برلين: يفكر مستثمرون قطريون بينهم رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في السيطرة على دويتشه بنك الذي يملكون الآن 10 في المئة منه. وكان رئيس البنك التنفيذي وقتذاك انشو جين نفسه تولى إبرام الصفقة مع الشيخ حمد في مايو 2014. 

ولكن بعد عامين ونصف يقف دويتشه بنك على حافة الهاوية وأُقيل جين نفسه بسبب دوره في أزمة البنك. وفشل خلفه جون كرايان الذي تسلم إدارة البنك منذ 15 شهرا في التقدم باستراتيجية تنتشل البنك من أزمته في وقت يزداد عدم ثقة المساهمين والزبائن على السواء. 

غرامة أميركية

وكانت وزارة العدل الاميركية أمرت البنك في سبتمبر الماضي بدفع غرامة قدرها 14 مليون دولار لتسوية قضية احتيال تتعلق ببيع سندات رهن عقاري خلال الفترة التي سبقت الأزمة المالية عام 2008. 

وهبطت قيمة البنك السوقية الى اقل من 15 مليار يورو بعدما كانت 35 مليارا قبل عام. وافادت مجلة شبيغل بأن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وابن عمه امير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خسرا أكثر من مليار يورو. وزاد الاثنان حصتهما في البنك صيف هذا العام الى نحو 10 في المئة ولكن أسهم البنك استمرت في الهبوط خلال هذه الفترة. 

ويبدو أن هبوط اسهم البنك يشجع الشيخين حمد بن جبر وحمد بن خليفة على ان يستثمرا حتى المزيد في البنك المأزوم بحيث تكفي بضعة مليارات لبسط سيطرتهما على البنك. وتقول مجلة شبيغل انها حصلت على معلومات تشير إلى أنّ الشيخين يفكران في دعم البنك بمزيد من المال وشراء 25 في المئة من اسهم البنك مع مستثمرين آخرين. 

دخول في شراكة 

ولاتخاذ هذه الخطوة يستطيع الشيخان حمد بن جبر وحمد بن خليفة آل ثاني الدخول في شراكة مع صناديق ثروة سيادية بعضها مستعد على ما يبدو للاستثمار في دويتشه بنك. 

ولكن معلومات شبيغل تشير ايضا إلى أنّ الشيخ حمد بن جبر والشيخ حمد بن خليفة لن يكونا مستعدين للاقدام على مثل هذه المخاطرة إلا إذا كانت لهما كلمة قوية في صنع قرارات البنك.

وتردد ان الشيخين يشعران بالاحباط الشديد لحقيقة ان البنك لم يتمكن من الخروج من موقفه الدفاعي الحالي. ويُقال ان القطريين ليسوا راضين عن فريق كرايان الاداري الحالي ويعتقدان ان البنك يسير في طريق محفوف بالمخاطر. 

ويرى القطريون ان المشكلة لا تُحل باجراءات هدفها خفض التكاليف فقط لا سيما مع استمرار ايرادات البنك وارباحه في الهبوط. وتبدى هذا الامتعاض من خلال تعيين المحامي ستيفان سايمون عضوا في مجلس ادارة البنك في يوليو. 

تغييرات في الإدارة

فهو يمثل مصالح القطريين في الشركة، بحسب مجلة شبيغل متوقعة ان القطريين إذا استمروا في زيادة حصتهم في دويتشه بنك سيطالبون بتغييرات في إدارته التنفيذية. ومن الجائز ان يكون دور بول اشلايتنر بوصفه رئيس مجلس الادارة مهددا رغم الدعم العلني الذي تلقاه من الشيخ حمد بن جبر في الربيع. 

وعلى الصعيد الاستراتيجي يريد الشيخان حمد بن جبر وحمد بن خليفة ان يقوم البنك بدور أكبر في النشاط المصرفي الاستثماري العالمي. وهما يعتقدان ان هذا القطاع وحده الذي ما زالت لدى البنك قدرة للربح فيه، حتى بوضعه الحالي. ويراهن المستثمرون القطريون على ان رفد البنك برأسمال جديد يمكن ان يعززه ويمكنه من استعادة حصته التي فقدها من السوق. 

ولا يُعرف على وجه التأكيد ما إذا كان الشيخ حمد بن جبر وامير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة يريدان حقاً السيطرة على دويتشه بنك. وامتنع البنك عن اصدار اي بيانات بهذا الشأن وقالت مجلة شبيغل ان الاتصال بالقطريين للتعليق على هذه الانباء كان متعذرا حتى كتابة تقريرها. 

أعدت "إيلاف" التقرير نقلا عن مجلة شبيغل الالمانية على الرابط أدناه: 

http://www.spiegel.de/international/germany/qatari-investors-eyeing-controlling-stake-in-deutsche-bank-a-1115581.html#spRedirectedFrom=www&referrrer=