وصل النظام الغذائي النباتي الى فرنسا، ولكن هل يستبدل الفرنسيون مأكولاتهم من اللحوم والمشهورة عالميا، بوصفات نباتية تماما؟ يؤكد نباتيون أن الوضع في تحسن وتقدم ولكنه يبقى مسألة خيار.

لندن: كانت حياة النباتيين الفرنسيين صعبة في بلد شغوف بستيك تارتار، المصنوع من لحم نيء مفروم مع البيض النيء، وفواغرا أو كبد الوز المسمَّن، أو عجل البورغينيون.
ولكن الوضع تغير وأخيرًا وصل النظام الغذائي النباتي إلى فرنسا وإن كانت آفاق انتشاره مسألة مفتوحة للتكهنات.
ويؤكد نباتيون فرنسيون أن الوضع ما زال صعبًا ولكنه أفضل بكثير منه في السابق.
&
تسلسل النظام النباتي
ومن أبرز علائم التغير، توفر خيارات الآن، حيث يدرج دليل الغذاء الصحي 1228 مطعمًا في فرنسا تقدم وجبات نباتية فقط، منها 218 مطعما في باريس.
ويقول ساتي ليون فولكس وهو اميركي من كاليفورنيا فتح مقهى نباتيا في باريس "ان هذه لحظة تاريخية يعيشها النظام الغذائي النباتي في فرنسا".&
ولاحظ فولكس أن النظام الغذائي النباتي تسلل إلى المطبخ الفرنسي قبل عامين وأخذت المطاعم النباتية تظهر في كل مكان، ولكنها ما زالت "وليدة". ولاحظ فولكس أن المطاعم حاولت حتى الآن، أن تواكب الإتجاه الجديد نحو الغذاء النباتي ولكن ما تقدمه من أكلات "بلا مذاق وبلا روح".&
كما يشهد نباتيون يعيشون في فرنسا بأن حياتهم أصبحت أسهل في فرنسا.&
&ونقل موقع لوكال الإخباري الألماني عن النباتية البريطانية كلير تينان (27 عاما) وهي مترجمة متدربة، أنها لاحظت حدوث تغير جذري خلال السنوات الخمس من اقامتها في فرنسا. وقالت تينان إنها عندما تعرفت على عائلة صديقها قالوا لها انهم لم يروا شخصا نباتيا في حياتهم قبل لقائهم بها. وسألوها إن كانت تأكل البيض وتشرب الحلي، وتعين عليها ان تبين لهم أن اللحوم وحدها هي التي تمتنع عن أكلها. &
&
في بريطانيا اسهل
وقالت تينان ان الوضع اسهل بكثير في بريطانيا حيث يمكن دخول اي سوبرماركت وشراء سندويتش نباتي. وتتذكر تينان أنها طلبت ذات مرة قطعة من كعكة الجبن بالشوكولاتة من دون دهن حيواني، في أحد المطاعم فأخبروها أنهم لا يصنعون الكعكة بهذه الطريقة، ولن يغيروا طريقتهم من أجلها. &
ورغم التعليقات التي تسمعها تينان أحيانا عندما يقارنها فرنسيون بالمسلم الذي لا يأكل لحم الخنزير، فإنها تقول إن الحياة أسهل بكثير في فرنسا الآن، عندما تريد شراء بدلائل خالية من اللحم في الأسواق. &

زبائن أكثر
في هذه الأثناء أخذت مطاعم تغير سياستها لتلبية رغبات زبائنها من النباتيين.
وقال ادور ديلينغ وليامز كبير الطهاة في مطعم باريسي، إن الوضع تغير وإن مطعمه يستقبل زبائن نباتيين أكثر بكثير من السابق. &
وأشار كبير الطهاة إلى أن سعر اللحوم والآثار المعروفة لإنتاج اللحوم على البيئة كانت سببا كافيًا، لدفع اشخاص إلى التفكير مرتين قبل الاستمرار في تناول اللحوم.&
وكانت النتيجة حدوث تغير في توجهات الطهاة، وانتقالهم من تحضير الوجبات التقليدية الغنية باللحوم إلى تعلم إعداد وجبات نباتية. &&
&
خيار
ولكن إلى أي مدى سيلقى النظام الغذائي النباتي اقبالا بين الفرنسيين؟ وهل ستبلغ شعبيته حدا يُحكم معه بالزوال على أكلات فرنسية مثل "رأس العجل"؟&
يقول ساتي ليون فولكس إنه سيكون من الصعب على النظام الغذائي النباتي أن ينتشر في فرنسا. وأضاف أن فرنسا بلد متمسك باللحوم الباردة والجبنة والنبيذ ومهما يحدث مع الغذاء النباتي، فإنه لن ينتشر إلا بمستوى يصبح معه خيارًا آخر متاحًا لا أكثر. "وهو لن يحدث ثورة ابدا في ثقافة الغذاء الفرنسي". &
&