في الطابق الخمسين&
معان لم يخترعوا &لها كلمات
ومشاعر لم يجدوا لها صفات
ككل السجون يعطونك رقما&
تعرف به
في الطابق الخمسين
شقق مصففة كالعلب&
لا يمام يحط على شرفتك
ولا فراشة تلتصق بنافذتك
كل أسباب الرفاهية حولك
أصدقاء في الحاسوب
ممارسات كما يحلو لك&
أوكرانية تتعرى وتقول هيت لك
لا تكترث
كل أسباب الرفاهية مألوفة لديك&
غريبة عليك
ورد بلا عطر
شجر بلا ثمر
صداقة بلا دفء&
مرت سحابة&
ولم تلق السلام
مخنوقة بالدموع
ولا تستطيع البكاء&
في الطابق الخمسين
تكشف المدينة من موقعك
تستعد للعمل
خذ رقما وانتظر دورك
لا تقترب&
تكلم من خلف الزجاج
ارفع صوتك كي أسمعك
لا تتصل
لا تعطلني عن العمل
هواتف ذكية
بطاقات عمل&
كل شيء بنظام
معذرة سيدي
فقد تعطل النظام
تجمد في مقعدك
لا مساس
ولا تماس
كي لا يصعقك التماس
المدينة في خدمة تجار أعالي البحار
وأنت واحد من الخدم&
والخادم لا يتبرم
احتفظ بابتسامتك
مهما كنت تئن في قلبك
شاشات عملاقة تعرض الأخبار&
من قنوات أجنبية
كي لا تثير الشجن
وللحفاظ على الصحة النفسية
الأخبار تخصك
وأنت القاتل والقتيل&
وأنت السجان والسجين&
فصام لا يشبهه فصام
حذار أن تنفعل
خواطرك الشعرية قيمة
إذا كانت تباع في الأسواق
فانثر أحزانك فيها تلميحا
لسلامتك&
وسلامة المعايير المهنية
في الطابق الخمسين
أنت النزيل المائة والسبعين&
ترى كم قصة شهد هذا الجناح
وأنت أحد القصص المنسية&
هون عليك
فدمعك ماء
وحزنك يعيب كفاءتك المهنية&
حافظ على هندامك
وتصفيفة شعرك
وابتسامتك&
لتحقق مبيعات أكثر
كل شيء زائف
وسوف تشيخ قبل الأوان
لو حاولت البحث
&عن معان حقيقية
&