بدأ في انجلترا تفعيل "مراكز خدمة شاملة"، تُجرى فيها كل الفحوصات اللازمة، بهدف تسريع تشخيص الإصابة بمرض السرطان.

وتهدف تلك المراكز إلى اكتشاف المرض مبكرا، وتجنب تحويل المرضى إلى إجراء فحوصات متعددة، لأشكال المرض المختلفة. وعادة ما يتأخر المرضى في تشخيص إصابتهم، حينما لا يعانون من أعراض محددة لمرض السرطان.

وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية في انجلترا إن الإجراء "خطوة باتجاه التغيير"، في طريقة تشخيص وعلاج الناس، الذين يشتبه في إصابتهم بمرض السرطان. ويعد التشخيص والعلاج المبكر لمرض السرطان أمرا حاسما في إنقاذ أرواح المرضى.

وعلى الرغم من أن معدلات النجاة من السرطان تحسنت بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، إلا أن المرضى، الذين لا تظهر عليهم أعراض واضحة للمرض، يعانون في بعض الأحيان، قبل أن يتمكنوا من الحصول على المساعدة التي يحتاجونها.

أما المرضى الذين يعانون أعراضا أكثر وضوحا، مثل الفقدان غير المبرر للوزن، أو فقدان الشهية، أو ألم في البطن، يمكن أن يحالوا لإجراء فحوصات مختلفة مرتبطة بأشكال متنوعة للسرطان، ما يهدر فرصا ثمينة لبدء العلاج المبكر.

ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى الشعور بالإرهاق، التعرق بدون سبب، أو الشعور العام بالتعب.

وتتبنى هيئة الخدمات الصحية الوطنية بانجلترا الآن نهجا، بدأ تطبيقه لأول مرة في الدنمارك، عبر تفعيل عشرة مراكز متخصصة في التشخيص والتقييم السريع، حيث يُجري المرضى كل الفحوصات الضرورية تحت سقف واحد.

"أعراض غير واضحة"

تقول كالي بالمر، مدير قسم السرطان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، إن المراكز الجديدة قد تلعب دورا رئيسيا، في تحسين التشخيص والعلاج.

وأضافت: "التشخيص المبكر أمر حاسم في إنقاذ الأرواح، وتوفير الراحة النفسية للمرضى، وهذا هو السبب وراء تفعيلنا لخطط، ترمي لتحقيق تغيير جذري في نهجنا لعلاج السرطان في هذا البلد".

أيدي متشابكة
Getty Images

وتابعت: "هذه المراكز الشاملة الجديدة خطوة حقيقية باتجاه التغيير في طريقة اكتشاف وتشخيص وعلاج المرض لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض غير واضحة للسرطان".

وأنشأت هيئة الخدمات الصحية الوطنية هذه المراكز، بالتعاون مع مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا، ومؤسسة ماكميلان الخيرية.

وتقول سارة هايمون، مدير قسم التشخيص المبكر في مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا: "نحن واثقون أن هذه المراكز العشرة الرائدة ستعطينا فهما أفضل بكثير لما نحتاجه من أجل تسريع تشخيص وعلاج من يعانون أعراضا أقل وضوحا، وتطوير الرعاية الصحية التي تقدم لهم، ومن ثم تحسين معدلات النجاة من المرض".

وأضافت: "هذه هي التجربة الأولى من نوعها في بريطانيا، ومؤسسة أبحاث السرطان تشعر بالسعادة لكونها شريكا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في هذه المبادرة المبتكرة".

وتهدف هذه المراكز إلى أن تشخص إصابة كل فرد، حال وجود المرض، في غضون 28 يوما. وفي حال نجاح ذلك المشروع، سيتم إنشاء المزيد من هذه المراكز في أنحاء انجلترا.