ناقش وزير الخارجية الأميركي في كييف تقديم مساعدات مالية لأوكرانيا. ولم ينس جون كيري أن يزور ضريح قتلى الثورة حيث حمل باقة من الورد وأضاء شمعة وتبادل الحديث مع البطريرك فيلاريه وأشخاص تجمعوا في المكان.

ساره الشمالي من دبي: وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الثلاثاء إلى العاصمة الأوكرانية كييف، بينما الوضع يتأزم في شبه جزيرة القرم، مع الدخول العسكري الروسي إليها. التفاصيل

ورغم قصر مدة الزيارة وضع كيري باقة من الورد فوق ضريح الذين سقطوا في كييف خلال الأحداث الأخيرة. وقد رفع هذا الضريح في شارع إنستيتوتسكا لتكريم نحو مئة من المحتجين، قتلوا في العشرين من شباط (فبراير) الماضي برصاص القناصة أو بنيران أسلحة آلية.

وقبل أن يضيء شمعة أمام الضريح، تبادل كيري الحديث مع البطريرك فيلاريه، بطريرك أوكرانيا، وسمع منه تأكيدًا على التمسّك بحرية القرار أولًا، وبوحدة الأراضي الأوكرانية ثانيًا، مذكرًا كيري بأن الولايات المتحدة واحدة من ثلاثة أطراف ضمنت في العام 1994 وحدة أوكرانيا، بعد انهيار جدار برلين.

ستعزل روسيا

وتأتي زيارة كيري بعد تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما، قبيل لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الابيض، أن المجتمع الدولي موحّد في رفض تدخل موسكو في شؤون كييف الداخلية، وأن الولايات المتحدة ستتخذ جملة من العقوبات الإقتصادية والدبلوماسية، ستعزل روسيا وستكون لها تأثيرات على اقتصادها وعلى مكانتها في العالم.

وتأتي كذلك في أعقاب تعليق الولايات المتحدة تعاونها العسكري مع روسيا، إذ أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة علقت جميع صلاتها العسكرية مع موسكو، إثر التدخل الروسي في القرم. ويتوقع ان يلتقي كيري خلال زيارته القصيرة الرئيس الانتقالي لاوكرانيا اولكسندر تورشينوف، ورئيس الوزراء الجديد ارسيني ياتسينيوك.

ثورة مدفوعة مسبقًا

ووضع أنصار روسيا الزيارة في خانة التصعيد الأميركي لما يجري في أوكرانيا، خصوصًا ان الولايات المتحدة ستعرض خلال زيارة كيري المقتضبة تقديم مليار دولار لاوكرانيا كقرض دولي يساعدها على نمو اقتصادها المنهك وكأنها ثورة مدفوعة الثمن، بينما رأى مناصرون للحكومة الأوكرانية الموقتة إن زيارة كيري تعبير عن اهتمام واشنطن بالصراع المستجد على ضفاف البحر الأسود، ووقوف إلى جانب خيارات الشعب الأوكراني، خصوصًا أن كيري سيحمل مساعدة قدرها مليار دولار، وتأكيدًا على إنزال العقوبات بروسيا، التي يحتل أنصارها القرم نيابة عنها.