&ترجمة حسّونة المصباحي

&

-1:الرجل ذو المعطف الأسود
هذه القصيدة من بين القصائد التي احتواها البوم:”Oh Mercy” الذي ظهر في عام 1989 عقب عقد عقيم . والقصيدة تروي قصة رجل يبلغ الحدود القصوى لليأس ، وتمرض روحه وهو يرى الآخرين يفلحون في أن يعيشوا حياتهم بلا مُنغّصات...

الجداجد تصرّ، المياه عالية
فستان خفيف من القطن يجفّ على حبل الغسيل
نافذة مفتوحة على اتساعها، أشجار إفريقية
إنحنت بسبب إعصار
لا رسالة وداع، حتى ولا كلمة واحدة
مضت مع الرجل
ذي العطف الأسود.

أحد شاهدها تتسكع حول
مرقص قديم في الضواحي
نظر في عينينها لما طلبت منه
إن كان يرغب في الرقص، وجهها كان قناعا
أحد قال إنه كان يستشهد بالإنجيل
كان ثمة غبار على الرجل
الرجل ذي المعطف الأسود.

القسّ كان يتحدث، نطق بموعظة
قال إن وعي الإنسان حقير وفاسد
ونحن لا يمكن أن نثق به كمرشد
وإذا ما توجّب علينا أن نرضيه،
فإنه ليس من السهل أن نبتلع ذلك، يظلّ عالقا في الحنجرة
منحت قلبها للرجل ذي المعطف الأسود.
ليس ثمّة أخطاء في الحياة، يقول البعض
وهذا صحيح أحيانا، بإمكاننا أن ننظر إلى الأمرعلى هذه الصورة
إلاّ أن الناس لا يعيشون، لا يموتون، إنهم يطفون
مضت مع الرجل ذي المعطف الأسود.
ثمة ضباب على الماء، وهي هنا مذْ حزيران
جذوع مقطوعة من جذورها، تحت هلال القمر
تحسّسوا النّبضَات، الذبذبات، القوة الهادرة
ثمة رجل يضرب بالسوط حصانا ميّتا
هي لم تقل شيئا أبدا، لم تترك كلمة
مضت مع الرجل
الرجل ذي المعطف الأسود.

-2: محولا أن أدخل إلى الجنة
كتب بوب ديلن هذه القصيدة عام 1997 بعد ان اجتاز أزمة صحية خطيرة.

الهواء يصبح أشدّ حرارة
ثمة هدير في السماوات
تخبّطت في المياه الطينيّة
كانت الحرارة تصعد إلى عيني
كل يوم ذكراك أكثر ضبابيّة
هي لا تلاحقني مثلما كان من قبل
مشيت من غير هدى
محاولا أن أدخل إلى الجنة قبل أن تغلق أبوابها.

عندما كنت في "الميسّوري"
لم يكونوا يتركوني في سلام
كان عليّ أن أفرّ يسرعة
لم أكن أرى إلاّ ما يبتغون أن أراه
حَطّمت قلبا كان يهواك
الآن يمكنك أن تغلقي الكتاب ولا تكتبين أبدا
إجتزت ذلك الوادي وحيدا
محاولا أن أدخل إلى الجنة قبل أن تغلق أبوابها

على الرصيف
ينتظر الناس القطارات
أسمع القلوب تدقّ
مثل ساعات حائطية تتأرجح في نهاية السلاسل
حين تفكر أنك فقدت كلّ شيء
تكتشف أنه بإمكانك أن تفقد أكثر
لا أفعل شيئا آخر غير متابعة الطريق وأحس بالألم
محاولا أن أدخل إلجنة قبل أن تغلق أبوبها.

أنزل النهر
حتى "لانوفال أورليان"
يقولون لي كل شيء سيكون على ما يرام
لكني لا أعرف حتى ما معنى" ما يرام".
أذهب في العربة مع السيدة ماري-جاين
السيدة ماري-جاين لها بيت في "بالتيمور"
لقد طفت في العالم أيها الفتيان
ولآن أحاول أن أدخل إلى الجنة قبل أن تغلق أبوابها

سأنام في الردهة
وأعيش أحلامي من جديد
سأغمض عيني وأتساءل
إذا ما كان كلّ شيء أجوف كما يبدو
ثمة قطارات لم تعد تحمل اللاعبين
وعسس الليل، مثلما كان في الماضي
كنت في "شوغر تاون" وتظاهرت بالدماثة
الآن أحاول أن أدخل إلى الجنة قبل أن تغلق أبوابها