تعددت الآراء في سوريا بخصوص قمة كامب ديفيد بين زعماء دول الخليج العربي والرئيس الامريكي باراك أوباما، ففي حين اعتبرها معارضون "حدثا تاريخيا"، رأى اخرون ان أوباما أضاع الفرصة الاخيرة لاعادة ثقة حلفائه الخليجيين"، مؤكدين أن القمة محبطة ولم تأت بجديد.


بهية مارديني: اختلفت مواقف المعارضة السورية حيال قمة كامب ديفيد الأميركية - الخليجية.

وفي هذا السياق، قال عمار قربي الامين العام لتيار التغيير الوطني إن "الحد الادنى المتوقع لقمة كامب ديفيد كان اعتبار دول الخليج دولا حليفة من الدرجة الاولى من غير دول الناتو، وهي المرتبة التي تحظى بها الكويت ولكن هذا لم يحصل".

وتعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما يوم الخميس بمساندة حلفاء الولايات المتحدة الخليجيين ضد أي "هجوم خارجي" ساعيا الي طمأنتهم الي التزام راسخ للولايات المتحدة بأمنهم وسط قلق عربي من جهود تقودها امريكا للوصول الي اتفاق نووي مع ايران.

وفي قمة نادرة مع دول مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد تعهد اوباما بأن الولايات المتحدة ستدرس استخدام القوة العسكرية للدفاع عنهم وستساعد ايضا في التصدي "لأنشطة ايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة."

أوباما يجيد الكلام !

وأضاف قربي في تصريحات لـ"إيلاف" أن "معاهدات حلف او دفاع مشترك لم توقع، وتم الاكتفاء بالكلام الذي يجيده اوباما وملّه الزعماء العرب".

على صعيد باقي الملفات، يؤكد قربي أنّ اوباما اجترّ مواقفه السابقة التي طالما رددها في الاعلام وطالما كذبتها سياق الاحداث المتتالية، حيث تحدث عن دعم للمعارضة السورية وحل سياسي في اليمن وحل سياسي في ليبيا، حتى القضية الفلسطينية القضية المحورية تخلى اوباما عنها وقال ان الحل مازال بعيدا، و بالعكس& اوباما بات يريد بيع السلاح للخليج وبات الطالب مطلوبا".

ورأى أن ما قاله أوباما في كل الملفات هو "كلام اجوف دون معنى ودون استرتيجية ودون رؤية".

كانت فرصته الأخيرة

واعتبر قربي أن قمة كامب ديفيد "كانت الفرصة الاخيرة لادارة اوباما كي تعيد ثقة حلفائها الخليجيين بالولايات المتحدة ولكنه اضاع تلك الفرصة واعتقد أنه على دول الخليج الاعتماد على قدراتها الذاتية وتعاونها فيما بينها كما ان عليها بناء تحالفات تعويضية في المنطقة كباكستان والهند وتركيا لمواجهة ايران واسرائيل أو الذهاب مباشرة باتجاه الحوار مع ايران لحلحة المشاكل العالقة كما انه على العرب أن يتعاملوا مع الولايات المتحدة كدولة معطلة ومعادية لمصالحهم حتى نهاية عهد اوباما ولذلك يجب العمل منذ الان كي يكون بديله مساندا".

واثر ترافق قمة كامب ديفيد مع تعرض سفينة سنغافورية لإطلاق نار من قبل زوارق ايرانية في مياه الخليج، توقع السوريون رفع حدة البيان لمصلحة دول الخليج.

وعقد السوريون امالا عريضة على تحسين الموقف الاميركي باتجاه المصلحة العربية الا انهم رأوا أن واشنطن غير حاسمة في مواقفها وغير صادقة في دعمها للخليج وللقضايا العربية وهي تتلاعب في امن المنطقة، ولكن زعماء مجلس التعاون الخليجي باتوا واعيين لذلك، حسب كثير من السوريين.

قمة تاريخية !

يعتبر منذر اقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض قمة كامب ديفيد "حدثا تاريخيا يرسم شكل المنطقة وعلاقاتها السياسية والاستراتيجية لعقود قادمة".

وقال اقبيق لـ"لإيلاف" إن الموضوعان الرئيسيان هما الملف النووي، وأمن الإقليم والاثنان متعلقان بإيران. وبموجب الاتفاق النووي مع ايران سوف تتخلى ايران عن العمل على تصنيع السلاح النووي، ولكن سوف تبقي على قدراتها النووية التي تسمح لها بصنع ذلك السلاح في المستقبل".

وتساءل" هل تسمح القوى العالمية للدول الخليجية ببناء قدرات مماثلة؟"

وأشار اقبيق الى أنّ إيران "تتدخل بقوة وبشكل مسلح عبر وسطاء واحيانا بشكل مباشر في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن، ومن الواضح ان لها مشروعا للهيمنة على الإقليم، يسبب الفوضى ويسبب تهديدا مباشرا للامن العربي والخليجي".

مصير الأسد

وقال إن "دول الخليج تريد ان تتأكد ان الاتفاق النووي لن يكون له ثمن إقليمي تقبضه ايران. بالنسبة لسوريا".

وأشار إلى أن النقاش الخليجي الاميركي "لم يتركز على مصير الاسد، حيث ان هذا الموضوع محسوم من قبل الطرفين نحو رحيله، لكن النقاش حول ما بعد الاسد".

وأوضح أن الولايات المتحدة "تخشى من سيطرة اطراف متطرفة مثل النصرة او داعش على سوريا بعد الاسد، وهذا سوف يمثل تهديدا كبيرا للمصالح الغربية والامن الإقليمي والعالمي".

مصلحة مشتركة

ولاحظ آقبيق ان "هذه المصلحة هي ليست فقط غربية، وإنما أيضا مصلحة سورية وعربية، ولابد من حق تقرير المصير للسوريين الذي يناضلون ويضحون من اجله منذ اكثر من اربع سنوات".

يقول: "يجب ان يكون لصالح المشروع الديمقراطي والمواطنة المتساوية وليس التطرف الديني. وعندما يتم ضمان ابعاد المتطرفين كبديل عن النظام الحالي، يصبح الأسد مجرد تفصيل صغير".

ولفت الى وجود "عدة سيناريوهات في هذه الحالة لازاحته عن المشهد بسهولة وبسرعة، والولايات المتحدة حتما قادرة على ذلك حتى بدون تدخل عسكري مباشر من قبلها& ولكن السؤال هو كيف يتم ضمان ابعاد المتطرفين عن المشهد".

وحاول الاجابة بالقول: "بالنسبة لداعش حاليا تقوم القوى الثورية بقتال داعش في القلمون والشمال والجنوب وحول دمشق، ويقوم التحالف الدولي بقصف داعش في سوريا ايضا، ولكن كل من هذين الطرفين يقوم بمواجهة داعش بمعزل عن الآخر، ويجب ان تضم هذه الجهود إلى بعضها، اي ضم القوى الثورية السورية إلى التحالف الدولي ومنحها الغطاء الجوي من قبله، ذلك الغطاء الذي منح فقط للمقاتلين الاكراد في كوباني".

ومضى قائلا: "لكن الثوار يوجد بينهم النصرة التي لازالت تعلن انها جزء من تنظيم القاعدة الإرهابي العالمي، وهذا يشكل عقبة في طريق تامين الغطاء الجوي، وتبعية النصرة للقاعدة اصبح الآن عقبة في طريق القضاء على داعش والاسد معا". لذلك وبحسب مايراه آقبيق "يجب فك ذلك الارتباط اولا، باختصار يبدو الطريق إلى الحل في سوريا يمر عبر فك ارتباط النصرة بالقاعدة، وابعاد داعش بمسافة كافية عن العاصمة دمشق واضعافها بحيث لا تشكل تهديدا".

وأضاف أن "الامر الاخير هو تعهد الفصائل الثورية بالالتزام بمستقبل تعددي يحترم حقوق الإنسان، اي عدالة وليس انتقاما، ديمقراطية وليس دولة دينية، وضمان حقوق الأقليات، وهذه هي النقاشات التي في اعتقادي جرت بين المسؤولين الخليجيين والامريكيين، وهي مستوحاة من لقاءاتنا السابقة معهم".
&