يبحث مصممو الأزياء في لندن عن عمال تفصيل ألمان، لأنهم اشتهروا بمهارة في قص القماش، لا تتوافر في غيرهم.

دبي: إنه "أسبوع الموضة" في العاصمة البريطانية لندن، فترى هذه المدينة اليوم وكأنها غابة من عارضات الأزياء، يعتلين منصة "التمختر" في عرض أزياء جديد على رأس كل ساعة. الكل يعبّر عن إعجابه بهذه الأزياء الجميلة والمبتكرة، لكن قلة تعرف مقدار المهارة في صنعة تنفيذ الأزياء المرصودة لتخرج "القطعة" بهذا الجمال الباهر، على الرغم من أن هذا الجهد المبذول واضح جدًا، لا يمكن نكرانه.

فخلف الكواليس، ثمة ايادٍ "تلفّ في الحرير"، تضع لمساتها النهائية على الفساتين والأثواب والملابس التي صممت خصيصًا لهذه المناسبة، علمًا أن أرباح الموسم القادم مرهونة بالانطباع الذي تتركه كل عارضة أزياء، أمامها 17 دقيقة فقط لا غير كي تكون خير ممثل للمصمم في تصميمه.

طلب على الألمان

مراد كوشو واحد من هؤلاء الصناع المهرة، ويعمل مع مصممي أزياء كبار، مثل بيتر بيلوتو وماري كاترانزو، يقول: "الخياطون أو منفذو التصاميم هم أهم عنصر في هذا العمل، لكن على كل منهم أن يفهم رؤية المصمم ويتمكن من ترجمتها في أرض الواقع". وهو كان خضع لدورات عدة في ألمانيا قبل أن ينتقل إلى لندن.

يضيف: "تعلمت التفصيل في ألمانيا وبرعت فيه أكثر من نظرائي الذين تعلموا في بريطانيا، ولهذا ثمة طلب على الألمان في هذا المجال، لأنهم مهرة في العمل اليدوي، وهذه البراعة هي المطلوبة هنا".

لا تخالفه آن واندرز الرأي، وهي التي تعمل في تفصيل الموديلات أيضًا. تقول: "تبحث محتَرَفات الزياء عن المختصين بالتفصيل الآتين من ألمانيا لأنهم يتمتعون بخبرات عالية، راكموها من التمرين المستفيض في ألمانيا"، مؤكدةً أن فرص العمل في هذا الميدان متوافرة بكثرة.

نقيض لندن

لكن، لم لا يعمل هؤلاء في بلادهم، بدلًا من السفر إلى بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية؟ العمل في مجال الأزياء بألمانيا صعب للغاية، لأنه قطاع يفتقد إلى النمو، "فبرلين هي نقيض لندن، والألمان ليسوا مستهلكين، ولذا ربما تبقى صناعة الأزياء متراجعة في بلادنا، ومن يملك المال يفضل أن يشتري من شانيل بدلًا من أن يشتري الملابس من ماركات ألمانية جديدة".

إلى ذلك، يبدو أن أسبوع الموضة في برلين يعاني الأمرين، "فمن الصعب أن تأتي بالصحافة وبالمشترين إلى برلين، ولندن مدينة أكثر قدرة على استضافة هذا النوع من الاحتفالات، لأنها مدينة مستقرة وجاهزة"، كما تقول واندرز، "والعديد من المصانع مستقر فيها، لكن هذا لا يعني أن ألمانيا خالية من الابداع في هذا القطاع".

وتختم واندرز: "ربما على برلين أن تتعلم مما يحصل في لندن".
&