يكلف دعم النظام السوري مليارات الدولارات التي تنفقها إيران سنويا لمنع انهياره. ويقدر المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن طهران تستثمر 6 مليارات دولار سنويا في نظام الأسد المسؤول عن فظائع في مقدمها مقتل ما يربو على 230 الف سوري واستخدام اسلحة كيميائية محرمة ضد شعبه.

إعداد عبد الاله مجيد: يقول مدير مركز فارس لدراسات شرق البحر المتوسط في جامعة تافتس الأميركية نعيم شهادي إن إيران قدمت مساعدات عسكرية واقتصادية الى النظام السوري بلغت قيمتها ما بين 14 و15 مليار دولار في 2012 و2013. ولكن الخبير ستيفن هايدمان الذي كان حتى الآونة الأخيرة نائب رئيس قسم الأبحاث التطبيقية في النزاعات التابع لمعهد السلام في الولايات المتحدة، يقدر الرقم بحدود 15 الى 20 مليار دولار.

ومن المتوقع ان تتلقى إيران مكافأة تصل قيمتها الى 150 مليار دولار برفع العقوبات المفروضة عليها واطلاق ارصدتها المجمدة وتدفق الاستثمارات بعد التوقيع على اتفاق نووي بينها وبين مجموعة القوى الدولية الست.

مليارات مهددة بالضياع

وأصبح كل ما ضخته إيران من مليارات لدعم النظام مهددا بالضياع بعد سلسلة الهزائم التي تكبدتها قوات الأسد مؤخرا. واثارت المكافأة التي تنتظرها إيران على توصلها الى اتفاق نووي مع مجموعة 5 + 1 مخاوف من استخدام الموارد التي ستكون في متناولها لانقاذ موقف حليفها المهزوز في سوريا.

ويقدر محللون إن إيران دعمت حزب الله في لبنان خلال العقد الماضي بنحو 200 مليون دولار سنويا. وخلال الأشهر القليلة الماضية قدمت الى حركة حماس عشرات الملايين لانفاقها، بالدرجة الرئيسة، كما افادت تقارير، على اعادة بناء الأنفاق التي تستخدمها حماس لعمليات التهريب والتسلل.

تموّل الإرهاب

وقال نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات لشؤون البحث جونثان شانزر في افادة امام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأميركي ان إيران "تغدق العطاء" في تمويل الارهاب وانها تستثمر في رأس المال البشري ايضا بتدريب "ارهابيين فلسطينيين" على تصنيع الصواريخ.

وتوقع شانزر زيادة هذا التمويل بعد الاتفاق النووي قائلا "ان الحوثيين ونظام الأسد وحزب الله وحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية وحماس، كلهم سيجنون فوائد وكلهم يسيل لعابهم الآن بانتظار تدفق المال".

في هذه الأثناء جدد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو دعوته الى إيران ان تتعاون مع التحقيق الذي تجريه الوكالة في أنشطتها النووية السابقة، وقال ان على مفتشي الوكالة ان يبقوا في إيران "سنوات وسنوات" للتوثق من ان برنامج إيران النووي ذو اغراض سلمية فقط.

مسألة سنوات

وأكد امانو أن من المتعذر القول مسبقا كم من الوقت سيمر قبل ان تتمكن الوكالة من الاعلان بأن برنامج إيران النووي سلمي بالكامل. "ولكنها مسألة سنوات على الأقل وليس أشهرا أو أسابيع بل سنوات أو سنوات وسنوات"، بحسب امانو.

وكانت إيران وقعت البروتوكول الاضافي للتحقق من التزام الدول بمعاهدة حظر الانتشار النووي قبل عشر سنوات ولكنها لم تصادق عليه حتى الآن. وسيكون مطلوبا منها المصادقة عليه في حال التوصل الى أي اتفاق نووي مع القوى الدولية الست. وإذا صادقت إيران على البروتوكول الاضافي والتزمت به فانه يمنح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية امكانية أكبر لمراقبة برنامجها النووي.