&
بدأت فعالية ثقافية ملفتة للنظر تفرض حضورها في العاصمة بغداد وتسترعي الانتباه اليها ، وهذه الفعالية عبارة عن رسومات على الجدران لوجوه شخصيات ثقافية عراقية مع سؤال محدد من كلمتين فقط هما :هل تعرف؟ وقد نالت هذه الفعالية نوعا من الاهتمام الجميل مع مطالبات ان تتوسع الفكرة &التي تعد جديدة على مستوى الفكرة والمضمون.
& & ونظمت هذه الفعالية التعريفية مجموعة ثقافية عراقية، تحمل اسم مجموعة السياسات الثقافية في العراق، في خطوة الهدف منها إثارة انتباه المارة ومن ثم تعريف المجتمع العراقي برموزه الثقافية في مختلف المجالات .
& وأوضحت المجموعة في إعلانها عن الفعالية التي نظمت بدعم مؤسسة "المورد الثقافي"، إنها "لإثارة سؤال ثقافي في زمن الحرب، بطرح استفهام موجّه إلى الناس عن عشر شخصيات ثقافية وفنية، إذا ما كانوا يعرفونها أو قد سمعوا بها، عبر رسم وجوههم على عدد من الجدران ببغداد"، وجرى تنفيذ الفعالية على مدار ثلاثة أيام بين جانبي الكرخ والرصافة، أما الشخصيات والأمكنة فهي: المسرحي قاسم محمد مقابل تمثال الفانوس السحري ومبنى المسرح الوطني، والشاعر سركون بولص عند مدخل حي الزعفرانية قرب الجسر المؤدي إلى حي بغداد الجديدة، والقاص محمود عبد الوهاب على الجدار المحيط بمدخل جامعة بغداد-الجادرية، والفوتوغرافي فؤاد شاكر على الجدار الذي يسور ملعب الشعب ببغداد، والمخرج السينمائي عباس فاضل مقابل أكاديمية الفنون الجميلة-الوزيرية، والمخرج المسرحي عوني كرومي عند مدخل شارع فلسطين (جهة الجامعة المستنصرية)، والفنان التشكيلي الرائد رافع الناصري قرب تقاطع معرض بغداد، بعد مبنى جمعية التشكيليين، والمهندس المعماري قحطان المدفعي عند مدخل حي الدورة شارع 60، والناقد سهيل سامي نادر عند مدخل حي السلام (الطوبجي)، والشاعر حسب الشيح جعفر عند مدخل حي الحرية (جهة ساحة عدن).
وجسّد الغرافيتي الخاص بالفعالية الرسامان محمد خالد ومحمد وحيد .
وبالفعل .. استرعت الرسومات انتباه المواطن البغدادي الذي كان يقف امامها لينظر ويحاول ان يتذكر او يسأل غيره عن الشخصية ، ويبدو ان هذا كان احد اهداف اصحاب الفعالية كما علمنا من بعضهم .
&
فعل متعدد الاهداف
ل متعدد الاهدافوأكد صاحب فكرة الفعالية ومنسق المجموعة الشاعر حسام السراي ان الفعالية كانت من أجل التأسيس لبصمة وحضور وسط الشارع الخالي تماماً الآن من علامات ثقافية ،وقال: لعل هذه الفعالية محاولة في سياق الإعلان عن اشتغال ثقافي جديد في المشهد، قائم على فكرة الذهاب إلى الناس وإيجاد مساحة للخطاب الثقافي العراقي ورموزه في المجال العام؛ من أجل التأسيس لبصمة وحضور وسط الشارع الخالي تماماً الآن من علامات ثقافية تحمل بعدها التنويري.
&واضاف: أن تضع سؤالك على جدار في الطريق، هو فعل متعدد الأهداف، منه ما يخص البعد المعرفي الخاص بالسؤال نفسه، ومن ثم اجتذاب العين العراقية لرموز جديدة لم تألف وجودها في الفضاءات العامة منذ سنوات.
ومجموعة السياسات الثقافية في العراق، مجموعة انطلقت العام الماضي بمؤتمر "إدارة الثقافة في زمن الطوارئ"، تهتم بتطوير العمل الثقافي ومراجعة التشريعات المتعلقة بالشأن الثقافي، تضم في عضويتها عدداً من الأسماء الثقافية المعروفة في المشهد العراقي الآن.
مشروع مهم
& الى ذلك اثنى الشاعر حمدان طاهر على &الفعالية ، وقال: مشروع مهم وعمل يستحق الأشادة وأعتقد أن العاملين في هذه المؤسسة الثقافية على تماس اجتماعي مع شرائح المجتمع .
&واضاف:أقول أن هذه المؤسسة لديها تصور على جهل الكثيرين من الناس وخاصة شرائح الشباب برموز الثقافة العراقية وهي بهذا العمل تعيد تركيب الوعي الثقافي لهؤلاء الشباب , من خلال الصورة والكلمة , وأنت تعرف منذ بدايات الحصار في التسعينيات &الى حد &الان تراجعت الثقافة والقراءة كثيرا في العراق.
&
سؤال بسيط لكنه مثير
اما الكاتب والصحافي محمد الرشيد فقد اكد ان المبادرة تستحق التأمل ..ويجب ان لاتمرَّ مرور الكرام،وقال :لعب الفنّ والثقافة على مر العهود (وما زال) دورًا مهمًّا في حياة الإنسان المتحضّر الراقي، وفي الحضارات الحديثة المعاصرة، إذ يشكّل رسم اللوحات الفنّيّة ونحت التماثيل والمسرح والسينما والموسيقى وحتى الهندسة والبناء، عنصرًا إبداعيًّا خلّاقًا، يهدف الفنان والكاتب من ورائه إلى التعبير عن ذاته ومشاعره التي تختلج في نفسه بكل ما تعني العلاقات الإنسانية من فكرٍ وعاطفةٍ وأحاسيس.
&واضاف:وقد أشيعت في بلدنا المبتلى منذ مطلع تسعينيات القرن المنصرم إلى يومنا هذا ثقافة التلقي الاعمى،و ثقافة الاستنساخ ومورست أبشع عملية تجهيل وتسطيح للوعي المتعمد عن قصدية ، ودونية مسبقة فأن كان تهديم البنى التحتية نتيجة جهل الحكام فأن تحطيم البنى الفوقية تم بتخطيط مدروس،عبر تأليه الفرد(الرمز) الممسك أدوات السلطة والجاه والمال وعبر كارزم السياسة والخوف وتغيب الثقافة ومحاصرة رموزها وتغيبهم من الحياة اليومية للفرد الذي يركض لسداد قوت يومه ،كالسائر في حقل الألغام ،في حذر لايعرف كيف سيلتقط أنفاسه،وليس لديه فسحة ليشاهد أو يستمع ،أصبح متلقي ممتاز للأوامر.حتى شاع التعريف أن العراقي كان محصوراً (بين البيرة والبسطال نديمه الموت وجليسه الحزن صاحبه حتى في الغناء) لقد تم تغييب الرموز الأبداعية عن دراية من قبل ماكنة التضليل الاعلامي، التي أنشغلت بالمديح الفج ناسية ومتناسية المبدع العراقي.
&وتابع :لو رجعنا في ذاكرتنا إلى الوراء قليل،لاتوجد لدينا أي أرشفة لحياة الكثير من مبدعينا العرقيين على سبيل المثال وليس الحصر تلفزيون العراق قبل العام 2003 كان مقص رقيبه أكثر حدة من مباضع الجراح تم منع أجمل أغني السبعينيات ؟ وتم محو غناء المنلوج ،ثم تم منع الثقافة من أجل أشاعة ثقافة تسطيح الوعي ( دلني على برنامج سيرة قدم مبدعاً عراقيا .!) وسجل أو وثق لحياة أي من القامات الثقافية العراقي..لهذا جاءت مبادرة (هل تعرف..؟؟) هذا السؤال البسيط المثير الذي أريد به أن يحرك الراكد..أن دماغ الانسان نعمة رخيصة تحتاج دائما أن تستعمل وتتحرك عبر هذا السؤال البسيط هل تعرف..؟
&