بعد أشهر من الترقب، انتهت قمة كامب ديفيد بتصريحات متفائلة من الجانبين. وقال سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة إن العلاقات الاميركية ـ الخليجية ارتقت الى مستوى جديد.
&
لندن: إخُتتمت قمة كامب ديفيد بين الرئيس باراك أوباما وقادة الدول الخليجية بتصريحات متفائلة على غير المتوقع، لا سيما بعد الرسائل غير المباشرة التي وُجهت إلى اوباما من خلال مستوى التمثيل وغياب أربعة زعماء. وكان السبب الرئيسي للتصريحات المتفائلة انتهاء الاجتماع بالتزام "لا لبس فيه" من جانب الولايات المتحدة "بردع ومواجهة" أي عدوان إيراني.&
&وقال سفير الإمارات العربية في الولايات المتحدة يوسف العتيبة لصحيفة واشنطن بوست، "إن العلاقات الأميركية ـ الخليجية ارتقت إلى مستوى جديد، وإن إمكانات التعاون اتخذت خطوة جديدة".&

رضا الخليج
وبعد أشهر من الترقب، وفرك الأيادي في واشنطن، التي كانت تتلقى إشارات متواصلة إلى عدم رضا خليجي عام، كان المتوقع أن يتحول منتجع كامب ديفيد الهادئ إلى ساحة مواجهة. ولكن ما حدث كان عكس ذلك على ما يبدو. فالقادة الخليجيون حصلوا على ما يريدون، بما في ذلك ضمانات تؤكد استعداد الولايات المتحدة لتحدي العربدة الإيرانية في المنطقة ومواجهتها، وحصل اوباما على ما يحتاجه من دعم خليجي لجهوده من أجل التوصل إلى إتفاق نووي مع إيران. & وسيكون هذا الدعم الخليجي عونًا كبيرًا له، في مواجهة أي معارضة في الكونغرس.
ورغم بقاء عدم الثقة، فإن القمة تمثل تعزيزًا مهمًا للعلاقات مع قوى عربية كبيرة، في وقت تتجه الولايات المتحدة نحو التوصل إلى اتفاق يمكن أن يشكل إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا لإدارة اوباما. وهنا يعتمد اوباما "استراتيجية ركوب حصانين في وقت واحد"، على حد تعبير صحيفة واشنطن بوست. &
&
أجواء ايجابية
ويبدو أن الطبيعة في منتجع كامب ديفيد أسهمت في تلطيف الأجواء، فبعد جلسة صباحية شابها بعض التوتر، كانت مخصصة لاطلاع القادة الخليجيين على سير المفاوضات مع إيران، توقف القادة لتناول الغداء. وبعد ذلك تغيّرت الأمزجة. وخلال جلسة ما بعد الظهر تباحث القادة في لقاءات غير رسمية بشأن التحديات الاقليمية في سوريا وإيران وليبيا واليمن. وشوهد القادة السعوديون والاماراتيون والقطريون يرفعون أيديهم مقاطعين مضيفهم بالتعليقات والمقترحات، كما أفادت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن احد الحاضرين. &وقال هذا المصدر إن المزاج في جلسة ما بعد الظهر كان "ايجابيًا حقًا وخرجنا بروح جماعية لم تكن لدينا قبل الاجتماع".&
وقدم وزير الخارجية الأميركي جون كيري تقريرًا إلى قادة الدول الخليجية عن محادثاته الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منتجع سوتشي على البحر الأسود وأمل الولايات المتحدة بانضمام روسيا إلى دعم عملية الإنتقال السياسي في سوريا ونفض يدها من رئيس النظام بشار الأسد. ودعا اوباما والمسؤولون الأميركيون الآخرون دول الخليج إلى العمل مع الفصائل السورية التي تدعمها على منع وقوع سوريا ما بعد الأسد تحت سيطرة جماعات جهادية، مثل تنظيم "داعش" وجبهة النصرة التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة. &
وأكد البيان الختامي مجددًا أن الأسد لا يتمتع بشرعية وليس له دور في مستقبل سوريا.&
ولاحظ مراقبون أنه على النقيض من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي استخدم الغوغائية والخطابية من على منبر الكونغرس لنقل معارضته للاتفاق النووي، فإن موقف القادة الخليجيين اتسم بالهدوء والبرغماتية، قائلين إنهم سيدعمون الإتفاق النووي ما دامت الولايات المتحدة ملتزمة بمواجهة التدخلات الإيرانية، ومنع وكلائها من الاستمرار في المقامرة بمصالح شعوبهم خدمة لمصالحها. واستجاب اوباما بالمشاعر التي تجسدها العبارة العربية "اهلاً وسهلاً"، كما أشارت صحيفة واشنطن بوست.&
&