عرضت على خشبة المسرح الوطني ببغداد ، على مدى يومين ،مسرحية (حلم الغفيلة) تأليف وإخراج وتمثيل الفنانة ليلى محمد بمشاركة الفنانين محمد هاشم ومحمود رجب وموسيقى الفنان وليد غازي، والدراماتورج د. يوسف رشيد .
&
& المسرحية تحكي قصة امرأة تحلم ، ويكون الرجل ضمن حلمها ،كيف ترى حياتها.وكانت منطقة الحلم مابين الفوق والتحت ،هذا الضياع الذي يعيشه الانسان. .منتظرين المنقذ.ويدخل الاخر هل هو المنقذ وهكذا يبقى الحلم مستمر، يعيشان ما بين الواقع والخيال فيما يجري بينهما حوار مليء بالاسئلة بحثا عن اجابات يحاولان من خلالها ان يجدا نفسيهما ،مثلا ان تسأله : (هل قمت بخيانتي؟) فيجيب : (مرة واحدة ومع صديقتك التي استدرجتني) ، وهنا &تنتفض فتضع حداً فاصلاً بينهما، (حد يقسم خشبة العرض الى نصفين بواسطة شريط أبيض) ليكون كل واحد منهما في عالمه، لكنها في لحظة يأس او ملل ربما تسأله : ألسنا بحاجة إلى بعضنا البعض؟، وتتواصل حواراتهما بحثا عن حقيقة وجودهما وهل يمكنهما ان يعيشا معا ام يعيشا منفصلين ،وينتبهان اذا ما كانا يعيشان في الواقع ام الحلم ، الى ان يحسم &صوت الرعد ونزول المطر جدالهما فيعرفان انهما على الارض ، ثم ياتي الحسم الاخر &من خلال دخول الشخصية الثالثة في العرض وهو يحمل قماشته السوداء الطويلة ، في اشارة للموتى الذين غادروا الدنيا&
في العرض،الذي مدته 55 دقيقة، اسقاطات سياسية على الواقع العراقي بكل مراراته حيث ترتفع في فضاءاته شعارات التقسيم وفنتازيا الوفاق &واوجاع الضياع للانسان العراقي الي لا ينفك ان يبحث عن اجابات غير موجودة فيما قوافل الموتى تعلن حضورها وسط المشهد .
اما اداء الفنانين ليلى محمد ومحمد هاشم فكان ملفتا لما يمتازان به من جرأة وقابلية على الحفظ والتعبير فنالا تصفيق الجمهور الحاضر .
&
موثق جمالي
قد اكد الكاتب والناقد حسن عبد الحميد ان العمل عميق وموثق جمالي ووجداني لمناسيب التجريب، وقال :هاجس التجريب و مقتضبات التوضيح عن مشاعر الاحساس الطاغي بالغربة والحفر في مجسات الروح عميقا في ارض تربة النص المسرحي الذي أخضعته الفنانة الواعية لشروط الاستجابة لوعيها الاخراجي والتمثيلي متجسدا في وجدان د.ليلى محمد ومتممات اداءات مبهرة للفنان الواثق من قدراته محمد هاشم...فضلا عن تلميحات سينوغرافية ومؤثرات صوتية من لدن الفنان المبتكر عصام جواد... وخبرة عمق الدراماتورج د. يوسف رشيد وتعميقاته البحثية والنقدية هي الموجهات الحقيقة والواثبة في قوام ومساند العرض المسرحي(حلم الغفيلة)
واضاف: &لقد تلمس طاقم هذا العمل طرق الفهم الامثل لفضح حالات انسانية تبارت بحوارات وأسئلة فلسفية... ربما تكون من طراز تلك الحوارات التي تبناها بيكيت في انتظار غودو...، لكن حلم ليلى محمد مهدت لدرب اخر... درج على وضع المرأة في قوالب وخانات...محلية من حيث مناسيب القصد..كذلك الرجل الذي تهجى حروف وكلمات قاموسه امام كبح جماح الحرية اللازمة والملازمة لعقل وفكر المرأة المتحررة من قيود اجتماعية وتابوات دينية ومقدرات نفسية وغيرها من تماثلات حدسية سعت المسرحية لطرحها وترك ابوابها مفتوحة للتحاور والنقاش الازلي مابين المراة... بكامل تصنيفاتها...ومابين تبجحات الرجل...
وتابع : العمل..عموما عميق وموثق جمالي ووجداني لمناسيب التجريب... الذي حاولت المخرجة...الممثلة...المؤلفة...من قبل توريد مقاصده...كما في مسرحية..نورية...،وهو ليس بالعمل الهين و البسيط لفنانة نجمة...ومثقفة جاست بوثوق وتحد تربة وارضيات هذه المعادلات الصعبة والمتحمسة للحفظ على جوهر المسرح الجاد والملتزم بحدود وقواعد ومثبات ذلك الوعي المخلص لجوهر هذا التفكير الحر...المبني على فهم واختزال قدسية روح الانتماء اليه..
&
ابداع متدفق
اما الكاتب والصحافي عبد الستار &البيضاني فقد اثنى على تجربة الفنانة ليلى محمد التي واكبها، وقال : لأول مرة أشعر انني جزء من عمل لم أكتبه ولم اشارك فيه بأي صفة او عنوان، والسبب انني واكبت هذا العمل منذ ان كان فكرة في ذهن ليلى محمد عندما حدثتني قبل نحو سنة عن نيتها كتابة مسرحية وشرحت لي فكرتها، وقد جذبتني الفكرة خاصة بداية المسرحية المتضمنة حياة زوج وزوجة يعيشان حالة اغتراب، يقوم الزوج بوضع خط على سرير النوم يفصله الى نصفين كل زوج يبقى في نصفه ولايتجاوز الخط.&
وعندما بدأت بالكتابة اخبرتني انها غيرت البداية ببداية أخرى. وفوجئت ذات يوم باتصالها تخبرني انجازها كتابة النص بسرعة حسدتها عليها، اعطتني النص لقراءته، فوجدت بداية أخرى انستني البدايات السابقة واخذتني بقوة لمتابعة القراءة الى النهاية فكنت مأخوذا به حتى اقترحت عليها نشره في مجلة الأقلام فوافقت وفعلا نشرته. وعندما بدأت التمارين قالت وجدت بداية أخرى، وقبل شهر عندما دعتني لمشاهدة التمرينات وحمدت الله ان الوقت لم يسعفني لذلك، فقد اردت ان ارى البداية النهائية التي شاهدتها اليوم فكانت بداية أخرى، لتكون دليل على قلق المبدع الدائم..اي القلق الابداعي.هذه التجربة جعلتني أكثر قربا من طريقة ونمط ابداع ليلى، وهو ابداع يمكنني وصفه بالتدفق الذي قد لايجد نهرا يحتويه، &

&تجربة افخر بها
الى ذلك تحدث بطل العرض الفنان محمد هاشم لـ (ايلاف) قائلا: (الغفيلة) هي تصغير لمفرده غفلة ،استعرنا المفردة من صلاة الغفيلة وهي صلاة التذكير، العمل هو جرس انذار لما يحدث من مشروع دنيء لتقسيم البلد ،نحن نذكر بهذا حتى لا نكون في غفلة مما يحدث، والمسرحية فيها ادانة &كبيرة للحرب ولداعش.
واضاف : انا امثل شخصية هو وليلى محمد تمثل شخصية هي، وهنا الـ (هو) والـ (هي) افكار وليست شخصيات،لكنها تارا تكون شخصيات وتارا ترهم مواقف ،عملنا على عدة مستويات،الوهم والحقيقة،الواقع والخيال.
وتابع : انا اعمل مع الدكتورة ليلى محمد كمخرجة للمرة الاولى ، فوجدتها على قدر كبير من المسؤولية، مخرجة متمكنة من ادواتها وكانت بمنتهى الاخلاص للعمل، مخرجة لها رؤية واضحة تعرف ماتريد ان تقوله .من خلالكم اتقدم لها بالشكر والعرفان.واشكرك مجموعة شركات مطاعم صاج الريف التي دعمت العمل.فللاسف الشديد لا وزارة الثقافة ولا دائرة السينما والمسرح قادرتان على الانتاج بسبب التقشف،واخير رغم كل الصعوبات والمعرقلات الكثيرة استطعنا ان نقدم تجربة افخر بيها كثيرا
&