لا يزال الجدل حول القيمة السوقية لشركة أرامكو السعودية مستمراً، ففي الوقت الذي قدرت فيه الشركة&قيمتها السوقية بتريليوني دولار، قدرتها شركة "وود ماكنزي" بنحو 400&مليار دولار.

إيلاف من الرياض: في وقت تعد فيه السعودية خططها النهائية ومساعيها لتحديد ملامح الطرح الأولي لنحو 5٪ من أسهم عملاق النفط &شركة أرامكو السعودية في العام 2018، نشطت سوق التوقعات لقيمة الشركة السوقية، والتي تبنى على معايير اقتصادية بحتة.

قدرت "وود ماكنزي"، التي تعتبر من أبرز الشركات العالمية المتخصصة في الاستشارات وتقييم شركات الطاقة في العالم، القيمة السوقية للشركة بنحو400 &مليار دولار، وعزت هذا التقييم المنخفض إلى محدودية التدفقات النقدية للشركة، والتي ستؤثر على قدرة الشركة على التوزيعات النقدية، نتيجة اقتطاع الحكومة السعودية 20% من الايرادات، وفرض ضريبة قدرها 85% على الدخل، وتكلفة لرأس المال تبلغ 10% فضلاً عن تقديراتها للأسعار المستقبلية للخام، علاوة على أن هذه التقديرات تشمل أعمال المنبع فقط ولا تتضمن القيمة السوقية للمصافي ومنشآت البتروكيماويات التابعة للشركة، والتي قد تصل قيمتها السوقية لـ 30 مليار دولار.

تريليون دولار&

خالفت توقعات مديري صناديق ومؤسسات استثمارية هذه التقديرات، وتوقعوا تجاوز القيمة السوقية لعملاق النفط الخام "أرامكو السعودية" التريليون دولار، عندما تطرح أسهمها للاكتتاب العام الأولي العام المقبل، وهي تقل ما بين نصف تريليون إلى تريليون دولار عن تقييم أرامكو لقيمتها السوقية، وتزيد بنحو 600&&مليار دولار عن تقييم &الشركة الاستشارية "وود ماكنزي".

حيث أظهر مسح صادر عن المجموعة المالية "هيرمس" أن 39% من مديري صناديق ومؤسسات استثمارية توقعوا أن تتراوح القيمة السوقية لـ"أرامكو" بين التريليون و1.5 تريليون دولار، بينما توقع 24% أن تكون أعلى من 1.5 تريليون دولار. في المقابل، فإن 36% من المستطلعة آراؤهم يرون أن القيمة السوقية ستكون أقل من تريليون دولار.&

احتفاظ السعودية بحق التقييم&

ورغم كل هذه التوقعات، قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح إن أرامكو ستملك حق تقدير قيمة احتياطيات المملكة من النفط في الطرح العام الأولي الذي تخطط له العام القادم، لافتاً إلى "أن النظام الأساسي ينص على أن الاحتياطيات القابعة تحت الأرض ملك للدولة، لكن الدولة ستعطي أرامكو الحق الحصري في تقدير قيمة تلك الاحتياطيات".

وقالت الشركة في تقريرها السنوي لعام 2015 إن احتياطياتها من النفط الخام والمكثفات بلغت 261.1 مليار برميل، فيما وضعتها تقارير أخرى بحدود 265 مليار برميل، ووفقاً لهذه الأرقام فإن حقول أرامكو تحوي نحو 15% من الاحتياطيات العالمية المؤكدة.

أسباب التفاوت

ويعود الخلاف في توقعات القيمة السوقية لشركة أرامكو إلى الاختلاف في آلية ومعايير تقييم الأعمال الأساسية للشركة، التدفقات النقدية وتوقعات أسعار النفط الخام المستقبلية، تضاف إليهم نسبة الضرائب التي تدفع للحكومة، لكن هذه التوقعات قابلة للتغيير في المستقبل، في حال أقرت الحكومة السعودية فرض ضريبة على إيرادات أرامكو، لا سيما أنها ألمحت إلى هذا التوجه في مؤتمر دافوس الأخير على لسان الرئيس التنفيذي للشركة أمين الناصر، حيث قال إن الحكومة تدرس تخفيض الضريبة المفروضة على إيرادات أرامكو لتتوافق مع المعدلات السائدة في الشركات العالمية، وهو أمر سيرفع القيمة السوقية لأرامكو إن حدث.
&