أكدت روسيا أنها تدافع عن مصالحها القومية، وليس عن أشخاص بعينهم في سوريا، مؤكدة أن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة ليس مسألة مبدئية بالنسبة الى موسكو.

وفي تصريحات لافتة، أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف تعليقاً لقناة (روسيا- 24) بثته السبت: "نحن بالطبع، لا نقاتل لصالح قادة محددين، وإنما ندافع عن مصالحنا القومية".&

وأضاف أن "مسألة الرئاسة السورية أمر يقرره الشعب السوري"، مشيرا إلى ضرورة ألا يصل تنظيم "داعش" الى الحكم في سوريا، وأن تتاح لسوريا سلطة حضارية.

وفي التعليق على سبل التسوية السياسية في سوريا قال مدفيديف: "لا بد من مناقشة القضايا السياسية بين روسيا والولايات المتحدة تحديدا، وبين جميع الدول المعنية بإحلال السلام في المنطقة وفي سوريا، بما يخدم بروز سلطة طبيعية هناك.. ليس من الأهمية من سيكون على رأس هذه السلطة.. لا نريد أن يحكم تنظيم "الدولة الإسلامية" الجمهورية العربية السورية، والسلطة هناك يجب أن تكون حضارية وشرعية.. هذه هي الأشياء التي لا بد من بحثها".

أميركا

ولفت رئيس الوزراء الروسي النظر الى أن روسيا هي التي تخطو الخطوة الأولى على مسار الحوار، وأنها منفتحة على الولايات المتحدة بما يخدم مكافحة الإرهاب في سوريا.

وفي إجابة عن سؤال حول ما إذا كانت موسكو تعول على واشنطن في أن تبدل موقفها المتحفظ على الحوار مع موسكو على صعيد مكافحة الإرهاب قال: "سنرى ماذا سيأتي به قادم الأيام، وسنرى القرارات التي ستتخذها الولايات المتحدة في هذا الاتجاه".

وتابع رئيس الحكومة الروسية متسائلاً: "ما هي أوجه اللوم التي تتعرض لها الإدارة الأميركية الراهنة؟ يكمن ذلك في أنها تبيح لنفسها ما هو محظور بالنسبة إليها، والمتمثل بالضعف والتردد، وانعدام الكفاءة. هي ببساطة لا تتبنى الإجراءات الضرورية للدفاع عن أولوياتها هذه أو تلك. لا أدري إن كنت محقا في تقييمي هذا، إلا أن الأمر يعود لهم، لكنه واستنادا الى التصريحات التي صدرت هذا الأسبوع، وعن بعض المسؤولين في البيت الأبيض، فإن ما عبرت عنه يشبه الحقيقة".

التحالف الدولي

وأشار على هذا الصعيد، إلى أن التحالف الدولي والعربي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش" لم يحرز في سوريا أي نتائج تذكر على الأرض وقال: "الجميع على يقين بأن الجدوى من أدائهم /الأميركيون/ في مكافحة "داعش" في هذه المنطقة من العالم تحديدا شبه معدومة. التدخل الروسي وحده، هو الذي بدل الأوضاع".

وختم مدفيديف مستذكراً أنه زار سوريا في أيار (مايو) 2010 عندما كان رئيسا لروسيا، وقال: "لقد رأيت سوريا قبل الحرب، وأود أن أؤكد لكم أنها كانت بلدا عاديا ودولة عصرية. كانت بلدا يعمه السلام، لا تتعرض فيه الآثار للدمار، واقتصاده يعمل بشكل طبيعي".