بعد أكثر من شهرين على التدخل الروسي المباشر لنصرة بشار الأسد، تبدو الحصيلة هزيلة للغاية وعلى عكس ما توقعه الروس، فالنظام لم يستفد من الغطاء الجوي الكثيف، ولم يحقق أي مكاسب يمكن أن تدير دفة الصراع لصالحه، في حين خسرت موسكو الكثير ماديا وعلى صعيد علاقاتها الدولية.


عبدالإله مجيد من لندن: حين قررت روسيا التدخل عسكريا في سوريا قال معلقون ان القوى الكبرى دائما تبدو في أوج جبروتها حين تعلن توسيع نشاطها في منطقة ما "ولكن ما يحدث تاليا هو المهم".

وبعد أكثر من شهرين على التدخل الروسي يمكن تلخيص النتائج حتى الآن في عدم تحقيق قوات الأسد أي تقدم محسوس على الأرض رغم الغطاء الجوي الروسي، وتدمير طائرة مدنية روسية في مصر، واسقاط طائرة حربية روسية بنيران تركية وتردي العلاقات الروسية ـ التركية بحدة، واسقاط مروحية روسية حاولت انقاذ الطيار الروسي الذي اسقطت تركيا طائرته.

وقالت مصادر قريبة من الكرملين ان موسكو بدأت تدرك ان روسيا تغوص في مستنقع سوريا كما غاصت في افغانستان.

واضافت المصادر ان المسؤولين الروس اخطأوا في تقدير طول الفترة التي تستغرقها عملية اسناد نظام الأسد حين دخلت روسيا الحرب الأهلية في 30 ايلول/سبتمبر وانهم لم يعودوا يتحدثون عن بضعة اشهر.

وقال مسؤول روسي "ان الأمل معقود الآن على ألا تستمر العملية سنوات عديدة".

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصدر مطلع "ان روسيا رصدت في البداية 1.2 مليار دولار لخوض الحرب طيلة عام 2016".

وكان دعم النظام السوري يكلف روسيا نحو 4 ملايين دولار في اليوم قبل ان يرسل بوتين قوات ومعدات في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، فضاعف ذلك الكلفة الى 8 ملايين دولار في اليوم أو نحو 3 مليارات دولار، بحسب تقديرات المعهد الملكي للخدمات الموحدة المختص بالدراسات العسكرية في لندن.&

وقال المحلل العسكري الروسي انتون لافروف ان بوتين بدأ الآن فقط يدرك انه لا يستطيع ان يهزم تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" بالقوة الجوية وحدها.

وبالارتباط مع زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى موسكو خلال الايام القليلة المقبلة للقاء بوتين قال مسؤولون اميركيون ان التدخل الروسي في سوريا يحقق نتائج ابطأ مما كان يراهن عليه الرئيس الروسي ولعل هذا سيدفعه الى ابداء قدر أكبر من التعاون مع الجهود الرامية الى انهاء الحرب الأهلية السورية.

وقالت مصادر غربية ان هناك دلائل على ان ايران سحبت أكثر من نصف قواتها في مؤشر الى شعورها بالاحباط وربما خلافها المتزايد مع موسكو بشأن الاستراتيجية المتبعة.

ولا يستبعد المسؤولون الاميركيون ان يعمد بوتين الى التصعيد بعد ان فاجأهم بتدخله في سوريا وقبل ذلك في اوكرانيا بضم شبه جزيرة القرم.

ولاحظ مراقبون ان بوتين يلجأ الى التصعيد حين يجد نفسه محصورا في زاوية بسبب مغامرة خارجية.

وفي حين ان اقدامه على التصعيد في شرق اوكرانيا لم يفشل فإنه لم يكن ناجحا. وان قصف روسيا مواقع التركمان حلفاء تركيا في سوريا يؤكد هذا النمط من ردود افعال بوتين في السابق.&

وقال محللون ان من المشكوك فيه ان تكون ادارة اوباما قادرة على تحويل احباط روسيا في سوريا الى موقف بناء لحل الأزمة السورية سياسيا، فان هذا يتطلب في المرحلة الراهنة تعاونا روسيا ـ تركيا وليس هناك ما يشير الى حدوث مثل هذا التعاون في أي وقت قريب.