الرياض: أبرمت شركة "أرامكو السعودية" أمس ثماني اتفاقيات مع شركات عدة بقيمة 4.5 مليارات دولار لتطوير مرافق إنتاج في حقول النفط والغاز، وذلك في إطار برنامجٍ يعزز توجّه الشركة نحو استدامة الطاقة وتنويع الاقتصاد والتوسُّع في إنتاج الغاز وزيادة المحتوى الوطني.

وقال المهندس أمين حسن الناصر، رئيس "أرامكو السعودية" وكبير إدارييها التنفيذيين خلال احتفال بإبرام هذه الاتفاقيات، إن جزءاً من التوسع في إنتاج الغاز سيذهب إلى محطات إنتاج المياه والكهرباء في السعودية، والجزء الآخر اللقيم سيذهب للصناعات البتروكيماوية.

وأضاف أن الخطة التي تسير عليها "أرامكو السعودية" هي رفع استخدامات الغاز في محطات التحلية والكهرباء من 50 إلى 70 في المائة، وهي من أعلى النسب في العالم. وأكد أن مصانع البتروكيماويات التي ستنشأ في الفترة المقبلة سيتم توفير اللقيم لها، لافتاً إلى أن خطة الشركة هي إنتاج 12 مليون برميل من النفط الخام يومياً، في إشارة إلى اتفاقية حقل الضلوف التي أبرمتها الشركة لإنتاج 600 ألف برميل، والتي قال إن الشركة لم تحدد حتى الآن توقيت إنتاجها لأن الاتفاقية هي للأعمال الهندسية المبدئية.

وتطرق إلى أن "أرامكو السعودية" سترفع إنتاجها من الغاز من 16 مليار قدم مكعب إلى نحو 20 مليار قدم مكعب بحلول عام 2021، إذ ستضيف الشركة عام 2019 نحو 2.5 مليار قدم مكعب، وفي أوائل عام 2021 نحو 1.3 مليار قدم مكعب من الغاز يومياً، وذلك ضمن خطة أعلنتها الشركة عام 2016 للوصول إلى إنتاج 23 مليار قدم مكعب بحلول عام 2025.

وشدد على أن "أرامكو" لم تسحب أي مشاريع من مقاولين متعثرين، لافتاً إلى أن مشاريع تطرحها الشركة يتقدم لها عدد كبير من الشركات والاختيار يكون على العمل والأسعار.

وذكر أن الاستثمار في الغاز غير التقليدي في الجافورة وجنوب الغوار سيعلن بعد سنوات عدة، موضحاً أن أكثر الاستثمارات السعودية هي في الغاز غير المصاحب الذي يأتي من حقول كران والعربية والحصبة ومن حرض ومن الحوية، مشيراً إلى أن العمل يجري على قدم وساق لجلب كميات كبيرة من الغاز غير التقليدي (الغاز الصخري).

وتابع: "إن الاتفاقيات التي وقعناها (أمس) جزء من برنامج زيادة إنتاجنا من الغاز الطبيعي، حيث ستُسهم بزيادة نحو مليار قدم مكعب قياسي من الغاز يومياً، ما يعكس التزامنا بتوفير إمدادات جديدة من الغاز النظيف، الأمر الذي يساعد على تقليل الاعتماد المحلي على حرق الوقود السائل لتوليد الطاقة، ويمكّن من زيادة صادرات السوائل، ويوفر المواد الأولية للصناعات البتروكيميائية وفي الوقت نفسه يقلل الانبعاثات الكربونية".

وأضاف أن الاتفاقيات تعكس تأكيد مكانتنا البارزة كمورد موثوق للطاقة محلياً وعالمياً، وتسلّط الضوء على جهودنا المتضافرة والمتوائمة مع رؤية المملكة 2030 التي تركّز على التنويع الاقتصادي والتصنيع المحلي والاستدامة البيئية، وتعزيز مناخ العمل والاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص الوطني ومن خلال الشراكات العالمية المثمرة.

ووقعت "أرامكو السعودية" ثلاث اتفاقيات برنامج معامل ضغط الغاز في منطقتي حرض والحوية مع شركة "تكنيكاس ريونيداس" الإسبانية، التي ستدعم برنامج ضغط الغاز في منطقة الأعمال الجنوبية، وتحسين إنتاج الغاز واستدامته في حقلي حرض والحوية، ويشمل ذلك إقامة مرافق لضغط الغاز ومحطات لفصل السوائل وخطوط نقل إلى معملي الغاز في حرض والحوية علاوة على توسيع شبكة خطوط أنابيب تجميع الغاز القائمة.

وسيسهم المشروع أيضاً في إطالة فترة الإنتاج الثابت بمعدلات الإنتاج نفسها لكلا الحقلين خلال السنوات العشرين المقبلة، كما سيمكّن الشركة من زيادة الإنتاج بنحو 1.3 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم تكون مكملة لإنتاج الغاز والمكثفات ما يدعم احتياجات المملكة من الطاقة.

بينما تتعلق الاتفاقية الرابعة بمشروع توسعة معمل الغاز بالحوية مع شركة "سنام بروجيتي" الإيطالية، وسيوفر مشروع توسعة محطة الغاز في الحوية مرافق إضافية لمعالجة 1.070 مليار قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز الخام لتلبية الطلب على الطاقة بكفاءة في المملكة.

ورجحت "أرامكو" أن يدخل هذا المشروع خط التشغيل بحلول يونيو 2021، حيث سيزيد المشروع من إجمالي الإنتاج في معمل غاز الحوية إلى ما يقرب من 3.860 مليارات قدم مكعبة قياسية يومياً، ما يجعله من أكبر معامل الغاز في العالم.

في حين كانت الاتفاقية الخامسة لتنفيذ مشروع إنشاء خطوط أنابيب التدفق الحر مع شركة "تشاينا بتروليوم بايبلاين" الصينية، وسيتيح المشروع زيادة إنتاج الغاز في حرض، ويشمل ذلك إقامة شبكة خطوط أنابيب بطول يقدر بنحو 450 كيلومتراً، أوائل عام 2019، ما يمكّن من التدفق الحر لإجمالي 290 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من حقل حرض إلى محطة الغاز في الحوية.

وسيضمن المشروع عند اكتماله استدامة إنتاج الغاز من حقلي حرض والحوية حتى الانتهاء من معامل ضغط الغاز.

وشملت الاتفاقية السادسة مشروع تطوير حقل الظلوف مع شركة "جاكوبس" الأميركية للهندسة، وسيوفر تطوير حقل "الظلوف" مرافق لمعالجة 600 ألف برميل في اليوم من النفط الخام العربي الثقيل من حقل الظلوف البحري، ويتضمن نطاق العمل منصات لحقن المياه ومنصات فوهات الآبار النفطية ومنصات ربط وخطوط أنابيب رئيسية وخطوط تدفق، إضافة إلى مرافق المعالجة المركزية البرية بطاقة 600 ألف برميل في اليوم، وسيضم المشروع معمل فرز الغاز عن الزيت، ومرافق ضغط الغاز ومحطات جديدة لحقن المياه، وسيتم نقل الكميات الثابتة من النفط الخام إلى محطة الجعيمة عبر خطوط نقل الإنتاج الجديدة، كما سيتم نقل إنتاج الغاز المفصول والمكثفات إلى محطة غاز رأس تناقيب المقترحة عبر خطوط أنابيب جديدة.

أما الاتفاقية السابعة، فهي لإنشاء منصة ربط بحرية جديدة وخطي أنابيب رئيسيين في حقل السفانية مع شركة "الإنشاءات البترولية الوطنية" الإماراتية. ويتضمن المشروع أعمال الهندسة والشراء والإنشاء والتركيب لمنصة ربط واحدة لتعمل كمركز تجميع إضافي لمنصات فوهات الآبار النفطية التي سيجري تركيبها مستقبلاً في حقل السفانية، كما سيشمل المشروع أيضاً تركيب خطي أنابيب لتوصيل الزيت المُنتَج إلى معمل فرز الغاز عن الزيت في السفانية.

وسيوفر المشروع مصدر كهرباء إضافيّاً لحقل السفانية عبر كابل بحري بطول 20 كيلومتراً. 

ونصت الاتفاقية الثامنة على إنشاء 10 منصات بحرية ومنصة توزيع كهرباء في حقل السفانية مع شركة "ماكديرموت - الشرق الأوسط" الأميركية، ويتضمن المشروع أعمال الهندسة والتوريد والإنشاء والتركيب لعشر منصات جديدة بديلة في حقل السفانية الجنوبي لتعزيز إنتاج الزيت الخام من حقل السفانية.
كما يحوي المشروع تركيب منصة توزيع كهرباء جديدة ستعمل كمحطة كهرباء فرعية بحرية (الأولى من نوعها في "أرامكو السعودية")، وستمد هذه المنصة المنصات العشر الجديدة بالكهرباء لتشغيل المضخات الكهربائية المغمورة في كل مرفق.