تعد الولايات المتحدة ودول الخليج العدة لإقرار صيغة دفاعية غير مسبوقة، تطرحها القيادة العسكرية الأميركية أداة لطمأنة دول مجلس التعاون إلى استمرار التزامها أمن الخليج، على أن تقر هذه الصيغة في قمة كامب ديفيد المنتظرة.

الرياض: كل العيون، عربية وإيرانية وأميركية وأوروبية، شاخصة إلى ما ستشهده& العلاقات الأميركية - الخليجية من تطورات في خلال الأسبوع المقبل، حين تنعقد قمة كامب ديفيد في واشنطن، بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي.

لكل سببه في التحديق بالمنتجع الرئاسي الأميركي، وانتظار لون الدخان الذي سينبعث منه، إلا أن المراقبين يؤكدون أنه دخان أبيض، وأن هذه القمة الخليجية - الأميركية ستكون محطة جديدة على مسار توسيع التعاون الأمني والعسكري بين الجهتين.

وهذا ما أكدته مصادر مطلعة على الإعداد للقمة، وبينهم مسؤول أميركي أخبر جريدة "الشرق الأوسط" أنه على الرغم من التقارب الأمني والعسكري بين الطرفين منذ سنوات، فإن هناك مجالًا لتحسين هذا التعاون، وهذا ما يتطلع المسؤولون الأميركيون إلى تحقيقه من القمة المقبلة من خلال خطوات عسكرية غير مسبوقة،& يتوقع طرحها على القادة للمصادقة عليها.

منظومة دفاعية

وكانت وكالة رويترز كشفت أن البحث سيتناول نشر منظومة دفاع صاروخي، إلى جانب تعاون أوسع نطاقًا، أساسه العمليات التوافقية العسكرية بين الطرفين، وحماية الحدود الخليجية وخطوط الملاحة والخطوط البحرية، ومكافحة الإرهاب.

ونسبت "الشرق الأوسط" إلى ناطق باسم القيادة المركزية الأميركية قوله: "القيادة المركزية ملتزمة العمل مع شركائها الخليجيين لدعم القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل مواجهة التطرف وإبقاء خطوط التواصل البحري مفتوحة وحماية أراضيها".

وتعد وزارتا الدفاع والخارجية الأميركية المفاوضات الضرورية لتطبيق نظام دفاع صاروخي محتمل في الخليج، وطرح مجالات أخرى لتوثيق التعاون، في ترجمة للحرص الأميركي على ضمان أمن الخليج، وإقناع القيادات الخليجية بأن تكون منسجمة في المواقف والرؤية مع الإدارة الأميركية حول هذا التعاون والتنسيق.

عروض عدة

ونقلت "رويترز" عن مسؤولين أميركيين قولهم: "هذا العرض قد تصحبه التزامات أمنية متطورة، ومبيعات أسلحة جديدة، ومناورات عسكرية مشتركة، في إطار مساعي أوباما لطمأنة دول الخليج العربية أن واشنطن لم تتخلَّ عنها. كما رجحت مصادر مطلعة أن يحث أوباما دول الخليج على بذل المزيد من الجهود لتحقيق التكامل بين جيوشها المتباينة، والعمل على إقامة درع مضادة للصواريخ للتصدي لخطر الصواريخ البالستية الإيرانية، وهذه الفكرة قد تتبلور في صورة مجموعة عمل مشتركة جديدة على مستوى عالٍ، تحت قيادة وزارة الدفاع الأميركية.

كما أوضحت مصادر أميركية أن النظام الصاروخي المقترح يعتمد على تنسيق وثيق بين الأطراف الخليجية على الصعيد العسكري. واكد الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية للصحيفة نفسها أن القيادة المركزية ملتزمة العمل مع شركائها في الخليج، "لدعم القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل مواجهة الإرهاب وإبقاء خطوط التواصل البحرية مفتوحة وحماية سلامة أراضيها، وقوات البحرية الأميركية تواصل عمليات الأمن البحرية داخل مضيق هرمز وفي محيطه".

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري وصل الرياض مساء الأربعاء للاجتماع بالقيادة العسكرية، ومن المرتقب أن يجتمع مع نظرائه الخليجيين في باريس اليوم للإعداد للقمة التاريخية يومي 13 و14 أيار (مايو) الحالي.
&