حشد من الناس

أفاد تقرير لجنة صحية بريطانية بأن معدل إقدام الأشخاص على الانتحار في انجلترا سجل زيادة على نحو "غير مقبول".

وتفرض اللجنة المؤلفة من برلمانيين ضغوطا على الحكومة قبل طرح خطتها الجديدة المتوقعة في السنة المقبلة بشأن مكافحة الإقدام على الانتحار.

وشهد عام 2015 انتحار 4820 شخصا في انجلترا، وهو جزء من إجمالي العدد الذي شهدته بريطانيا والذي سجل 6188 حالة انتحار.

وأشارت اللجنة إلى ضرورة تقديم دعم لمساعدة أولئك المعرضين لخطر الإقدام على الانتحار.

وقالت أم ثكلى مبرهنة على ذلك للجنة : "لم يستطع ابني الاستفادة من الدعم، إنها خدمات يصعب الوصول إليها".

وكان مارك شريك أنغيلا ساماتا قد انتحر قبل 13 عاما، وتقول إنه لم يكن هناك أي إشارة بما كان سيقدم على فعله.

وقالت :"يمكن أن تتكلم معهم على الهاتف في دقيقة، ولا تستطيع في الدقيقة التالية الحديث معهم مرة أخرى. وتصاب بصدمة تجعلك تعتقد كأن ما يحدث ليس حقيقيا".

وترأس ساماتا حاليا جمعية خيرية وطنية لدعم ومساعدة المتضررين من الانتحار.

وقالت :"إذا كان هناك شيئا تعلمته من ذلك، فهو ضرورة الحديث عن الأمر، من المهم أن نتحدث عن الأمر".

Angela Samata

ترأس أنغيلا ساماتا حاليا جمعية خيرية وطنية لدعم ومساعدة المتضررين من الانتحار

ودعت اللجنة التأمين الصحي البريطاني إلى "تعزيز طرق (دعم) مبتكرة" مثل الاستفادة من خدمات الإنترنت.

وأضاف التقرير أن الأطباء يحتاجون إلى تدريبات إضافية تكفل لهم رصد أولئك المعرضين لخطر الإقدام على الانتحار.

وقالت سارة وولاستون، رئيسة اللجنة : "سجلت انجلترا انتحار 4820 شخصا العام الماضي، غير أن العدد الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك".

وأضافت :"الانتحار ممنوع، ولابد من بذل المزيد من الجهود لدعم أولئك المعرضين للخطر".

وانتقدت اللجنة ما تروجه التقارير الإعلامية وصفته بسلوك "غير مسؤول" تجاه حوادث الانتحار يدفع أولئك المعرضين لخطر الإقدام على الانتحار إلى اتخاذ "مسلك مشابه".

وكانت الحكومة البريطانية قد راجعت استراتيجية مكافحة الانتحار المقرر نشرها في يناير/كانون الثاني المقبل.

وقالت متحدثة باسم وزارة الصحة البريطانية : "نعتبر كل حادث انتحار مأساة ودمار للأسرة والأصدقاء والمجتمع".

وأضافت : "نستثمر نحو مليار جنيه استرليني في دعم خدمات الصحة العقلية وعلاج الأزمة، كما نجري حاليا تحديثا لاستراتيجية مكافحة الانتحار، التي نثق بأنها ستعالج الكثير من القضايا التي أثارتها اللجنة".

وقالت روث سوزرلاند، المدير التنفيذي لمؤسسة السامريون لخدمات الصحة العقلية : "سيستمر موت الناس ومازالت مكافحة الانتحار لا تحظى بأولوية".

وأضافت : " يتصل شخص كل ست ثواني بمؤسسة (السامريون) طلبا للمساعدة".

وقالت : "لابد أن يعتبر هذا التقرير دعوة لإيقاظ الحكومة، ونرحب بأن يتضمن طلبنا لبرنامج تطبيق واضح هذا التقرير".

ودعت الكلية الملكية للأطباء النفسيين في بريطانيا إلى تعزيز الاستثمار في تطوير فرق العمل وقالت : "إذا توافر ربط بين خدمة الطب النفسي في كل إدارات الطوارئ على مدار 24 ساعة، سبعة أيام في الأسبوع، فسوف يقلل ذلك بالتأكيد من الوقت المستغرق لتقييم درجة الخطر وسيفضي إلى انقاذ حياة الأشخاص، لكننا نحتاج إلى فرق عمل من أجل تحقيق ذلك".