بيروت: عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، الاثنين، عن ترحيب المملكة بتحرير بلدة دابق السورية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. حسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس).

وأشاد المصدر بما حققه الجيش السوري الحر مدعومًا بالقوات التركية ضمن عمليات "درع الفرات" من انتصار على التنظيم الإرهابي بتحرير دابق.

واعتبر المصدر هذا الانتصار ضربة جديدة ضد تنظيم داعش لما تحمله البلدة من بُعد رمزي للتنظيم الإرهابي، وخطوة مهمة في طريق دحر الإرهاب.

وتحظى بلدة دابق، التي تمكنت فصائل سورية معارضة بدعم تركي من استعادة السيطرة عليها الاحد، بأهمية رمزية كبيرة لدى تنظيم الدولة الاسلامية.&

وتفيد نبوءة قديمة وردت في أحاديث ثابتة للنبي محمد بأن حشدًا من الكفار يرفع 80 راية ويواجه جيش المسلمين عند بلدة دابق السورية، في ملحمة يقتل فيها العديد من المسلمين لكنهم في نهاية المطاف ينتصرون قبل أن تحل القيامة.

ولا تتمتع البلدة بحد ذاتها بأي اهمية استراتيجية تذكر، مقارنة مع المدن الاستراتيجية الكبرى التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية كالرقة في سوريا أو الموصل في العراق المجاور.

ولكن مع شن التحالف الدولي بقيادة اميركية منذ صيف 2014 ضربات جوية على مواقع التنظيم وتحركاته في سوريا والعراق، تزامنًا مع سيطرة التنظيم على دابق في اغسطس من العام ذاته، ازدادت الاهمية الرمزية للبلدة لدى الجهاديين.

ووسط مؤيدي التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، باتت دابق رمزًا لمعركة "الجهاديين" ضد الغرب، خصوصًا مع اطلاقهم تسمية "الصليبيين الجدد" على واشنطن وحلفائها في التحالف الدولي.

وعلى الرغم من&أن هناك اكثر من رواية للنبوءة المتعلقة بمعركة دابق، لكنها تشترك كلها في الحديث عن معركة كبرى بين جيش المسلمين وقوات الكفار.

ويفسر مناصرو تنظيم الدولة الاسلامية العديد من الاحداث باعتبارها ادلة اضافية على قرب تحقق هذه النبوءة.

ويواظب البعض منهم على احصاء عدد الدول التي انضمت الى التحالف الدولي، والبالغ 64 دولة حاليًا، بانتظار بلوغها 80 دولة، في دلالة على الثمانين راية الواردة في النبوءة.

وعندما انضمت تركيا الى القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية، رأى مؤيدون للتنظيم في تلك الخطوة دليلاً جديدًا على قرب تحقق النبوءة التي تشير بعض الصياغات المتعلقة بها الى أن جيش المسلمين سيتقدم بعد المعركة الكبرى في دابق للسيطرة على القسطنطينية، التي كانت عاصمة الدولة البيزنطية واصبحت اليوم اسطنبول.

وتقع دابق في ريف حلب الشمالي، على بعد نحو 38 كيلومترًا عن مدينة حلب، وهي قريبة من الحدود مع تركيا. وتعد بلدة صغيرة تتميز بمنازلها الطينية وبالسهول الزراعية التي تحيط بها.

وشهدت هذه المنطقة في 24 اغسطس 1516 معارك طاحنة بين العثمانيين آنذاك بقيادة السلطان سليم الاول والمماليك الذين حكموا مصر، انتهت بانتصار العثمانيين وسيطرتهم على مساحات واسعة.

وبعد 500 عام تماماً على هذه المعركة، بدأت تركيا في 24 اغسطس هجومًا بريًا غير مسبوق في شمال سوريا، لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من المنطقة الحدودية.

وتزامنًا مع حشد الفصائل المقاتلة المدعومة من انقرة مقاتليها في الايام الاخيرة للتقدم نحو دابق، اورد التنظيم في نشرته "النبأ" التي اصدرها الخميس، ان "هذا الكر والفر في دابق وما حولها +معركة دابق الصغرى+ ستنتهي بملحمة دابق الكبرى".

ولعبت النبوءة دورًا في ايديولوجية التنظيم منذ نشأة تنظيم القاعدة في العراق بقيادة ابو مصعب الزرقاوي.

ويستخدم التنظيم في مقاطع الفيديو الترويجية التي ينشرها تسجيلاً صوتيًا للزرقاوي الذي قتل في غارة اميركية في العراق في العام 2006 يتحدث فيه عن المعركة الحاسمة في دابق قائلاً "ها هي الشرارة قد انقدحت في العراق وسيتعاظم اوارها باذن الله حتى تحرق جيوش الصليب في دابق".

أبرز هزائم "داعش" في سوريا والعراق

يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الذي تم طرده من بلدة دابق السورية الاحد على مناطق شاسعة في العراق وسوريا لكنه مني بنكسات كبيرة في هذين البلدين.

وتقلصت مساحة مناطق سيطرته بنسبة 16% منذ بداية العام الى 68 الف كلم مربع، حسب ما اعلن اوائل اكتوبر مكتب "آي اتش اس" الاميركي للدراسات. وكان التنظيم المتطرف خسر& في عام 2015 ما لا يقل عن 14% من مناطقه، وفقًا للمصدر ذاته.

-سوريا-

- كوباني: مدينة كردية على الحدود مع تركيا في شمال سوريا. وقد باتت رمزاً للقتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية بعدما خاض المقاتلون الاكراد معارك عنيفة دامت اكثر من اربعة اشهر لينجحوا اخيرًا في يناير 2015 في طرد الجهاديين منها بدعم للمرة الاولى من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

- تل ابيض: تقع ايضًا على الحدود مع تركيا في ريف الرقة الشمالي، وقد سيطر عليها الاكراد في يونيو العام 2015. مدينة مهمة على خط الامداد الرئيسي ونقطة عبور للاسلحة والمقاتلين بين تركيا ومدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الاسلامية الابرز في سوريا.

- تدمر: سيطر التنظيم المتطرف على "عروس البادية" التي تبعد مسافة 200 كم عن دمشق باتجاه وسط سوريا في مايو 2015 وعمد الى تدمير الكثير من آثارها المدرجة على لائحة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، بينها معبدا بل وشمين. وبدعم من الطيران الحربي الروسي، تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على تدمر في 27 مارس 2016.

- منبج: استعادتها قوات سوريا الديموقراطية، التحالف الكردي العربي المدعوم من الاميركيين، في السادس من اغسطس 2016 &بعد ان خضعت لسيطرة التنظيم الجهادي العام 2014 . وكانت تعد احد ابرز معاقله في محافظة حلب خصوصا انها على خط الامداد الرئيسي الذي كان متبقيًا للجهاديين بين الرقة والحدود التركية.

- جرابلس: تقع مباشرة على الحدود التركية، غرب كوباني وشمال منبج. طردت القوات التركية والفصائل المقاتلة السورية التنظيم المتطرف منها في 24 اغسطس 2016 في اطار عملية "درع الفرات" التي تشنها القوات التركية ضد الجهاديين والمقاتلين الاكراد على حد سواء.

- الحدود التركية السورية: في الرابع من سبتمبر طردت القوات التركية والفصائل المدعومة منها تنظيم الدولة الاسلامية من آخر منطقة واقعة تحت سيطرته على الحدود بين البلدين.&

-دابق: سيطرت فصائل سورية معارضة مدعومة من انقرة في 16 اكتوبر على بلدة دابق الحدودية مع تركيا، والتي لها اهمية رمزية لدى التنظيم، وعلى بلدة صوران المجاورة.&

-العراق-

- تكريت : في 31 مارس 2015 اعلنت القوات العراقية استعادة مدينة تكريت الواقعة على بعد 160 كيلومترًا شمال بغداد، بعد ان شنت اكبر عملية لها منذ هجوم الجهاديين في يونيو 2014 الذي سمح لهم بالسيطرة على مساحات واسعة من البلاد. وشاركت واشنطن وطهران من خلال قوات الحشد الشعبي في عملية القوات العراقية.

- سنجار : في 13 نوفمبر 2015 ، استعادت القوات الكردية مدعومة بغارات جوية لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن مدينة سنجار (شمال) من الجهاديين قاطعة بذلك طريقًا استراتيجيًا يستخدمه الجهاديون بين العراق وسوريا. وكان التنظيم استولى على سنجار في اغسطس 2014، وارتكب فظائع بحق السكان وغالبيتهم العظمى من الاقلية الايزيدية.

- الرمادي : في 9 فبراير 2016 تمت استعادة مدينة الرمادي السنية على بعد 100 كلم غرب من تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر عليها في مايو 2015.

- الفلوجة : اولى المدن التي سيطر عليها التنظيم الجهادي مطلع العام 2014. واعلن الجيش العراقي استعادة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد)، في 26 يونيو 2016 بعد شهر على شن هجوم فر خلاله عشرات آلاف السكان من المدينة.

- القيارة : في 9 يوليو 2016 ، سيطرت القوات العراقية مدعومة من قوات التحالف الدولي على قاعدة جوية مهمة قرب القيارة التي تبعد مسافة 60 كلم جنوب الموصل وفي 25 اغسطس طردت القوات العراقية التنظيم المتطرف من البلدة استعدادًا لمعركة الموصل، آخر معاقل الجهاديين الرئيسية في العراق.

- الشرقاط: اعلنت القوات العراقية في 22 سبتمبر استعادة السيطرة على الشرقاط التي تحظى بأهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لمعركة الموصل، كونها تقع على طريق الامداد الرئيسي الى بغداد التي تبعد عنها مسافة 260 كلم. والشرقاط آخر معاقل الجهاديين في محافظة صلاح الدين.