فيما تؤكد القوات العراقية تضييق خناقها على مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" المتحصنين في مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين الغربية ومحاصرتهم من اربع جهات، فإنها تراهن على نفاذ مؤنهم وعتادهم ومن ثم انهيارهم بشكل كامل ليتم اقتحامها واستعادة السيطرة عليها من دون خسائر كبيرة.
&
ولليوم الخامس على التوالي تحاصر القوات العراقية مدينة تكريت (180 كم شمال غرب بغداد) التي يقطنها حوالي 400 الف نسمة غادر 90 بالمائة منهم المدينة وتقوم بقصف مراكز تواجد مقاتلي "داعش" فيها والذين تقدر مصادر عراقية عددهم بحوالي الف مسلح يتحصنون في دور المدينة ومباني اداراتها التي استولوا عليها واقاموا سواتر ترابية ومصدات كونكريتية في شوارع واحياء المدينة التي قاموا بتفخيخها بالالغام التي يقدر عددها بحوالي 8 آلاف لغم.
&
حيث وصف مستشار الأمن القومي السابق، النائب موفق الربيعي، المدينة بأنها عبارة عن مفخخة حاليًا يتنتشر فيها القناصة والانتحاريون أيضًا، وهي معضلة ستواجهها القوات التي ستدخلها، حيث يحتاج الأمر لايام عديدة &حتى يمكن إزالتها والسماح للسكان بالعودة الى منازلهم فيها. &
&
واضاف أن مدينة تكريت تحتاج إلى وقت وتضحيات بالأموال والأرواح من أجل استرجاعها.
&
واشار الى وجود فرق كبير بين القوات المدافعة من عناصر "داعش" التي تتحصن في البيوت وعلى المباني وبين القوات المهاجمة التي تكون مكشوفة أمام العدو، وهم القوات الأمنية والحشد الشعبي. وكشف الربيعي &في تصريح صحافي تلقته "إيلاف" أن مدينة تكريت أصبحت ملغومة تشبه إلى حد كبير السيارة المفخخة (مدينة مفخخة) &بعد تفخيخ الدور السكنية والشوارع وأعمدة التيار الكهربائي، فضلاً عن نشر العديد من القناصين في الخطوط الأمامية لعناصر التنظيم عند مداخل المدينة. &&
&
لا هدنة مع داعش في تكريت
&
&ومن جهته، قال وزير الداخلية العراقي، محمد الغبان، خلال زيارة الى مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) امس، إن الجيش العراقي اوقف الهجوم على تكريت للحفاظ على ارواح المدنيين الذين مازالوا في المدينة ولم يتمكنوا من مغادرتها بسبب منعهم من قبل عناصر "داعش" لاستخدامهم دروعًا بشرية .. لكنه شدد خلال مؤتمر صحافي في المدينة على ان الجيش سيدخل المدينة وسيطهرها عاجلاً ام آجلاً من دون تحديد سقف زمني لاقتحامها.&
&
ونفى الوزير بشدة وجود هدنة مع داعش في المدينة، مؤكدًا أن القوات الأمنية تحاصر عناصر التنظيم في منطقة ضيقة من المدينة .. مشيرًا الى ان العمليةَ العسكرية في تكريت قد حققت 90 بالمائة من أهدافها.
&
ويوم الاحد الماضي، اعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي ان قواته اوقفت هجومها على مدينة تكريت لكثرة العبوات الناسفة والقناصة وتجنبًا لسقوط ضحايا كثيرين. واضاف ان كثرة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والقناصة في مدينة تكريت قد ارغمت القوات الامنية على الاكتفاء بمحاصرتها حاليًا ووقف الهجوم تجنبًا لحصول دمار كبير فيها ووقوع خسائر بين المدنيين داخلها.
&
واشار الى انه لذلك، فقد ارتأت القيادات العسكرية الانتظار والابقاء على حصارها للمدينة .. مشددًا بالقول "والا كان بإستطاعتنا اقتحام تكريت قبل ثلاثة أيام لكننا ننتظر انهيار العدو تلقائيًا وستدخل قواتنا المدينة في القريب العاجل من دون خسائر". وفي مواجهة الرهان العراقي هذا، فإن مصدرًا عسكريًا قال، لـ"إيلاف"، إن هذا الانتظار سيطول اسابيع عدة اذا استمر الحال على ماهو عليه، خاصة وأن عناصر التنظيم يستطيعون تأمين مؤنتهم من المخزون في المدينة، اضافة الى انهم كانوا قد استعدوا مبكرًا للمعركة في تكريت واستقدموا العشرات من عناصرهم من خارجها اضافة الى كميات هائلة من العتاد.&
&
ونوه في هذا المجال الى أن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي سيبحث خلال الساعات المقبلة مع قيادات القوات المشتركة للعمليات، والتي تضم العراقيين وقوات التحالف التي تقوده واشنطن امكانية استئناف الضربات الجوية في تكريت ضد مواقع مسلحي "داعش" وحسم المعركة سريعًا.
&
ولا يزال مقاتلو "داعش" يسيطرون على القصور الرئاسية على بعد 5 كيلومترات من تكريت، وعلى ثلاث مناطق أخرى على الأقل بوسط المدينة حتى اليوم.
&
يذكر أن الهجوم لاستعادة مدينة تكريت قد توقف الجمعة بعد يومين من توغل قوات الأمن العراقية ومسلحي الحشد الشعبي للمتطوعين في اطراف المدينة في أكبر عملية حتى الآن ضد مقاتلي تنظيم "داعش". &&
&
وإذا استعادت القوات الحكومية مدينة تكريت فستكون أول مدينة يتم استردادها من أيدي التنظيم منذ أن اجتاح مساحات واسعة من البلاد في حزيران (يونيو) من العام الماضي، وأعلن قيام دولة الخلافة في الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
&
ومنذ بداية الشهر الحالي، باشرت القوات العراقية هجومًا عسكريًا واسعًا بمشاركة 30 ألفًا من قوات الجيش والشرطة والفصائل المسلحة للمتطوعين وأبناء العشائر السنية لطرد تنظيم"داعش" من محافظة صلاح الدين وتمهيد الطريق لوصول القوات العراقية إلى حدود محافظة نينوى وعاصمتها الموصل معقل التنظيم في العراق.
&
التعليقات