تميل بعض العلامات وبيوت الأزياء للتعاقد مع سيدات كبيرات في السن للقيام بمهمة الاعلان التي يفترض أن تقوم بها العارضات الشابات.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: بدأت صناعة الموضة تشهد في الأونة الأخيرة اتجاها لافتا على صعيد العارضات اللواتي يتم اختيارهن للاعلان عن أحدث المنتجات والتشكيلات، حيث بدأت تميل بعض العلامات وبيوت الأزياء للتعاقد مع سيدات كبيرات في السن للقيام بتلك المهمة التي يفترض أن تقوم بها العارضات الشابات.

وجاء هذا التوجه ليفجر سجالا كبيرا حول أسباب بزوغه في تلك المرحلة، ورأت صحيفة التلغراف البريطانية في سياق تقرير لها بهذا الخصوص أن ذلك يحدث ربما بما يتوافق مع احتفاء ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، هذا العام بعيد ميلادها الـ 90 واستمرار بزوغ نجمها على الساحة العالمية، أو ربما لتزايد أعداد الأشخاص من كبار السن، في الوقت الذي تشير فيه احصاءات إلى أن عدد الأشخاص الذين سيتجاوزون عامهم الـ 65 سيزداد بمقدار 1.1 مليون شخص بحلول عام 2020.

الشابات يواصلن التألق

وقالت التلغراف إنه منذ اختيار دار سيلين للكاتبة الأميركية جوان ديديون، 81 عاما، كي تقوم ببطولة الحملة الدعائية لتشكيلتها الخاصة بربيع وصيف 2015، وذلك التوجه آخذ في الانتشار بين بعض من دور الأزياء العالمية. غير أن الصحيفة أوضحت أن ذلك التوجه لم يؤثر، رغم ذلك، على عمل العارضات الشابات اللواتي يواصلن التألق في مختلف الحملات التي يشاركن بها مع العلامات المرموقة، كتلك الحملات التي قامت بها الموسم الماضي العارضات سيندي كروفورد، كلوديا شيفر وناعومي كامبيل لصالح دار بالمان والحملات التي قامت بها ايفا هيرزيغوفا، ياسمين لو بون، ستيلا تينانت وناديا أويرمان لصالح جورجيو أمارني، وكذلك ظهور بيتي ميدلر في اعلان مارك جاكوبز ومن ثم خلافة النجمة الأميركية، سيسي سبيسك، لها هذا الموسم.

وتابعت التلغراف بنقلها عن روزي فوغل ايديس، محررة حجوزات الموضة لدى مجلة فوغ، التي تمتلك أيضا وكالة متخصصة في اختيار العارضات، قولها " أضحت صناعة الموضة أكثر انفتاحا مما كانت عليه من قبل من حيث أعمار، أشكال وأحجام العارضات. ويدرك القائمون على صناعة الاعلان أنهم مطالبون بارضاء كافة الأذواق. فتلك الفئة التي تتراوح أعمارها بين الـ 18 والـ 25 عاما ليست الفئة التي تمتلك القوة الشرائية الآن".

التجميل

وبدأ يتنبه القائمون على صناعة الجمال، كما هو الحال بالنسبة للقائمين على صناعة الموضة، إلى حقيقة أن الأشخاص الذين ولدوا في أعقاب الحرب العالمية الثانية هم الوحيدين الذين يمكنهم انفاق أي سيولة نقدية على كريمات الوجه في الوقت الحالي. فضلاً عن أن نصف زبائن سوق الجمال في المملكة المتحدة تزداد أعمارهم الآن عن 50 عاما، كما أنهم ينفقون في المتوسط 2200 استرليني كل عام على مستحضرات التجميل، بحسب بيانات من متجر Escentual.com للبيع بالتجزئة على الإنترنت.

وكانت آخر العلامات التي قررت الاستعانة بنجمات في منتصف العمر علامة "لوريال باريس" التي قررت تجميع كوكبة من النجمات، هن الممثلة أندي ماكدويل، 58 عاما، العارضات هيلينا كريستنسن، 47 عاما، تاتجانا باتيتز وكارين ألكسندر، كليهما 50 عاما، وأمبر فاليتا، 42 عاما، من أجل المشاركة في الترويج لأحدث منتجاتها الخاصة بمكافحة الشيخوخة والتقدم في السن.

ونقلت التلغراف في السياق عينه عن العارضة هيلينا كريستنسن قولها " أرى أنه من التفاهة التحدث عن ذلك الأمر ( وهو تجاوز العارضات لسن الأربعين ). ولست أدري لما يتم التركيز بهذا الشكل الكبير على الشيخوخة، فبإمكان الجميع استخدام كريم وجه فعال ومن ثم المضي قدما للأمام دون مشاكل".

وأضافت تاتجانا باتيتز " ترون الان سيدات، مثل سوزان ساراندون، في الستينات من أعمارهن أو أكبر وهن يقمن بتلك الحملات الدعائية. لماذا ؟ نظرا لرغبة الناس في ذلك. فهم لا يريدون مشاهدة الوجوه البلاستيكية المصطنعة لبعض المشاهير اليوم. فلا يمكن اعتبار أمثال هؤلاء نموذجا بالنسبة للفتيات الصغيرات، ولا يمكن اعتبارهن نموذجا بالنسبة للسيدات المتقدمات في السن كذلك"، وقالت كارين ألكسندر وهي أم لـ 3 بنات أعمارهن 25 و19 و4 أعوام " جزء من وظيفتي هو أن أخبر بناتي الحقيقة، والحقيقة هي أني أبلغ من العمر الآن 50 عاما، وبدأ يتغير لون شعري وبدأت تظهر لدي بعض التجاعيد. فتلك هي الحياة. ومن غير الأمانة أن أُخضع جسمي أو وجهي لعمليات تجميل، ومن ثم أخبر بناتي بأن جمالهن يكمن في طبيعتهن !".