فيينا: سجلت اسعار النفط انخفاضا جديدا الثلاثاء مع تضاؤل التوقعات بتوصل منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الى اتفاق لخفض انتاجها مليون برميل يوميا بهدف تقليل تخمة الامدادات في السوق العالمية. 

كما تضررت الاسعار بسبب تاكيد روسيا، غير العضو في اوبك، بانها لن ترسل وفدا الى اجتماع المنظمة الذي يعقد في فيينا الاربعاء. وصرح وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك الثلاثاء "لا حاجة الى المشاركة في الاجتماع، يجب ان تعقد اوبك اجتماعها اولا". واضاف "اذا توصلت اوبك الى توافق، واتخذت قرارا، سنتوصل الى اتفاق في اسرع وقت ممكن" الا انه لم يحدد موعدا زمنيا. 

وفي تعاملات الصباح في اوروبا، انخفض سعر نفط غرب تكساس المتوسط تسليم يناير 73 سنتا للبرميل ليصل الى 46,35 دولار، فيما وصفه المحلل جاسبر لولر من "سي ام سي ماركتس" بانه "حالة من العصبية" عشية المحادثات. وانخفض سعر نفط برنت بحر الشمال بمقدار 0,72 سنت ليصل الى 47,52 دولار للبرميل. 

ويتوقع المحللون مزيدا من الانخفاض في الاسعار في حال لم تتوصل اوبك الى اتفاق الاربعاء حول اول خفض مشترك لانتاجها منذ ثماني سنوات بهدف تخفيف التخمة العالمية لرفع الاسعار.

ولا تتفق السعودية وايران والعراق، اكبر الدول المنتجة للنفط في المنظمة، حول حجم خفض انتاج كل منها، في حين ترغب المنظمة من الدول غير الاعضاء مثل روسيا خفض انتاجها كذلك. 

وتضخ روسيا حاليا نحو 11 مليون برميل يوميا من النفط، وهو المستوى الذي لم تشهده البلاد منذ الحقبة السوفياتية. وقالت روسيا التي تضرر اقتصادها بشكل كبير بسبب انخفاض اسعار النفط والعقوبات الغربية، انها مستعدة لتجميد الانتاج، لكن ليس تخفيضه. 

اجتماع 10 ساعات
رغم ان انخفاض اسعار النفط على مدى العامين الماضيين يعود بالنفع على المستهلكين والشركات، الا انه احدث فوضى في ميزانيات دول اوبك حتى الاكثر ثراء بينها. 

لكن العراق وايران، اكبر دولتين مصدرتين للنفط بعد السعودية، عبّرتا الاثنين عن اعتراضاتها على اقتراح خفض الانتاج بنحو 1,2 مليون برميل يوميا مقارنة مع مستويات اكتوبر، بحسب نشرة بلومبرغ نقلا عن احدى وفود اوبك. 

وفي اجتماع استمر عشر ساعات قالت ايران انها ربما تكون مستعدة لتجميد انتاجها عند نحو 200 الف برميل يوميا اقل من انتاجها الحالي البالغ 3,975 مليون برميل، بحسب بلومبرغ. وردت السعودية بالقول ان على ايران تجميد انتاجها عند 3,7 مليون برميل يوميا.

وتصر ايران على انها لن تخفض انتاجها من النفط الا بعد ان يصل الى مستوياته قبل فرض العقوبات عليها. كما انها منافس قوي للسعودية وتتواجه معها في اليمن وسوريا. 

من ناحيته قال العراق انه سيخفض انتاجه من النفط الا انه يحتاج الى الاموال لمحاربة متطرفي تنظيم الدولة الاسلامية. كما انه يختلف مع اوبك حول معدل انتاجه الحالي. وزادت السعودية من التشاؤم حيال احتمال التوصل الى اتفاق الاحد بعد ان المحت الى انها يمكن ان تتحمل عدم التوصل الى اتفاق. 

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الذي من المتوقع ان يصل الى فيينا في وقت متاخر الثلاثاء ان زيادة الطلب سيؤدي الى "استقرار" الاسعار في 2017 على اية حال. 

تاجيل القرار 
شهدت اسعار النفط انتعاشا طفيفا الاثنين بعد ان ادلى وزير النفط العراقي جبار لعيبي بتصريحات متفائلة لدى وصوله الى فيينا حيث قال انه "متفائل" بان تتوصل اوبك الى اتفاق. واقترحت الجزائر، التي تحاول التوسط في التوصل الى اتفاق، الاثنين تسوية بحيث تحدد ايران بموجبها انتاجها عند 3,795 مليون برميل، بحسب بلومبرغ. الا انه لم يصدر اي مؤشر إلى احتمال قبول مثل هذا الاقتراح اثناء اجتماع وزراء النفط الاربعاء. 

وقال بيارن شيلفروب كبير المحللين في بنك "سي اي بي" ان فرص توصل اوبك الى اتفاق "ضئيلة للغاية". واضاف ان افضل نتيجة ممكنة في هذه المرحلة هو ان تتوصل المنظمة الى اتفاق يحفظ ماء وجهها "ويؤجل اتخاذ القرار الى اجتماع اوبك المقبل بعد نحو نصف عام".