجمتها خلال ثلاث لغات اليابانية والإسبانية والانجليزية، وهناك مختصون في هذا الجانب ويساهمون في ورش عمل مع ما يزيد عن عشرين مترجما يتحاورون ويطبقون على عينات تكون حيز النقاش وحيز الاستفادة وتطوير قدرات كل مترجم".
&
ورأى أن التنسيق بين مشروعات الترجمة العربية الأخرى مسألة في غاية الأهمية، مشيرا إلى أن التنسيق بين مشروعات الترجمة يتفادى &التكرار في ترجمة الأعمال.
&
التنسيق
&
ولفت لقضية أخرى تطرح في مسألة التنسيق وتتمثل في الكتب التي وقعت في الحقل العام، وسقطت حقوقها، أي الكتب القديمة، وشدد على أهمية التنسيق بين مشاريع الترجمة في العالم العربي بهذا الشأن، وتساءل إذا كانت مشاريع الترجمة العربية تملك معلومات شاملة عما نشر من ترجمات؟.
&وقال إن مشروع كلمة استطاعت حل هذه القضية عن طريق لجنة تحكيم تملك علاقات واسعة سواء كانت تعمل متعاونة مع مشاريع الترجمة الأخرى في العالم العربي أو مترجمين، وتابع " إننا نبحث بحثا عميقا ودقيقا حول أي كتاب خاصة إذا كان قديما قبل أن نخطو في ترجمته، ونستخدم في ذلك أيضا قوائم المكتبات والبحث على شبكة الانترنت، فضلا عن متابعة المحكمين".
&
ما يحتاجه القارئ
&
وطالب مشاريع الترجمة أن تطلق مبادرات في مسألة ما تحتاجه المكتبة العربية والقارئ العربي، وهنا لابد من بحث طويل خاصة إذا تحدثنا عن مسألة الذائقة والاحتياجات التنموية لكل بلد عربي.
وتابع:" نحن في مشروع كلمة ـ مثلا ـ نتابع ماذا يحدث في دولة الامارات، فنرى أن هناك اتجاه كبير تخطوه المؤسسات الحكومية في مسألة الطاقة المستدامة، إذن لابد أن نتفاعل، فنبحث عن كتب مفيدة للقارئ تعرفه بفكرة الطاقة المستدامة، وهكذا نفعل مع المشروعات الكبرى التي تخطها دولة الامارات، فعلنا ذلك أيضا في مجالات الفنون والمتاحف وتخطيط المدن.
&
بحاجة لدعم
&
وأضاف بن تميم أن "هناك بعض مشاريع الترجمة في العالم العربي تحتاج إلى دعم حيث أنها لم تعد منتجة وتعمل على مستوى إداري فقط، من هنا فإن من المهم العمل على تبادل الدعم بين مختلف مشاريع الترجمة، فتقوم جهة بالدعم المادي وأخرى تقدم الخبرات وتساعد في تطوير قوائم المترجمين، كما نستطيع أن نبني تواصلا حول الاصدارات في مختلف اللغات، نحن بحاجة إلى أن نصل إلى الجديد من الكتب والانتاج، كما أننا نحتاج إلى المزيد من التوعية حول حقوق الملكية الفكرية، وللأسف هناك مشاريع عربية حكومية لا تحترم حقوق الملكية في الترجمة".
&
حجب فئات بالجائزة
&
وحول حجب جائزة الشيخ زايد لجوائز أربعة فروع "التنمية وبناء الدولة" و"الفنون والدراسات النقدية" و"المؤلف الشاب" و"أدب الطفل والناشئة"، ودلالته، قال بن تميم "حجب الجوائز أو منحها من وجهة نظري هو موقف نقدي مبيني على مقاربة تحكيمية واضحة لا تستطيع الجائزة أن تتخطاها فهي تسند على تقارير من خبراء ومن أساتذة، أولا هناك لجنة فرز وقراءة وثانيا هناك لجان تحكيم، وثالثا اجتماعات اللجان العلمية لقراءة التقارير وأخيرا اجتماع مجلس الأمناء، فيستند القرار قرار المنح أو الحجب على تلك التقارير فإن كانت سلبية لا تمنح الجائزة وإذا كانت إيجابية تمنح الجائزة، وأظن أن هذا يعطي الجائزة مزيد من المصداقية حينما تمنح أو تحجب".
&
وشدد بن تميم على أن الجائزة في هذا الجانب لم تشيد لتحجب لكن الجائزة أسست لتكريم من يستحق عبر آلية ومقاربة تحكيمية واضحة المعالم بحيث لا تقع أيضا في خفض معاييرها بحيث يقود هذا إلى فقدان مصداقيتها.
وختم قائلا" الجائزة قبل أن تحجب أو تمنح تضع الكتب أمام القراء فتعلن عن قوائمها الطويلة والقصيرة وهي تضع كل ذلك في حيز الوعي أمام القراء المختصين وبعد ذلك تمنح فبإمكان المتخصصين أن يبحثوا في هذا الكتاب ويتبينوا شروط المنح وأيضا شروط الحجب، فالجائزة ضمن منظومة واضحة المعالم في الحجب أو المنح خاصة وأنها أعلنت قوائمها القصيرة والطويلة".
&