&&

يُقام اسبوع الكتب الممنوعة الذي يبدأ في 24 سبتمبر/ايلول سنوياً منذ عام 1982.& وينظم الاسبوع ائتلاف من المنظمات المناهضة للرقابة بهدف التوعية ، وفي كل عام تنشر رابطة المكتبات الاميركية قائمة بالكتب التي واجهت أكبر عدد من المطالبات بمنعها.&
وأول سبب يُقدم للشكوى من هذه الكتب في الولايات المتحدة هو ان فيها شخصيات مثلية أو انها قصص تتناول موضوعات مثلية. وتصدَّر قائمة الكتب المستهدفة بشكاوى من هذا النوع وغيرها في عام 2016 كتاب This One Summer "هذا الصيف تحديداً" ، وهو رواية مصورة كتبتها& الروائية الكندية ماريكو تاماكي ونفذت رسومها ابنة عمها جيليان تاماكي.& وتعرضت الرواية الى احتجاجات كثيرة بسبب وجود شخصيات مثلية ومخدرات وبذاءات وكلام مكشوف عن الجنس.& &وأُثيرت اعتراضات على كتب أخرى لأسباب مماثلة. ولكن العلاقات المثلية ليست وحدها سبب المطالبات بمنع كتب في الولايات المتحدة وإن كانت في مقدمة الأسباب.& وكان من الكتب العشرة الأولى المستهدفة بمطالبات المنع في 2016 سلسلة Little Bill "بيل الصغير" التي كتبها بيل كوسبي بسبب تهم الاعتداء الجنسي التي وجهت الى الكوميدي الاميركي. ويتخذ منظمو اسبوع الكتب الممنوعة موقفاً فولتيرياً من المنع.& إذ ليس من الضروري ان تحب الكتاب لكي تعترض على موقف الرقيب ضده.& ففي عام 2015 طالب احدهم بمنع رواية إي. ايل. جيمس "درجات غراي الخمسون" لأنه مكتوب بلغة ركيكة.& ومن الجائز ان يكون هذا رأي كثيرين آخرين ولكنه ليس سبباً لمنع الكتاب ولا حقيقة كونه زاخراً بالجنس الذي تُستخدم فيه طرق ليست مألوفة. والجيد في الكتب انها إذا كانت تحوي ما يُعد جارحاً بين دفتيها فانك لا تعرف به إلا بعد ان تفتح غلاف الكتاب وتبدأ بقراءته.& &
ولكن المطالبات التي ترتفع بمنع هذا الكتاب أو ذاك لا تقتصر على الولايات المتحدة.& وكان نشاط اسبوع الكتب الممنوعة في بريطانيا متميزاً بحجم فعالياته هذا العام لأسباب منها مشاركة منظمة "مؤشر الرقابة" التي تتابع حرية التعبير في العالم. وقالت جودي غنزبيرغ رئيسة المنظمة "ان الرقابة ليست شيئاً يحدث في مكان بعيد فهي تحدث في بريطانيا وفي كل مكتبة هناك كتب كان المواطنون البريطانيون يُمنعون من قراءتها في أوقات مختلفة".& ودعت المواطنين الى اليقظة ضد المحاولات الرامية الى النيل من حريتهم في القراءة. ونوهت غنزبيرغ بانضمام منظمة "مؤشر الرقابة" الى الائتلاف المناهض لمنع الكتب بوصفها اول منظمة غير اميركية في الائتلاف مشيرة الى ان منظمتها تنشر اعمال كتاب منعها الرقيب في انحاء العالم منذ 45 عاماً.& وقالت ان ما يجري على الساحة الدولية يجعل تسليط الضوء على الرقابة وما يعنيه منع الكتاب أهم الآن منه في أي وقت مضى.&&
وأظهر اسبوع الكتب الممنوعة هذا العام العدد الكبير للأعمال التي مُنعت أو قُمعت أو ارتفعت اصوات تطالب بإزالتها من رفوف متاجر الكتب والمكتبات العامة والمدارس.& ولاحظت ليسا ابيغنانيسي رئيسة الجمعية الملكية للأدب في بريطانيا ان المفارقة الكبيرة تتمثل في ان قائمة الكتب التي منعتها مراجع دينية أو سياسية غيورة على سلطتها خلال القرون الماضية "تشكل خِيرة ما في نتاجاتنا الأدبية". واستعرضت ابيغنانيسي عدداً من الكتب التي مُنعت في أوقات مختلفة ، من الكتاب المقدس الى توماس بين ومن فلوبير وجورج برنارد شو الى سيمون دي بوفوار وسلمان رشدي قائلة "ان البعض من أفضل كتبنا مُنعت في مكان ما".& واضافت ان لدى البشر طرقاً لتقييم الممنوع واحترام المكتبة وهذا يعني ، كما أكد جورج اورويل ، "ان نقول للناس ما لا يريدون سماعه".&&
بمناسبة اسبوع الكتب الممنوعة أعدت دار بنغوين للنشر قائمة بالكتب التي تعرضت الى محاولات لمنعها أو مُنعت بالفعل، وبعض هذه الكتب قد يبدو منعها مفاجئاً. كانت رواية دي. اتش. لورنس "عشيق الليدي تشاترلي" من الكتب الممنوعة وأدى نشرها في عام 1960 الى واحدة من أشهر المحاكمات التي جرت بموجب قانون مكافحة الأدب الفاحش.& وباتت قضية هذه الرواية معروفة.& ولكن ما ليس معروفاً بالقدر نفسه منع رواية جورج اورويل "مزرعة الحيوانات" في الاتحاد السوفيتي إبان الثمانينات بسبب تصويرها المؤثر للدكتاتورية.& وقبل "عشيق الليدي تشاترلي" و"مزرعة الحيوانات" أدرجت الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر كتاب جيفري تشوسر "حكايات كانتربري" ضمن الأعمال الأدبية المغضوب عليها.& واحياء لهذا التقليد منعت ولاية الينوي هذه المجموعة من القصص الشعرية في عام 2012 مشيرة الى وجود مقاطع "غير لائقة".& ومنعت الصين لبعض الوقت رواية لويس كارول "أليس في بلاد العجائب" بدعوى ان وضع الحيوانات والبشر على مستوى واحد يمكن ان يسفر عن "كارثة".& ومنعت السلطات اللبنانية رواية دون بروان "شيفرة دافنشي" لما يتضمنه من اغلاط واساءة للمسيحية ، كما قالت في تبرير المنع. الدرس الأهم من هذه الأمثلة التاريخية القديمة والمعاصرة انه ما ان تُطلق دعوات الى منع كتاب ما حتى يزداد الاهتمام به الى حد لم يكن المؤلف يحلم به.& وفي الثمانينات ازداد عدد القراء الذين عقدوا العزم على شراء نسخة من كتاب بيتر رايت "صائد الجواسيس" أضعافاً حين قالت لهم الحكومة البريطانية انها تمنعهم من قراءته.& &
&