"إيلاف" من القاهرة: تُلقي&"إيلاف" الضوء على مسيرة الفنان محمد فوزي الذي صادفت مئوية ميلاده منذ أيام باستعراض بعض ملامح حياته&ومشواره الفني.
&ولد محمد فوزي يوم 15 أغسطس من العام 1920، في قرية كفر أبو جندي الصغيرة التي تتبع مدينة طنطا بمحافظة الغربية في دلتا مصر، واسمه بالكامل محمد فوزي عبد العال عبد السلام الحو، لكنه استخدم تسمية محمد فوزي نظراً لطبيعة الاسماء المركبة في تلك الفترة حيث كان يمكن تسمية الشخص باسمين.
وهو&ينتمى&لعائلة الحو الشهيرة التي تمتلك الكثير من الأراضي، وورث حلاوة الصوت عن جده الكبير حسن الحو وعمه. ووالده كان يعمل مقرئاً، أما ولادته فلم تكن تجيد القراءة والكتابة كعادة السيدات في تلك الفترة، فيما تزوج والده اربع سيدات وأنجب 25 ابن وابنة، يأتي ترتيبه بينهم في المرتبة الـ21.

&


حصل على شهادة الابتدائية من مدرسة طنطا عام 1931 بحسب الأوراق الرسمية الموجوده عنه في أرشيف مركز الثقافة السينمائية. وضمت مقتطفات من سيرة حياته، وبدأت علاقته بالموسيقى والغناء على يد محمد الخربتلي وهو موظف في هيئة المطافي. ومن خلاله بدأ يغني في الأفراح والموالد إلى جانب ممارسته لكرة القدم، حيث كان يغنّي لزملائه طوال تواجدهم معه.

اشتهر بالغناء في مدرسته فكان الصوت الرسمي لها بالحفلات وتأثر في تلك الفترة بمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم العاطفية. فتعلم&أصول الموسيقى على يد أحد رجال المطافئ واسمه محمد الخربتلي الذي كان من أصدقاء والده وكان يصحبه للغناء في الموالد والأفراح والحفلات الخاصة.&

وبالإضافة للغناء كان فوزي واحداً من لاعبي كرة القدم المهمين في المدرسة لدرجة أنه أصبح كابتن الفريق. وأثناء رحلات المدرسة من طنطا لدمنهور أو الزقازيق كان يغني طوال الطريق لدرجة أن المدرسين قالوا له: "ما تسيب المدرسة وتروح تشتغل مغني".&
&



وتأثر فوزي بأغاني الزمن الجميل وكان يحفظها كلها ويغنيها في احتفالات مدينة طنطا بمولد السيد البدوي. وخلال إحدى الحفلات استمع إليه الملحن مصطفى العقاد الذي قرر تبنيه فنياً ونقله إلى القاهرة وفتح له باب القدوم إلى العاصمة المصرية والمشاركة في حفلاتها بعدما كانت حفلاته مقتصرة على طنطا والقرى المحيطة بمسقط رأسه.

التحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى لكنه توقف عن الدراسة بعدما عمل في فرقة بديعة مصابني وتعرف خلال تلك الفترة على مجموعة من الفنانين منهم محمد عبد المطلب وفريد الاطرش، واشترك معهم في تلحين الإسكتشات والاستعراضات وغنائها، وكان يتقاضي حينها 7 جنيهات شهرياً وهو مبلغ كبير للغاية آنذاك.

أحب "لولا" الراقصة بالفرقة، ولقد&تسببت في استقالته بعدما قررت بديعة مصابجي ابعادها عنه.&وبدأ في العمل بفرقة فاطمة رشدي التي اكتشفت فيه موهبة التلحين، فيما رسب محمد فوزي في أول اختبار بالإذاعة كمطرب ونجح كملحن فقط.

&



وجاءت بدايته&السينمائية من خلال دور صغير بفيلم "سيف الجلاد" الذي تقاضى عنه أجراً قدره 75 جنيه، ليختاره بعدها أنور وجدي ويمنحه فرصة البطولة بفيلم "قبلة في لبنان" لينطلق بعدها في ثلاث أعمال متتالية حققت نجاحاً جماهيرياً. فيما يعتبر فيلمه "عدو المرأة" مع صباح أحد أهم أفلامه في تلك الفترة.
ولقد توالت أعماله التالية فحقق نجاحاً كبيراً كبطل سينمائي وكمطرب أيضا. فيما جاء عرض فيلمه "حب وجنون" ليرصد من خلاله قصة حياته وكتب المعالجة السينمائية له الراحل بديع خيري.&

&



اهتم " فوزي" بالأغاني الموجهة للأطفال فجاءت أغنيته "ذهب الليل .. طلع الفجر" و"ماما زمانها جاية" لتكون من الأغاني التراثية الموجهة للأطفال والتي تخطت بنجاحها أهمية الأفلام السينمائية التي قُدِّمَت&فيها.



دعم "فوزي" ثورة 23 يوليو وكان من الفنانين الذين وقفوا مع الضباط الأحرار. لكنه تضرر بقرار تأميم شركته ولم يستطع رفع الضرر عن نفسه، رغم أنه&كان على علاقة جيدة بالرئيس الراحل أنور السادات خلال تواجده في مجلس قيادة الثورة.

&



تزوّج&ثلاث مرات، الأولى من السيدة هداية التي أحبها من النظرة الأولى وكان عمره وقت الزواج 24 عاماً بينما هي عمر 16 عاماً وأنجبت منه ثلاث أبناء، هم نبيل وسمير ومنير، واستمر زواجهما نحو 7 سنوات قبل أن ينفصلا&بهدوء، وتبدأ قصة حبه للفنانة مديحة يسري التي تعرف عليها خلال تصويره فيلم "قبلة في لبنان" ونشأت بينهما صداقة وكان صديق زوجها الفنان أحمد سالم الذي رحل بعد صراع مع المرض. فوقف بجانبها بعد وفاته وارتبط بها بالفعل خلال تصوير فيلمهما "فاطمة وماريكا وراشيل" الذي يُعتبر أول انتاج سينمائي يقدمه "فوزي".

&



عاش مع مديحة نحو 9 سنوات أنجبت خلالها ابنهما الوحيد أحمد، فيما توفيت ابنتهما وفاء بعد وقتٍ قصير من ميلادها المبكر.&وبسبب اختلاف الطباع بين مديحة العاشقة للحرية وفوزي صاحب الأصول الريفية بدأت الخلافات بينهما بسبب حرصها&على الإستمرار بالعمل الفني، في وقتٍ كان يطالبها هو&بالإعتزال، الأمر الذي وتّر علاقتهما أكثر من مرة.
لكن خيانته&لها كانت سبب انفصالهما.&فأرسل لها قسيمة الطلاق عبر صديقهما حلمي رفله بسبب عدم قدرته على النظر في وجهها. وهو ما جعلها تتصل به وتؤكد أنهما يستطيعان أن يحافظا على الصداقة والود، ولقد بقيا صديقين مقربين&حتى رحيله.&أما زوجته الأخيرة فكانت كريمة فاتنة المعادي التي ظلت برفقته حتى وفاته.

&



عاني محمد فوزي من سرطان العظام وهو مرض لم يكن معروفاً في نهاية الخمسينات، وكان السبب الرئيسي لنكسته الصحية وسوء حالته&النفسية بعدما قررت الدولة تأميم شركة صوت القاهرة التي يمتلكها واسسها لتحميض الافلام، فيما عُيّن مديراً للشركة بطريقةٍ غير لائقة، وبأجر 100 جنيه وهو ما جعله يشعر بالحزن ويعتكف في منزله.

&

&