يحاول النظام السوري الاستفادة من الغطاء الجوي الروسي للتقدم على حساب فصائل المعارضة إلّا أنّ محاولاته هذه باءت بالفشل وخاصة مع الخسائر الاخيرة التي تلقاها رغم التدخل العسكري.

إدلب: انتهى قائد المقاتلة الحربية ورفاقه من مهمتهم ثم انطلقوا باتجاه الغرب. الصوت المنبعث من جهاز اللاسلكي يصيح: "انتهي من التنفيذ، الكلب متجه غربًا نحو جبال العلوين باتجاه مطار حميمين... الله أكبر عليكم، ستهزمون".

دقائق معدودة كانت كافية لتكشف ما خلفته تلك المقاتلة الحربية، عائلة كاملة لقيت حتفها بعد استهداف منزلهم بصاروخ موجه من قبل طائرة روسية حولت منزلهم لركام.

المسؤول عن مرصد جبل الزاوية في ريف ادلب شمال سوريا "أبو جميل" استطاع التقاط مكالمة بين الطيار والمطار قال لنا إنها باللغة الروسية استطاع من خلالها تحديد نوع المقاتلة ومصدرها.

بنادق الثوار نحو هدف واحد - خاص إيلاف

&

النظام يسعى للتقسيم

مرّ نحو شهر تقريبًا على التدخل الروسي المباشر في سوريا، بذريعة محاربة تنظيم داعش، ودعماً للنظام، الذي حاول الاستفادة من الغطاء الجوي الروسي للتقدم على حساب فصائل المعارضة في ريفي حماة الشمالي واللاذقية، بهدف تأمين الساحل السوري ووسط سوريا من أي تهديد له، إلّا أنّ محاولاته هذه باءت بالفشل وخاصة مع الخسائر الاخيرة التي تلقاها النظام المدعوم بغطاء جوي روسي.

استخدام الأسلحة الثقيلة - خاص إيلاف

&

القائد الميداني في حركة احرار الشام الاسلامية "الدبوس"، قال لـ "إيلاف"، "إن معركة الساحل قادمة وأن هدف النظام هو تقسيم سوريا ولكن لن يتحقق سواء ساندته روسيا أو العالم بأسره، سوف يهزم النظام وروسيا والميليشيا التابعة لهم، ففي كل يوم يتهاوى نظام الأسد ولن يفيده تدخل الروس إطلاقًا وسوف نحرر كل شبر من سوريا من الاحتلال الروسي والإيراني وعصابات حسن نصر الله".

تقدم للمعارضة

مئات الغارات الجوية العنيفة، التي شنّها الطيران الروسي على مواقع سيطرة المعارضة في أرياف إدلب، وحماة، وحلب، واللاذقية، انعكست لصالح المعارضة، حيث تمكّنت من إفشال تقدّم قوات النظام على محاور عطشان، سكيك، الصياد، المغير وكفرنبودة في ريف حماة، وكبّدتها خسائر كبيرة تمثّلت بتدمير عشرات الدبابات والآليات العسكرية المتنوعة الأخرى.

بلدات سيطر عليها داعش واستردها الثوار - إيلاف

&

كما تصدّت فصائل المعارضة لمحاولات تقدم قوات النظام في منطقة جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، على محوري كفردلبة والقلعة باتجاه بلدة سلمى. وتمكّنت من السيطرة على بلدة دورين الاستراتيجية بعد هجوم معاكس شنّته في المنطقة.

ريف حلب الشمالي - إيلاف

&

القائد العسكري في جيش الفتح محمد فيصل يعزو لـ "إيلاف" خسائر النظام، ومن خلفه روسيا، إلى ضعف بنك الأهداف الذي يعتمد عليه سلاح الجو الروسي بشكل شبه كامل، عبر البيانات التي يقدمها النظام وأعوانه وتكون في معظم الاحيان خاطئة، اضافة لذلك الخطوات الاستباقية التي قامت بها فصائل المعارضة المسلحة والفصائل الاسلامية المقاتلة عبر تغيير مقراتها واماكن تواجدها، كذلك فإن معرفة المقاتلين بالطبيعة الجغرافية للمنطقة مكّن الثوار من شن عمليات مباغتة ضد قوات النظام وتكبيدهم خسائر فادحة، اضافة لتجهيز مئات الانتحاريين واستخدام الاسلحة الثقيلة والمضادة للدروع في المعارك".

عناصر من الجيش السوري الحر والفصائل الاسلامية

&

هذه الوقائع دفعت الطيران الروسي إلى شنّ غارات عشوائية على مناطق سيطرة المعارضة، مستهدفاً المناطق السكانية ومقرات عسكرية معروفة لفصائل المعارضة، التي تقوم بإخلائها عند حصول أية مواجهة عسكرية مع قوات النظام، مما جعل الغارات الروسية عديمة الجدوى على المستوى العسكري.

حاول النظام من خلال المعارك الأخيرة تحقيق نصر على الأرض، وذلك لرفع معنويات مقاتليه التي انهارت بشكل شبه كامل وخاصة بعد الخسائر الفادحة التي تلقاها النظام&على الارض، المدعوم بغطاء جوي روسي وقوات ايرانية ومليشيا عراقية ولبنانية.

قصف الاحياء السكنية - خاص إيلاف

&

توحيد البندقية

لسنوات عدة، بقيت فصائل المعارضة المسلحة تشن عمليات عسكرية ضد قوات النظام بشكل فردي، اضافة الى خلافات فكرية مع فصائل اخرى، اليوم اصبح الهدف واحدًا، وهو&اسقاط النظام والبندقية لتحرير سوريا من قوات الأسد وحلفائه.

أبو الوليد المسؤول العسكري للواء فرسان الحق التابع للجيش السوري الحر قال لـ "إيلاف"، إن جميع فصائل المعارضة والفصائل الاسلامية ادركت أن اجتماع الفصائل على هدف واحد وتوحيد القوة العسكرية هو خيارهم الوحيد للنصر والتصدي لقوات الأسد.

مقاتل لصد التقدم الروسي

&

وتابع حديثه "النظام كثف من غاراته الجوية بالتعاون مع الحليف الروسي، وذلك في محاولة لتأمين دولته المزعومة في الساحل، لكن جميع الفصائل سواء تابعة للمعارضة المسلحة أو حتى الاسلامية وجهت بنادقها وسلاحها الثقيل في وجه النظام لدحره، بل وأعلنت معركة جديدة لتحرير كامل محافظة حماة"، حد تعبيره.

توحيد الهدف ساعد بشكل كبير على تراجع العملية العسكرية لاستعادة المناطق التي خسرها في ريف ادلب وحماة، حيث خسر النظام في الايام الاسابيع الأخيرة أكثر من خمسين آلية ثقيلة ومئات القتلى والجرحى.

معارك ريف اللاذقية - إيلاف

&

روسيا تقصف وداعش تتقدم

في حلب، اندلعت معارك عنيفة& بين مقاتلي تنظيم داعش وفصائل تابعة للمعارضة المسلحة& شمالي المدينة، حيث سيطر التنظيم على عدد من القرى خلال ساعات لتعيد فصائل المعارضة المسلحة السيطرة عليها من جديد.

بدوره، قال مدير مكتب العلاقات العامة في فيلق الشام أحمد الأحمد لـ "إيلاف"، إن تنظيم داعش يتقدم تحت الغطاء الروسي و ليس القصف، فالروس يمهدون له الطريق بقصف الثوار"، واتهم الآحمد& داعش بأنها القوات البرية الخاصة التي جهزتها روسيا للقضاء على الثورة، وتابع حديثه: "هذه حقيقة يجب ان لا ننكرها ابدًا، ففي اليومين الماضيين عندما تقدمت داعش واستولت على كلية المشاة والمسلمية و بلدات تل قراح وتل سوسين ومعمل الاسمنت .. كانت قوات النظام المجرمة من الجهة المقابلة تمهد لهم بالقصف العنيف والشديد.