صنع صبي أميركي مسلم يدعى أحمد محمد ساعة، وأراد ان يريها لأساتذته في المدرسة إلا أن الاسلاموفوبيا المتفشية، طغت، فظنوا ان الساعة قنبلة واقتادوا الصبي الى الشرطة، واُخضع للاستجواب.
&
مرّ طالب مسلم في الثانوية العامة بأقسى تجربة في حياته عندما صنع ساعة فظن مدرسوه انه صنع قنبلة ما أدى الى احتجازه في مقر للشرطة، وانتهت القصة بتغريدة للرئيس الاميركي باراك اوباما قال فيها " ساعة جميلة. هل تريد جلبها الى البيت الابيض؟ يجب ان نشجع اطفالا مثلك على الاهتمام بالعلم. هذا ما يجعل اميركا عظيمة".
&
كانت هذه هي النهاية. أما البداية فجاءت كما يلي:
&
احمد محمد، صبي يعيش في ايرفنغ خارج دالاس. يوم الاثنين الماضي حمل في حقيبته المدرسية ساعة صنعها بنفسه وأراد عرضها على مدرسيه متوقعا ان يبدوا اعجابا بذكائه.
في مدرسة ماك آرثر الثانوية، عرض أحمد الساعة على مدرس الهندسة فقال له "لطيف. ولكن لا ترها لبقية المدرسين". وأثناء درس اللغة الانكليزية رن جرس التنبيه في الساعة. وعندما رأتها المدرسة صادرتها في الحال ثم تحاورت مع الادارة التي سارعت الى الاتصال بالشرطة، التي سارعت الى تقييد احمد ثم اقتادته لغرض الاستجواب.
احمد قال لوسائل اعلام بعد الافراج عنه انه اراد جذب نظر مدرسيه فقط، كما قال إن هوايته صناعة الاجهزة "صنعت ساعة وكان الامر سهلا جدا، واردت ان اريها للمدرسين ففهموا الامر بشكل خاطئ واعتقدوا انني صنعت قنبلة".
احمد شكا من الشرطة وقال إنهم رفضوا طلبه بالاتصال بأبويه خلال فترة الاستجواب الطويلة.&
&
ردود فعل شعبية وسياسية
&
أثارت صورة أحمد وهو يقف وذراعاه وراء ظهره، مرتديا قميصا يحمل شعار وكالة ناسا للفضاء، ردود فعل غاضبة لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي. اعيد تغريد هذه الصورة آلاف المرات، في غضون ساعات قليلة مرفقة بوسم #انا اقف مع احمد.
وتوالت الانتقادات لما حدث له والذي وصف على انه أسوأ مثال للاسلاموفوبيا وللتوجهات العنصرية لدى البعض.
الديمقراطيون في تكساس قالوا إن احتجاز احمد جاء نتيجة للمشاعر المناوئة للاسلام لدى المسؤولين في ايرفنغ، مشيرين الى الانتقادات المستمرة التي تصدر عن عمدة المدينة بيت فان دوين لمسلمي المنطقة واتهامها اياهم بمحاولة فرض الشريعة الإسلامية في اميركا.&
وقالت كارول دونافن رئيسة الحزب الجمهوري في دالاس في بيان: "احتجاز احمد نتيجة منطقية للاسلاموفوبيا في ايرفنغ. هذا امر يرثى له".&
أما مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية فعلق قائلا إن الرد القاسي جاء بسبب الجو السياسي الحالي في ايرفنغ.&
&
أعلى المستويات
&
البيت الابيض دعا احمد للمشاركة في امسية فلكية في التاسع عشر من تشرين الاول (اكتوبر) المقبل، الى جانب مهندسين ومختصين في الفضاء ومدرسين وطلاب.
جوش ايرنست، السكرتير الصحافي للبيت الابيض قال "هذا الحادث افضل مثال على قدرة الافكار التقليدية السيئة على منع الناس الجيدين الذين كرسوا حياتهم لتربية الصغار من أداء واجبهم".
وغردت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون "الافتراض والخوف لا يضمنان سلامتنا، بل يعرقلان مسيرتنا. احمد، حافظ على فضولك العلمي واستمر في صناعة الأجهزة".
المدير التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربرغ كتب ايضا: "لا بد وأنكم سمعتم بقصة احمد، الطالب في تكساس البالغ من العمر ١٤ عاما، الذي صنع ساعة، ثم تعرض الى الاحتجاز عندما اخذها معه الى المدرسة. طالما انه يملك المهارة والطموح لصناعة شيء جميل من المفترض ان يحصل على تصفيق وليس على احتجاز. المستقبل ملك اشخاص مثل احمد. احمد، إن اردت المجيء الى فيسبوك، سأكون سعيدا باستقبالك. استمر في صناعة الاجهزة". &
&
الشرطة: ظروف متداخلة هي السبب
&
الشرطة اكدت بعد التحقيق مع احمد والافراج عنه، انه لا يملك اي نوايا سيئة غير ان ظروفا معينة تداخلت وتراكبت وسببت سوء فهم. الشرطة قالت ايضا في تصريحات لاحقة إن اي شخص يرى تلك الآلة سيشك في انها ساعة. وهو ما قاله مسؤولون في التربية ايضا، في تصريحات اعلامية، ولم يترددوا في الثناء على اداء رجال الشرطة، قائلين إن الحذر واجب.&
أحمد حرم من الذهاب الى المدرسة لمدة ثلاثة ايام، لكنه قال إنه لن يعود اليها على الاطلاق وإنه سينتقل الى مدرسة اخرى.&