أثارت مقابلة نوح زعيتر، المطلوب للقضاء اللبناني، زوبعة من الانتقادات كونه تحدث باسم حزب الله، ما طرح السؤال هل أصبح مروجو المخدرات اليوم هم من ينطقون باسم حزب الله؟.

بيروت: أحدثت مقابلة نوح زعيتر على إحدى القنوات التلفزيونية زوبعة من الانتقادات، كونه مطلوباً من العدالة وبدا كأنه يتحدث باسم حزب الله، فهل بات تجّار المخدرات ينطقون رسميًا باسم حزب الله اليوم؟
&

استيضاحًا للأمر حاولت "إيلاف" الإتصال بعدد من نواب حزب الله في البرلمان اللبناني، الذين فضلوا عدم التعليق على الموضوع.

أما النائب السابق&مصطفى علوش (المستقبل) فقد قال في حديثه لـ"إيلاف" إن الوقائع على مدى السنوات الماضية وتصوير زعيتر في مواقع لحزب الله، وذهابه وإيابه من دون أي رادع على حواجز القوى الأمنية، يؤكد أنه مدعوم، ولا نستغرب فعليًا هذا الموضوع، بخاصة أنه يؤيد ما عرفناه وسمعناه عبر سنوات بأن الحزب يستفيد أيضًا من تجارة المخدرات، لتأمين الأموال له إن كان في لبنان أو في خارجه.

حول حديث زعيتر عن مشاركته في معارك الزبداني، فهل أصبح زعيتر الناطق الرسمي باسم حزب الله؟ يشير علوش أنه على حزب الله أن ينفي أو يؤكد ذلك لكن بحسب ما يبدو، فإن لنوح زعيتر دالية حقيقية على حزب الله، ربما لأسباب عشائرية أو مالية، والمهم أن الأمور أصبحت واضحة من خلال تحليل حزب الله لأمور وتحريمه لأمور أخرى.

ديما صادق

هل مسموح اليوم ما قاله عن الزميلة الإعلامية ديما صادق والتهديد بتشقيفها إذا ما صادفها في المنطقة؟ يلفت علوش إلى أن المشكلة في صادق بالنسبة لزعيتر أنها شيعية المولد ولديها صوت حر، وهذا لا يناسب أبدًا منطق الظلامية الذي يمشي في ظلاله حزب الله، فلنتصور مثلاً الحزب النازي في ألمانيا، كان هناك ألمان لا يؤمنون بألوهية هتلر وكانوا يُحاربون، والأمر عينه ضمن الطائفة الشيعية فهناك من يعتبر أنه لا يتبع بالكامل مشروع ولاية الفقيه ومن يتجرأ أن يوجه أي انتقاد له يُحلل دمه.

الرأي الآخر

هل هذا يعني أن حزب الله والمنتمين إليه لا يقبلون بالرأي الآخر؟

يجيب علوش أنه من الواضح أن هذا هو الواقع، ونريد أن نذّكر أن الرأي الآخر دائمًا هو عدو للمقاومة، يمكن أن يسمح حزب الله بالمسايرة في الكثير من الأمور، اما الانتقادات الواضحة لسلوكه ومبادئه فهو يعتبرها نوعًا من الخيانة.

ولدى سؤاله إذا دل حديث زعيتر على شيء فعلى ماذا برأيك؟ يجيب علوش بأن منظومة حزب الله تسعى للمجرمين، والإرهابيين كميشال سماحة، ولتجّار المخدرات مثل نوح زعيتر، ولتجّار الكبتاغون ومهربي الأدوية الفاسدة، ولمبييضي الأموال، طالما هم يخدمون مشروع ولاية الفقيه، وهي بالتأكيد ضد أي أحد يسعى لخدمة الإنسانية.

وضع الإعلام

في معرض الحديث عن الدور الإعلامي في لبنان واستضافة هكذا شخصيات، هل يمكن القول إننا في زمن الإعلام الرديء حاليًا؟ يجيب علوش أن لا شك على الدولة أن تحاسب من يقوم بالترويج للمجرمين، وهو أمر منطقي، ولكن قد يقال إنه جزء من حرية الرأي، ويمكن الحديث والحوار بهذا الخصوص، ولا أعتقد بأن المحطة التلفزيونية قامت بإعلام رديء، بل هناك أمور أسوأ بكثير قامت بها تلك المحطة من فضح الشهود ووضعهم في أوضاع ترهيبية، أما أن تضع مجرمًا ومطلوبًا ليعرض وجهة نظره فالأمر يعود إلى الدولة لاتخاذ التدابير في هذا الخصوص.

مقابلة زعيتر

وكان زعيتر قد أكد خلال المقابلة، "أنا وأبناء عشيرتي التي هي أكبر عشيرة في الشرق الأوسط لبيّنا طلب السيد حسن بالدفاع عن أرضنا، معيدًا إلى الأذهان كلام نصرالله الذي وصف يوم 7 أيار المشؤوم أنه يوم مجيد بالقول نحنا 7 أيار لأن اليد التي امتدت إلى سلاح المقاومة قُطعت".

ورفض زعيتر اتهامه بأنه "سارق وزعيم مافيا"، زاعمًا أنه "ابن المؤسسة العسكرية وأنا لبناني أولاً ثم مع الحزب وإذا وقف الحزب ضد الجيش سأكون مع الجيش"، لكنه أكّد متحدّيًا "أنا أملك 400 دونم أرض أزرع نصفها بطاطا والنصف الآخر حشيشة".

وطالب مرارًا بتشريع زراعة الحشيشة موجهًا رسالة إلى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط قائلاً، "يا ريت عندنا جنبلاط في المنطقة لأن أهل الجبل مرتاحون معه وليسوا جائعين"، مضيفًا بتهكم "في حال أعطينا النواب في المجلس صواريخ حشيشة لما كانوا خرجوا من المجلس إلا متفقين وانتخبوا رئيسًا للجمهورية".

واتهم زعيتر "جميع رجال السياسة بتعاطي الحشيشة والكوكايين".

واعترف أنه أثناء حرب تموز 2006 "كنت أتعاطى المخدرات وأقاوم في الوقت نفسه"، متسائلاً عن سبب عدم وجود "مكتب لمكافحة المخدرات في المطار، وكل يوم نسمع عن اعتقال كمية من المخدرات فيه لكننا لم نعلم يومًا من هو صاحب هذه المخدرات المستوردة". وأكّد زعيتر في رد على سؤال أنه "يوم تتغيّر هذه الحكومة، ويصبح الشعب اللبناني راضيًا عن دولته، ويتم تغيير القانون الأعوج الذي يسود الآن، سأكون أول من يسلّم نفسه إلى القضاء الذي أحترمه".
&