دخلت الرئاسة العراقية على خط التحذيرات من خطر عمليات حرق متبادل لأعلام عراقية وكردستانية، محذرة من فتنة لضرب الوحدة الوطنية، معتبرة أنها تتنافى مع القيم الوطنية، محذرة من محاولات تفجير احتراب بين أبناء الشعب الواحد... بينما دعا علاوي إلى مؤتمر إقليمي يضع أسسًا لأمن المنطقة وسلامة شعوبها وتشكيل جبهة اعتدال وطنية على امتداد الساحة العربية والإسلامية.

لندن: أثار قيام شبان عراقيين في مدينة كربلاء الشيعية بحرق علم إقليم كردستاني وآخرين أكراد في أربيل عاصمة الاقليم بحرق العلم العراقي استياء الاوساط العراقية، معتبرة ان هذه الاعمال أساءت إلى الوحدة الوطنية وحرضت على شق الصف الوطني.

من جهتها، اعتبرت الرئاسة العراقية إحراق العلمين العراقي والكردستاني من قبل بعض المتطرفين عملاً يتنافى مع مبادئ الدستور، محذرة من محاولات زرع الفتنة والاحتراب بين أبناء الشعب الواحد.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية خالد شواني إن "قيام بعض المتطرفين والمندسين باحراق علم اقليم كردستان او العلم العراقي هي اعمال تتنافى مع القيم الوطنية ومبادئ الدستور والقوانين السائدة كما تأتي بالضد من دعوات المرجعية الدينية إلى تعزيز الوحدة الوطنية بوجه تنظيم (داعش) الارهابي، وسواه من اعداء العراق".

وأضاف شواني أن "الاجتماع الأخير للرئاسات الثلاث (أمس الاول) قد جدد التأكيد على اهمية تطوير التعايش السلمي بين العراقيين كافة والابتعاد عن اجواء التشنج والتوتر في هذه الظروف المهمة التي يمر بها الشعب والبلاد وعلى تضافر كل الجهود الوطنية على مختلف المستويات& لدحر الارهاب".

وحذرت الرئاسة في البيان الذي اطلعت على نصه "إيلاف" الاحد من محاولات زرع الفتنة والاحتراب بين أبناء الشعب الواحد.. مشددًا على ضرورة "الكف عن مثل هذه الممارسات الضارة بالشعب العراقي".وأشارت إلى أنّ "قوات البيشمركة (الكردية) والحشد الشعبي (الشيعي) يقاتلون جنبًا إلى جنب مع الجيش العراقي والشرطة الاتحادية ورجال العشائر من اجل دحر الارهاب".

ومن جهتها، وصفت لجنة حقوق الانسان البرلمانية عملية حرق الاعلام العراقية والكردية التي يقوم بها&البعض، بأنها اعمال صبيانية. وقال النائب عن التحالف المدني الديمقراطي فئق الشيخ علي أن ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي من افلام مصورة لعمليات حرق متبادلة لعلم العراق أو علم اقليم كردستان هي& اعمال صبيانية.. مشيرًا إلى أنّ اصحاب تلك الاعمال يجهلون نتائجها السلبية على المجتمع وهم يسيئون إلى رموز العراق.

وتأتي عمليات حرق الاعلام هذه بعد اسبوع من الصدامات المسلحة بين مقاتلي البيشمركة والحشد الشعبي في مدينة طوز خرماتو شمال شرق بغداد التي يقطنها خليط من العرب والاتركمان والأكراد، وأدت إلى مقتل واصابة واختطاف العشرات من الاشخاص وتهجير عوائل تنتمي لهذه المكونات وحرق ممتلكاتها الخاصة والعامة قبل أن يتم التوصل الجمعة الماضي إلى اتفاق لوقف المواجهات اعقبها تبادل عشرات المحتجزين من قبل كلا الطرفين.

فيديو لأكراد يحرقون العلم العراقي في أربيل عاصمة إقليم كردستان:


علاوي يدعو لمؤتمر يضع أسس أمن المنطقة

إلى ذلك، دعا زعيم ائتلاف العراقية نائب رئيس الجمهورية السابق اياد علاوي إلى عقد مؤتمر اقليمي يضع أسسًا& لامن المنطقة وسلامة شعوبها وتشكيل جبهة اعتدال وطنية على امتداد الساحة العربية والإسلامية.

جاء ذلك خلال ترؤس علاوي، الامين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي،& اجتماعًا لقيادات مكتب تنظيمات بغداد وممثلين للحركة في بعض المحافظات، حيث تم بحث الاوضاع السياسية وتطورات الحرب على الارهاب ومناقشة الوضع التنظيمي.

وتحدث علاوي عن تطورات الاوضاع السياسية على المستوى الوطني، وكذلك على النطاقين الاقليمي والعالمي، كما تطرق إلى "المساعي الدولية للحرب على الارهاب الذي بات يهدد العالم ويضرب في كل مكان مؤكدًا على ضرورة ان يلعب العراق دورًا قياديًا محوريًا في قيادة وتنسيق الجهود بين التحالفات المختلفة لدحر داعش"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمت نصه "إيلاف" الليلة الماضية.

ودعا علاوي إلى عقد مؤتمر اقليمي يضع أسسًا لامن المنطقة وسلامة شعوبها، كما طالب بتشكيل جبهة اعتدال وطنية على امتداد الساحة العربية والإسلامية.. مؤكدًا انه يبذل جهودًا شخصية لبناء جبهة اعتدال عربية، منوهًا في هذا المجال إلى لقاءاته الاخيرة مع قيادة حركة فتح الفلسطينية وعدد من الأحزاب والحركات العربية واجتماعاته المقبلة مع احزاب من الدول الاسلامية، مذكراً بالحاجة الماسة لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية وتمتين الجبهة الداخلية لتحقيق الانتصار السياسي كضامن للانتصار العسكري وادامة المكتسبات المتحققة ضد الارهاب.. موضحًا أن ذلك يرتبط اولا بالكف عن اساليب الاقصاء والتهميش وتعزيز المشاركة لتكون شاملة لجميع الاطراف.

وأكد علاوي دعمه المتواصل للمطالب المشروعة والسلمية للمتظاهرين.. مشددًا على ضرورة الانفتاح على قوى الحراك الشعبي وقياداتها الوطنية وعلى مختلف القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع والعشائر والطلبة والشباب والمرأة.

وأضاف ان العراق بحاجة إلى إصلاحات حقيقية ومهمة في مجال الامن والقضاء على التطرّف وتحرير المدن ووضع الخطط لما بعد التحرير، وكذلك في المجال الاقتصادي والمالي، وفي مجال المصالحة وبناء مؤسسات الدولة.
&