بوغوتا: يوجه رفض اتفاق السلام بين الحكومة الكولومبية ومتمردي "القوات المسلحة الثورية الكولومبية " (فارك) في استفتاء الاحد ضربة قاضية للاتفاق الذي كان يفترض ان يضع حدا للنزاع المستمر منذ 52 عاما وكان يتالف من ستة فصول رئيسية.

بات انتهاء نزاع استمر اكثر من نصف قرن بين الحكومة الكولومبية ومتمردي "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) مرتبطا بامر واحد فقط هو نجاح الاستفتاء الذي سيجري بشأنه.

وكان اتفاق السلام سينظم نزع سلاح مقاتلي فارك البالغ عددهم 5765 شخصا وتحولهم الى حزب سياسي.

على مر العقود، اوقع النزاع اكثر من 260 الف قتيل و45 الف مفقود و6,9 ملايين نازح.

يتألف الاتفاق الذي وقع برعاية كوبا والنروج، البلدين الضامنين له، وبمواكبة فنزويلا وتشيلي وبدعم من الامم المتحدة والولايات المتحدة والبابا فرنسيس، من ستة فصول:

إنهاء المواجهات

في 29 أغسطس دخل حيز التنفيذ اول وقف لاطلاق النار ثنائي ونهائي تحققت منه آلية ثلاثية تضم الحكومة الكولومبية و"فارك" وبعثة من الامم المتحدة.

يشمل انهاء القتال نزع اسلحة المتمردين المقاتلين باشراف الامم المتحدة وضمانات امنية للمقاتلين السابقين، والتزام الحكومة مكافحة العصابات المسلحة الناشئة عن قوات شبه عسكرية يمكن ان تحاول السيطرة على معاقل "فارك".

وكان يفترض ان تقام في الاجمال 23 منطقة امنية وثمانية مخيمات من اجل تسريح المقاتلين. وسيخرجون منها بلا سلاح بعد 180 يوما على الاكثر من توقيع اتفاق سلام.

تعويضات للضحايا

في ديسمبر 2015، اعلن الطرفان واحدا من اكثر الاتفاقات تعقيدا لتقديم تعويضات الى ضحايا "فارك" ومعاقبة المسؤولين عن انتهاكات خطيرة.

في هذا الاطار، كان سيتم انشاء محاكم خاصة لمحاكمة المتمردين وعناصر الدولة المتورطين في جرائم مرتبطة بالنزاع.

وفي المجموع، كان سيحاكم 48 قاضيا بينهم عشرة اجانب هؤلاء الاشخاص المتورطين في جرائم خطيرة مثل عمليات خطف واغتصاب وتهجير قسري او تجنيد قاصرين.

تهريب المخدرات

اعتبارا من ثمانينات القرن الماضي، سمح تهريب المخدرات بتأجيج النزاع. في ايار/مايو 2014 ابرم متمردو "فارك" اتفاقا مع حكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس لانهاء الزراعات غير المشروعة في مناطق نفوذهم.

ومن المقرر ان تواصل السلطات مكافحة تهريب المخدرات لكنها ستعرض مصادر بديلة للدخل على المزارعين وبرنامجا للصحة العامة.

سياسة بلا أسلحة

ينص الاتفاق على ان تلقي "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" السلاح وتتحول الى حزب سياسي.

كما تعهدت الحكومة تخصيص مقاعد مباشرة وموقتة في الكونغرس لـ "فارك"، مع اقامة دوائر خاصة للسلام في المناطق التي طالها النزاع بشكل خاص، حيث يمكن انتخاب اعضاء لا يمثلون احزابا تقليدية.

وكان يفترض ان يستفيد ممثلو "فارك" من الضمانات الامنية لتجنب تكرار الفصول الدامية التي سجلت في نهاية ثمانينات القرن الماضي عندما اغتيل نحو ثلاثة آلاف ناشط في "الاتحاد الوطني" وهو واجهة سياسية انبثقت من محاولة سابقة للتوصل الى السلام.

إصلاح زراعي

كان الدفاع عن الفلاحين الفقراء وضحايا عنف الدولة وكبار ملاك الاراضي سبب نشوء حركة التمرد في 1964.

في مايو 2013، توصلت "فارك" الى اتفاق مع الحكومة ينص على توزيع اراض والحصول على قروض واقامة خدمات اساسية في مناطق النزاع. سيتطلب تمويل هذا الشق من الاتفاق استثمارات بملايين الدولارات على الامد الطويل.

المصادقة على اتفاق السلام النهائي

كان يفترض ان تتم المصادقة على الاتفاق المؤلف من 297 صفحة عبر استفتاء اراده سانتوس لاضفاء شرعية اكبر على اتفاق السلام. وكانت الحكومة ومتمردو فارك اعلنوا قبلا انه في حال التصويت ب"لا" على اتفاق السلام، فانهما لن يخوضا مفاوضات جديدة.