حذّر باحث أميركي من أن الروبوتات القاتلة التي يعمل الجيش الأميركي على تطويرها حاليا ستكون قادرة على القتل دون تدخل البشر.

إعداد عبد الاله مجيد: تنفذ وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة في البنتاغون برنامجين لتطوير روبوتات حربية وطائرات مسيرة تستطيع أن تتعقب الأشخاص المستهدفين وتقتلهم حتى عندما لا تكون على اتصال بمن يوجهونها.

تجرّدنا من الدفاعات

وكتب استاذ علم الكومبيوتر في جامعة كاليفورنيا باركلي البروفيسور ستيوارت راسل في مجلة "نيتشر" العلمية أن هذه الروبوتات "ستجرد البشر من أي دفاعات" لافتا إلى أن الأبحاث التي يجريها الجيش الأميركي في هذا المجال يمكن ان تشكل انتهاكا لاتفاقية جنيف وتضع مصير البشرية "بأيدي آلات لا تعرف الأخلاق".

وأوضح البروفيسور راسل "ان منظومات الأسلحة التي تعمل بصورة مستقلة تختار الأهداف وتتعامل معها دون تدخل البشر، ويمكن ان تصبح قاتلة عندما يكون البشر من اهدافها".

وتوفر التطورات المتحققة في مجال الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات منصات مادية وقدرة على التمييز والادراك والتحكم بالحركة والملاحة الجوية والأرضية ورسم الخرائط وصنع القرار والتخطيط طويل الأمد ذاتيا.

تقرر من يعيش

ولا يتطلب الأمر سوى الربط والجمع بين هذه القدرات لبناء آلة فتاكة "تترك البشر بلا أي دفاعات وهذا مستقبل ليس مرغوبا فيه"، بتعبير العالم الأميركي راسل. وستكون الروبوتات مسلحة بتكنولوجيا تتيح لها ان تقرر من يعيش ومن يموت دون تدخل بشري.

ومن المشاريع الأخرى التي تعمل عليها وكالة ابحاث الدفاع المتقدمة طائرة مسيرة صغرى قادرة على التحليق والمناورة بسرعة فائقة في المدن وداخل المباني دون حاجة الى توجيه بشري، وطائرة مسيرة ذاتيا قادرة على تنفيذ "كل الخطوات التي تتطلبها مهمة قتالية"، من العثور على الهدف وتحديده وتشهر السلاح عليه والاشتباك معه وتقييم النتيجة وذلك حين يكون الاتصال بينها وبين قائدها البشري متعذرا بسبب تشويش العدو على الاشارة.

لجان أخلاقية

ولاحظ البروفيسور راسل ان هذه الروبوتات "يمكن ان تنتهك المبادئ الأساسية للكرامة الانسانية من خلال السماح للآلة باختيار من تقتله، على سبيل المثال تكليفها بتصفية كل من يبدي سلوكا مريبا". ودعا إلى تنظيم لقاءات ومنتديات علمية وتقديم ما يُطرح من آراء الى لجان اخلاقية قائلا "ان عدم التحرك يعني التصويت لصالح الاستمرار في تطويرها واستخدامها".

حظر عالمي

وكانت ممثلة الأمم المتحدة لنزع السلاح انجيلا كين حذرت من ان تطوير هذه الروبوتات القاتلة يبعد "خطوة صغيرة" ودعت الى حظرها عالميا. ولكن صحيفة الديلي تلغراف نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية البريطانية ان هذه التكنولوجيا في الوقت الذي قد تكون لها تداعيات "مرعبة" فان بريطانيا "تحتفظ بحق" تطويرها لحماية جنودها.

من جهة أخرى اشارت الدكتورة سابين هاورت من جامعة بريستول البريطانية الى ان هناك علماء آخرين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتطوير منظومات لمساعدة المسنين وتحسين العناية الصحية وجعل العمل أكثر امانا وأعلى كفاءة وتتيح استكشاف الفضاء أو قاع المحيطات.