&على مدى عشرة ايام ، عرضت &على خشبة المسرح الوطني ببغداد مسرحية "كـوميـديـا الخــوف" تأليف وإخراج طلال هادي ، وانتاج الفرقة الوطنية للتمثيل وجسد ادوارها الفنانون : اياد الطائي،نظير جواد ، ازهارالعسلي،سامان العزاوي.،سيف الغانمي ،عقيل الزيدي ،محمد صالح ومجموعة السنافر ، باﻻشتراك مع مجموعة &الكيروكراف، وقد اكد المخرج ان المسرحية عبارة عن احتفال مسرحي شعبي كبير يروي قصة الناس الذين عاشوا مهزلة الايام وسخرية الاحداث والتي أدت بالبعض الى تغيير الاقنعة مع كل المواسم. انه ضحك كالبكاء، وبكاء كالضحك، وخوف تحول الى سخرية .
& &المسرحية عبارة عن مجموعة ممثلين يقومون باداء التمرين الاخير لمسرحية (بروفة جنرال) مع المخرج ،وبين مشاهد المسرحية التي تقدم وحتى داخل بعض المشاهد يتدخل المخرج ويعطي ملاحظات، اي على طريقة التمرين المفتوح، ومن خلال ذلك يقدم العرض بطريقة إحتفالية تمتزج المشاهد فيما بينها وتدخل السياسة والاقتصاد والإجتماع ومعيشة الناس بشكل تقديمي، حيث يتحدث عن الوضع العراقي الحالي.. يدخل الى بيت بغدادي ، ثم ينعطف للرجوع إلى العهد العثماني والحروب ثم الفرهود وأسقاطات &فكر متحرر لم يجيد كيف يطرح ما يريد..
في كل مشاهد العرض هناك الكوميديا ولكن بشكل مختلف وهي كوميديا اليومي العراقي المؤلم ،الموقف الضاحك الباكي، اي الكوميديا السوداء التي لا تزال تسيطر وتخيم على الشارع العراقي .
العرض يمثل محاولة من المخرج لخلق مسرح جماهيري،وفي رسم ملامح كوميديا من خلال المسرح الجاد وهو القائل (ان الكوميديا لا يصنعها إلا الجادون) ، ومع الاجادة التي برز بها الفنانان اياد الطائي ونظير جواد ، فقد &أجاد السنافر (الاقزام) في أداء دورهم بشكل مقنع، لاسيما منهم محمد البغدادي، وعدي ، كما تألق الفنان صادق والي على الرغم من قصر دوره .
&وقد اسرني احد النقاد ان العرض أخطأ في نسب أغنية (حلو الفرهود) إلى عزيز علي ، بينما هي للمطربة صديقة الملاية (حلو الفرهود يومية / كون يكون يومية كنت ما أملك القوري وهسا عندي أنواع فرفوري..)غنتها في العام &1952 .

تاريخ الانسان العراقي
& & فقد اكد بطل العرض الفنان اياد الطائي انه قدم شخصية مختلفة عن مشاركاته السابقة ، وقال :هو ليس مسرح للنخبة فقط وإنما أراد ان يسحب الجمهور الى منطقته التي تضحكك وأنت في كامل وعيك ولست مغيبا ومخدرا وتنسى ما تريده المسرحية من هدف سامي يرتقي بالمواطن لا ان يحعله حبيس ملاذاته وانفعالاته الداخلية.
واضاف: العرض من نوع المسرح الاحتفالي وهو عبارة عن كوميديا سوداء تتناول موضوع تاريخ الإنسان العراقي بكل ما مر به من أحداث سلبية وإيجابية وعلاقته مع الحكام والحكومات المتعاقبة التي مرت عليه بطريقة إحتفالية تمتزج المشاهد بين الجد والهزل بغية تحقيق هدف التتواصل مع المتلقي، وقد اراد المخرج عبر سلسلة مسرحياته الثلاث ان يؤكد على تجربة المسرح الكوميدي الساخر النظيف البعيد عن الابتذال في الشكل والحوار الجاد النظيف
وتابع : اما عن دوري فامثل في هذه المسرحية شخصية مختلفة عن كل مشاركاتي السابقة بالمسرح ونلعب الكوميديا بشكل خفيف ولطيف حيث أمثل شخصية (والي عثماني) يقع في ازمة مالية ويراهن على صمود مواطنيه لكنهم يخذلون تصوراته واكتشف هؤلاء الناس يرضون ويرضخون للقوة اما الثورة في ابعد ما تكون عنهم
&
معالجة لموضوعة الخوف
&اما المخرج طلال هادي اكد ان الكوميديا لا يصنعها إلا الجادون ،وقال :محاكاة للخوف الذي يعيشه الانسان ولشدته يصل الى مرحلة الهستيريا المضحكة، انها معالجة لموضوعة الخوف، الخوف من المكان .. الخوف من الاحداث.. الخوف من الذات.
واضاف : في هذا النوع من العروض المسرحية تكون عملية تشكيل الفضاء المسرحي قابلة للتأويل واعادة الصياغة من لدن المتلقي، خاصة اذا ماكان التشكيل الجمالي يعتمد بالدرجة الاساس على تكوين وتشكيل الكتل الجسدية، يخلق فضاءً مسرحياً يحمل صوراً واشكالاً متعددة المضامين، وتعطي الاضاءة جوها النفسي الخاص بها لتحريك الفعل نحو الصعود .. ثم الانهيار.
وتابع :هذه المسرحية تعد امتداداً لتجربتيّ السابقتين (كوميديا الاحزان) و(سيلفي) من حيث اعتماد النهج الاحتفالي وتقديم فرجة مسرحية بأسلوب كوميدي-سياسي ساخر يتحاور مع المتلقي بعد كسر كل الجدران التي تعوق التقاء المتفرج بالتجربة على خشبه المسرح فيكون الحدث مشتركا بين الصالة والخشبة، وهوما حرصنا عليه في تجاربنا السابقة. إن معرفه مايدور في الشارع العراقي من أفكار وصراعات على كل المستويات جعلنا نفكر في طبيعة التقديم، فكانت الكوميديا هي الاسلوب الاكثر قربا لمشاهدنا العراقي نظرا للضغوطات الكثيرة التي يتعرض لها في حياته.&
وختم بالقول : هناك عدد من الرسائل حملها هذا العرض بين طياته لها علاقة بكل جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولكن هناك رسالة اساسية نسعى اليها بوضوح وهي: إن التغيير الحقيقي يبدأ من الذات، والاصلاح ينطلق من داخل الانسان قبل المطالبه بالتغيير الخارجي.

ملحمة الوجع المسكونة
الى ذلك قال الصحافي والناقد عبد العليم البناء : المخرج العراقي طلال هادي الذي سبق له أن خاض أكثر من تجربة ناجحة في التأليف والاخراج والتمثيل يقدم وجها آخر من تجاربه الابداعية التي حاول فيها أن يتناغم مع هموم وتطلعات الانسان العراقي وتسليط الضوء على ملحمة الالم والوجع المسكونة، حاولنا أن نتوقف عندها في هذه المحاورة السريعة .
واضاف : أن المسرحية تحكي قصه الناس الذين عاشوا مهزلة الأيام وسخرية الأحداث وتغييرات الأقنعة مع كل المواسم ، كما ذكر المخرج وهي ايضا ضحك كالبكاء وبكاء كالضحك وخوف تحوّل في النهاية إلى سخرية وهي إدانة لكل أشكال القبح والعنف. &
&