لندن: سجل الجنيه الاسترليني أعلى مستوياته مقابل الدولار الأميركي منذ تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد حديث لمسؤول كبير في بنك انجلترا حول توقعات برفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.

وقال غورتيان فليغه، الذي سبق أن كان له موقفاً مضاداً لرفع سعر الفائدة، إنه يبدو أن الحاجة لرفع سعر الفائدة "آذنت بالاقتراب".

وقد حافظ بنك إنجلترا على أسعار الفائدة عند نسبة ربع في المئة هذا الأسبوع، لكنه ألمح إلى ارتفاع محتمل في المستقبل.

وارتفع الجنيه الاسترليني أكثر من واحد في المئة مقابل الدولار ليصل سعر صرفه إلى 1.3610 دولار.

ويعد هذا أعلى مستوى يصله الجنيه منذ 24 يونيو 2016، أي بعد يوم من التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

كما ارتفع الجنيه أكثر من واحد في المئة مقابل اليورو لتصل قيمة صرفه إلى أكثر من 1.13 يورو.

وأشار محللون إلى أن البنك يمكن أن يرفع أسعار الفائدة إلى نصف في المئة، بحلول شهر نوفمبر / تشرين الثاني، وهو المستوى الذي كان عليه قبل استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال فليغه "حتى وقت قريب، اعتقدت أن الاستجابة المناسبة للسياسة النقدية هي التحلي بالصبر، أخذاً بعين الاعتبار، النمو المتواضع وتراجع الضغوط التضخمية الكامنة".

وأضاف "لكن تطور البيانات يشير بشكل متزايد إلى أننا نقترب من اللحظة التي قد يحتاج البنك فيها لرفع نسبة الفائدة".

كما أشار فليغه، الذي كان أول عضو في البنك يصوت لصالح خفض سعر الفائدة، بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى وجود أدلة متزايدة على أن الاقتصاد البريطاني آخذ في التعافي.

جهد منظم

وقد أشار فليغه إلى تراجع معدلات البطالة، وتزايد الإنفاق الأسري، وتزايد الأجور في القطاع الخاص وقال "إذا استمرت البيانات تشير إلى تقليل الركود وارتفاع الأجور وتعزيز الإنفاق الأسري ونشاط النمو العالمي ، فإن الوقت المناسب لرفع سعر الفائدة قد يكون في الأشهر القليلة المقبلة".

وكان بنك إنجلترا قال يوم الخميس إن ارتفاع التضخم وزيادة النمو قد يؤديان الى ارتفاع سعر الفائدة قريباً.

وقد أسهم ذلك في إحراز الجنيه الاسترليني لمكاسب مقابل العملات الأخرى، لأن ارتفاع أسعار الفائدة يجعل الاسترليني أكثر جاذبية للمستثمرين.

وقال هوارد آرتشر، المستشار الاقتصادي الرئيسي لمجموعة إي واي الاقتصادية "إن تعليقات فليغه سوف تدعم الاعتقاد بأن بنك انجلترا يمكن أن يرفع أسعار الفائدة قبل نهاية عام 2017، وعلى الرغم من أن بنك انجلترا قد تحدث في وقت سابق عن احتمال رفع سعر الفائدة ثم فشل في تحقيق ذلك، ولكن هذه المرة، يبدو أن هناك جهداً منظماً، كما يبدو أن هنالك إجماع أكبر داخل لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا".