تتعرض امرأة من بين كل ثلاث نساء لخطر الإجهاض مرة واحدة على الأقل في حياتها، لكن نادرا ما يتطرق أحد إلى ذلك الأمر. وبالنسبة للبعض، قد يكون قرار الإجهاض مؤلما وله تداعيات طويلة الأمد، غير أنه لأخريات يصبح خيارا ذا أثر إيجابي كبير في تغيير حياتهن.

نستعرض هنا بعض التجارب الخاصة بعملية الإجهاض.

لويز من لندن

عندما كنت في الثالثة والعشرين من عمري، اكتشفت أنني حامل. لم أشعر بالندم مطلقا لأنني لجأت إلى الإجهاض، وقد ساعد ذلك في تعزيز وجهة نظري الخاصة بعدم الرغبة في الإنجاب.

في البداية اعتقدت أن عدم مجيء الدورة الشهرية يعود إلى شعوري بالضغط. شعرت بأنني قد أصبت بالمتلازمة السابقة للحيض. وفي يوم ما وبينما كنت في العمل اضطررت للاستقلاء على الأرض لأنني كنت متعبة للغاية. كنت أتساءل ما الذي حدث لي، ثم اكتشفت الأمر.

أجريت اختبار الحمل خلال الساعة المخصصة لتناول الغداء. وبمجرد أن رأيت النتيجة الإيجابية للاختبار، شعرت بهزة عنيفة في جسدي، وكنت أريد أن أضحك وأبكي في نفس الوقت.

أخبرت صديقة لي، كانت تسعى للحمل والإنجاب، بالأمر، وتهلل وجهها فرحا. وعندما أخبرتها بأن ذلك لا يعد شيئا جيدا بالنسبة لي، كان رد فعلها رائعا، إذ احتضنتني.

تركني شريكي أتعامل مع كل شيء بمفردي، ولم نتحدث بشكل ملائم عن الإجهاض، وحظيت بدعم كبير من أقرب أصدقائي.

تعامل طبيبي مع الأمر بواقعية، وأجريت مقابلة هاتفية مع ممرضات قبل أن أمضي في الأمر. وعند نقطة ما سألوني عما إذا كنت متأكدة من أنني أقوم بالشيء الصحيح، وكنت على يقين تام مما أقوم به. كان الإجراء مؤلما للغاية لأنني اخترت عدم الحصول على مخدر، وحدث كل شيء في وقت قصير.

وعندما انتهيت، لم أعد أشعر بالتوتر الذي كان يصاحبني قبل هذا الإجراء. شعرت بالارتياح والمرح والسعادة.

قصص الإجهاض: من
Science Photo Library
قرار اللجوء إلى الإجهاض يكون صعبا للغاية على بعض السيدات

بيث (ليس اسمها الحقيقي) من انجلترا

كنت في السابعة عشرة من عمري عندما علمت بأنني حامل، وأجريت عملية الإجهاض في شهر فبراير/شباط.

أنا حامل مرة أخرى الآن، وهذه المرة سوف أحافظ على الجنين وأنا متحمسة لذلك.

كنا في أعياد الميلاد، وكان الجميع يتناول الكحوليات لكنني شعرت بالإعياء، واعتقدت أن ذلك كان بسبب تناول الكحوليات، لكن شخصا ما قال مازحا إنني حامل وبعد ذلك اكتشفت أنني كذلك بالفعل.

لم يقل صديقي أي شيء عن ذلك وتركني اتخذ القرار المناسب بشأن ما يجب فعله. كانت أمي هادئة للغاية، وقالت إنني يجب أن أقرر ما يجب القيام به.

لكن الكثير من الناس قالوا لي إنني صغيرة جدا ولست مستعدة لإنجاب طفل. شعرت بضغوط شديدة بسبب لجوئي للإجهاض. لقد كسر قلبي.

حدث لي انهيار بعد ذلك بوقت قصير لأنني كنت مستاءة جدا، وشعرت بأنني قد اتخذت القرار الخاطئ، لكنني لم أستطع أن أفعل أي شيء حيال ذلك.

أعطاني طبيبي العلاج والمشورة اللازمة. كنت أعاني بالفعل من اكتئاب وقلق، لكن هذا جعل الأمر أكثر سوءا.

الآن أنا حامل مرة أخرى، وتعتقد أمي وصديقي أنه يجب أن أفكر في الأمر. انتظر المولود في أبريل&وأنا أتطلع إليه حقا.

هارييت من جنوب غرب إنجلترا

كانت تجربة سيئة، لكن المرء يتعلم من هذه الأشياء.

كنت في العشرين من العمر عندما أجريت عملية الإجهاض. عندما أرى أطفال أصدقائي أو أبناء أشقاء أصدقائي أفكر في أنه كان يمكنني أن أكون أما لطفل عمره ثلاثة أشهر الآن.

عندما اكتشفت لأول مرة أنني كنت حاملا كنت سعيدة للغاية، اعتقدت أن هذا هو طفلي ولا أحد يستطيع أن يأخذه بعيدا عني.

عرضت أم أفضل صديقاتي تقديم المساعدة وقالت إنني جزء من عائلتها، لكنني كنت بحاجة إلى سماع شيء من هذا القبيل من أسرتي.

لم يكن أمامي كثير من الخيارات، إذ قال والدي إن الأمر متروك لي، لكنه لم يتمكن من دعمي ماليا. كان هذا صحيحا، وكان أبي صادقا، وشعرت أنني سأكون أنانية لو قررت الإنجاب، لأن الطفل يجب أن يحصل على أفضل تنشئة ممكنة.

لم يكن والد الطفل يريد أن يفعل أي شيء حيال ذلك. شعرت بالغضب منه لأنه وضعني في هذا الموقف. كان الأمر وكأنني قد أجبرت على أن أواجه هذا الموقف الصعب، ولا أستطيع أن يكون لدي هذا الطفل لأنه لا يمكنني تحمل تبعات ذلك.

كان الاستيقاظ من التخدير أمرا مزعجا للغاية. كان الحمل قد تجاوز ثلاثة أشهر، لذا كان يجب أن أخضع لعملية جراحية، وكان الأمر صعبا للغاية. عندما استيقظت كنت أريد أن أعرف ماذا حدث في جسدي، لكن لم يكن لدي الرغبة في المعرفة في نفس الوقت.

كنت أبكي طوال الوقت، والآن أشعر أن هذا هو ما فعلته بطفلي الأول.

أعطتني هيئة الخدمات الصحية الوطنية الكثير من الدعم ومنحتني الكثير من الوقت لإعادة النظر في الأمر. يجب أن يكون هناك توعية بأنه لا بأس من اللجوء إلى الإجهاض وأنه خيار متاح أمام المرأة، لكن يجب أن يكون هناك أيضا مزيد من الدعم.

هناك وصمة عار تلاحق الإجهاض دائما.