سجل الجنيه الاسترليني تراجعا حادا بعد أن أسفرت الانتخابات العامة البريطانية عن برلمان معلق.
وانخفضت قيمة الاسترليني ليلة أمس، وشهدت مزيدا من الانخفاض بعد بدء التداول اليوم بواقع 1.7 في المئة، ليسجل الاسترليني نحو 1.2737 مقابل الدولار، وسط حالة من القلق في الأسواق بشأن استمرار حالة الغموض السياسي في البلاد.
كما تراجع الاسترليني مقابل اليورو، بواقع 1.4 في المئة مسجلا 1.1389 يورو.
لكن الأسهم سجلت ارتفاعا في مؤشر "فوتسي 100" الرئيسي بواقع 0.8 في المئة، لتغلق على 7508.47 نقطة.
ومن شأن التراجع في قيمة الاسترليني أن يعزز من مؤشر "فوتسي 100"، إذ أن غالبية الشركات المدرجة على هذا المؤشر لديها أنشطة كبيرة في الخارج. ويؤدي تراجع قيمة الاسترليني إلى زيادة الأرباح في الخارج حال تحويلها إلى الاسترليني مرة أخرى.
وسجلت شركات دولية عملاقة، من بينها "غلاسكوسميث كلاين" و"دياجيو"، أعلى ارتفاعا في الأسهم بأكثر من اثنين في المئة.
لكن أسهم الشركات التي تحقق أرباحا داخل بريطانيا تعرضت لهزة جراء نتائج الانتخابات.
وتراجعت أسهم شركات البناء بواقع خمسة في المئة، وكذلك أسهم شركات التجزئة، لأن التراجع في قيمة الاسترليني يرفع من أسعار السلع المستوردة.
ويقول محللون إن حالة الغموض السياسي قد تفاقم من الضغوط على قوة إنفاق المستهلكين.
وأوضح نيكولاس هايت من مؤسسة "هارغريفز لانسداون" المشاكل التي تواجه مجموعة من الشركات، قائلا إن "شركات البناء شهدت تراجعا شاملا، وانضم إليها في ذلك مطاعم ومصارف بارزة ومتاجر لأزياء التجزئة ووسائل إعلام."
وأضاف: "التداعيات واضحة، من المتوقع أن يكون هناك مزيد من الضغوط على دخل المستهلكين المتاح للإنفاق، وكذلك السلع عالية التكلفة مثل تحديث العقارات والقليل من السلع الترفيهية."
وكان المتداولون يتوقعون أن يحقق حزب المحافظين الذي تنتمي إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي انتصارا واضحا في الانتخابات، لكنهم الآن قلقون بشأن الغموض السياسي.
ولا يزال المحافظون يحتفظون بأغلبية المقاعد، لكنهم فشلوا في الفوز بأغلبية مطلقة لإدراة البلاد بمفردهم.
التعليقات