من المحتمل أن يكون العلماء توصلوا إلى السبب الرئيسي لمشاكل الرؤية التي يعاني منها بعض رواد الفضاء.

ويعاني بعض رواد الفضاء الذين يقضون فترات طويلة في الفضاء من ضباب في الرؤية بجانب مجموعة من التغييرات الأخرى. وتوصل فريق من الباحثين إلى أن هذا ربما قد يكون له صلة بتغيرات في السائل الشفاف الذي يحيط بالمخ والحبل الشوكي.

وقدمت النتائج، التي اعتمدت على عينة صغيرة، إلى اجتماع علمي في مدينة شيكاغو الأميركية. وخلال العقد الماضي، شاهد جراحو رحلات الفضاء والعلماء في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" نمطا من مشاكل الرؤية في رواد الفضاء الذين يشاركون في مهمات فضاء تستغرق فترة طويلة.

وهذه الحالة الصحية التي تُعرف باسم متلازمة "ضغط الإعاقة البصرية داخل الجمجمة" جرى تسجيلها في نحو ثلثي مستكشفي الفضاء بعد قضاء فترات طويلة على متن المحطة الفضائية الدولية.

وقال نوام البرين، كبير فريق الباحثين الذي أشرف على الدراسة، إن "الناس في بادئ الأمر لم يكونوا يعرفون الكثير عن هذه الحالة، وبحلول عام 2010 كانت هناك مخاوف متزايدة إذ أنه أصبح واضحا أن بعضا من رواد الفضاء يعانون من تغيرات جسدية حادة لم يجر التعافي منها كليا بعد العودة إلى الأرض".

خلل في الفضاء

بالإضافة إلى مشكلة ضباب الرؤية لدى رواد الفضاء حدث تسطح في الجزء الخلفي من مقل العيون، والتهاب في رأس العصب البصري. ويقول بعض العلماء إن هذه التغيرات تعود بشكل كبير إلى التغيرات في السائل الموجود في مساحات الأوعية الدموية بالجسم، وهذا السائل يتحرك لأعلى الجسم حينما يقضى رواد الفضاء وقتا في الفضاء.

لكن البروفيسور البرين بحث في سبب آخر محتمل لهذه المشكلات، ألا وهو السائل النخاعي، الذي يحمي المخ والنخاع الشوكي ويمكنه أن يستوعب التغييرات التي تحدث للشخص حينما يتحرك من وضع الرقود إلى الوقوف.

وقال البروفيسور البرين إن "النظام (في الجسم) يحدث له اختلال في الفضاء بسبب عدم وجود تغييرات تنجم عن الضغط المتعلق بوضعية الجسم".

وأجرى الفريق مسوحا بأشعة الرنين المغناطيسي عالية الدقة قبل رحلات الفضاء وبعدها بفترة قصيرة لسبعة من الرواد قضوا فترات طويلة في الفضاء.

وقارن الباحثون النتائج التي توصلوا إليها وبين تسعة رواد انطلقوا في رحلات فضاء لفترات قصيرة على مكوك الفضاء.

"ضرر لا يمكن إصلاحه"

وأظهرت النتائج أن رواد الفضاء الذين قضوا فترات طويلة في الفضاء زادت لديهم بشكل كبير مستويات السائل النخاعي داخل التجويف العظمي في الجمجمة الذي يحمل العين، وأيضا في السائل النخاعي الموجود في تجاويف المخ حيث ينتج هذا السائل.

والعينة التي اعتمدت عليها الدراسة صغيرة، ولم تظهر النتائج في أي دورية للمقارنة، لكن البروفيسور البرين يؤكد أن هذا البحث يشير إلى "دور رئيسي ومباشر للسائل النخاعي في التشوهات التي تحدث في مقلة العين لدى رواد الفضاء الذين يعانون من متلازمة إعاقة الرؤية".

وقال "إذا لم يجر اكتشاف التشوهات الهيكلية في العين مبكرا، فإن رواد الفضاء قد يعانون من ضرر لا يمكن إصلاحه. وإذا زاد مستوى التسطح في مقلة العين، فإن الرواد سيعانون من طول النظر".