إيلاف من القاهرة:&نفت مصر الإتهامات الإثيوبية بدعم المعارضة في إقليم الأورمو، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد، اليوم الإثنين، إن "مصر تؤكد على الاحترام الكامل للسيادة الإثيوبية وعدم تدخلها في شؤونها الداخلية".

وأضاف في تصريح رسمي، إن "مصر تجرى حاليًا اتصالات رفيعة المستوى بين البلدين، للتأكيد على أهمية الحفاظ على الزخم الإيجابي والمكتسبات،التي تحققت في العلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية، وضرورة اليقظة أمام أي محاولات تستهدف الإضرار بالعلاقات الأخوية بين حكومتي وشعبي مصر وإثيوبيا"، مشيراً إلى أن "الاتصالات الجارية تعكس إدراكاً مشتركاً لخصوصية العلاقة بين البلدين والمصالح والمصير المشترك بينهما".

وفي محاولة لإحتواء الخلافات مع إثيوبيا، استقبل رئيس مجلس النواب، الدكتور على عبدالعال، السفير الإثيوبي بالقاهرة، محمود ديرير، وأكد عبدالعال خلال اللقاء، حرص مصر على تنمية إثيوبيا بقدر حرصها على الحياة للشعب المصري، مشددًا على ضرورة فتح آفاق أرحب للعلاقات بين البلدين الشقيقين على كل الأصعدة، خاصة على الصعيد البرلماني.

رسمياً، وجهت إثيوبيا إتهامات إلى مصر بدعم المعارضة التي وصفها بـ"المسلحة"، وقال المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، جيتاتشو رضا، في مؤتمر صحفي بعد الإعلان، مساء أمس الأحد، عن فرض حالة الطوارئ في البلاد: "هناك دول متورطة بشكل مباشر في تسليح تلك العناصر وتمويلها وتدريبها".

نزاع حدودي

وأضاف المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، إن "إريتريا التي لها نزاع حدودي قديم مع إثيوبيا، ومصر التي لها نزاع مع أديس ابابا بشأن اقتسام الحقوق المائية في نهر النيل، لهما علاقة بدعم العصابات المسلحة"، على حد قوله.

واستدرك قائلًا: "من المحتمل أن تلك العناصر التي تؤيد المسلحين في الداخل تعمل دون دعم حكومي رسمي وليست أطرافا رسمية".

وعرض التليفزيون الإثيوبي، الأسبوع الماضي، مقطع فيديو قال إنه لاجتماع معارضين من "جبهة تحرير الأورومو"، المحظورة في إثيوبيا عُقد في القاهرة، ووجّه اتهامات لمصر بدعم المعارضة وزعزعة الاستقرار بإثيوبيا.

ويظهر& الفيديو احتفالية نظمتها الجالية الأورومية في مصر، بمناسبة "يوم جيش تحرير أورومو"، في يناير الماضي. وتحدث فيها رئيس الجالية الأورومية، عبدالله جمال، عما وصفه بـ"الثورة التي يقودها شباب الأورومو ضد النظام الإثيوبي"، وطالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الثورة. على حد تعبيره.

وتحدث ناشط حقوقي يدعم محمد عبد النعيم، رئيس المنظمة الوطنية المتحدة لحقوق الإنسان المصرية، أثناء مشاركته في احتفالية، وقال إن "أورومو ومصر إيد واحدة.. تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر"، مشيرا إلى أنه يبعث بـ"رسالة تهنئة إلى رئيس جبهة تحرير أورومو، داود ابسا، بهذه المناسبة السعيدة، يوم جيش تحرير أورومو".

ونظم عبد النعيم مع نشطاء من الأرورمو وقفة احتجاجية في مايو 2014، أمام جامعة الدول العربية، للتضامن شعب الأورومو ضد عمليات التهجير القسري من مناطقهم.

واستدع وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية، برهاني كرستوس، السفير المصري في أديس أبابا، لـ"للاستفسار عن حقيقة ما تم تداوله من مقاطع مصورة تُظهر شخصاً يتحدث باللهجة المصرية مع تجمع يعتقد البعض بأنه من المنتمين لعرقية الأورومو في إثيوبيا".

فتنة

وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن السفير المصري في لقائه مع المسؤول الإثيوبي أكد أن مصر "لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، لا سيما الدول الشقيقة مثل إثيوبيا، وأن ما تم تداوله من مقاطع مصورة أو أخبار مرسلة لا تمت للواقع بصلة، وأنه لا يجب استبعاد وجود أطراف تسعى إلى زرع الفتنة والوقيعة بين مصر وإثيوبيا".

ووصفت العلاقات المصرية الإثيوبية بأنها "تشهد خلال الأشهر الأخيرة تطوراً ملحوظاً، وبناء ثقة في العلاقات، تأسيساً على المصالح المشتركة بين البلدين والعلاقات التاريخية على مستوى الشعبين"، مشيرة إلى أن "اللقاء الذي جمع بين السفير المصري ووزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية عكس إدراكاً مشتركاً لأهمية الحفاظ على الزخم الإيجابي في العلاقات الثنائية، وعدم إتاحة الفرصة لأي طرف للوقيعة بين البلدين".

ويشهد إقليم أوروميا احتجاجات منذ شهر ديسمبر 2015، احتجاجًا على خطط حكومية تهدف إلى تهجير سكان الإقليم، وشهدت المظاهرات أعمال عنف واسعة، وتجدد الاحتجاجات خلال "مهرجان إريشا"، في مدينة "دبرزيت" التابعة للإقليم الإسبوع الماضي، ووقعت اشتباكات مع الشرطة الإثيوبية، وقتل 56 شخصاً، واتهمت المعارضة الأورومية قوات الأمن بقتلهم باستخدام الرصاص الحي.

ويتمتع إقليم أوروميا بحكم ذاتي،& وتمثل "الأورومو" أكبر القوميات في إثيوبيا، بنسبة 38 بالمائة، السكان البالغ عددهم نحو 94 مليون نسمة.