نصر المجالي:&في إطار الحرب الدبلوماسية بين لندن وموسكو في شأن الأزمة السورية، والتصريحات النارية من حلا الجانبين تحاه الآخر، رئيسة تحرير شبكة (روسيا اليوم ـ RT)، انتباه متابعي حسابها في "تويتر" إلى غلاف العدد الأخير لمجلة "سبكتيوتر" البريطانية المحافظة الذي يظهر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونشرت مارغاريتا سيمونيان، رئيسة تحرير شبكة (روسيا اليوم ـ RT) غلاف المجلة في حسابها وعلقت عليه قائلة: "لا يمكنكم أن تتجاهلوا هذا الغلاف لأقدم مجلة أسبوعية في بريطانيا".

ونشرت (سبكتيتور/ المشاهد The Spectator) موضوعين تحليليين للكاتبين بول وود ورود ليدل تحت عنوان "بوتين في مواجهة العالم"، وقالت (روسيا اليوم) إنه من اللافت أن صورة بوتين على الغلاف كانت تحت عنوان وهي تحاكي أشهر لوحة سوفياتية تدعو للالتحاق بالجيش الأحمر لقتال العدو النازي، أيام الحرب العالمية الثانية.&

الوطن الأم يناديكم

وقال موقع (روسيا اليوم) الذي كانت لندن جمدت أرصدته قبل ثلاثة أيام، إنه كان أطلق على هذه اللوحة الشهيرة التي رسمها فنان سوفيتي جورجي، اسم "الوطن الأم يناديكم"، وتظهر فيها امرأة ترتدي ملابس حمراء ومنديلا أحمر وتمسك في يدها اليمنى بنص اليمين العسكرية وبيدها اليسرى تشير إلى صف البنادق وراءها.

وقالت أوكسانا شفانديوك المعلقة في (روسيا اليوم): لكن رسام المجلة البريطانية وضع في مكان "الوطن الأم" بوتين وهو يبدو في الصورة غير إنساني ومتحجر القلب، وبيده بدلا من نص اليمين العسكرية، حاسوب لوحي يظهر صفحة قناة RT.

تساؤل

وتساءلت الكاتبة الروسية قائلة: من غير الواضح ماهي العلاقة بين RT& التي تظهر كسلاح بيد بوتين وموضوع المقال الرئيسي للمجلة الذي كتبه الصحفي بول وود المتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وفي مقاله يستعرض الكاتب مخاوف دول البلطيق من احتمال التوغل العسكري الروسي في أراضيها ومدى استعداد الغرب للتصدي لمثل هذا التوغل المزعوم، نظرا لما تملكه روسيا من قدرات نووية. ويقارن الكاتب بين مختلف الآراء حول واقعية مثل هذا السيناريو، وهو يعتمد على تعليقات من ساسة في دول البلطيق، وجنرالات أمريكيين وسياسيين محليين، وأقوال بعض الصحف الروسية.

وفي ختام المقال يتساءل بول وود حول الأسباب الحقيقية وراء التدريبات العسكرية الروسية على الحدود مع دول البلطيق، والتي تأتي ردا على التدريبات المكثفة لحلف الناتو في هذه المنطقة، مع مواصلة الحلف تقريب بنيته التحتية العسكرية من أراضي روسيا.

ويتساءل الكاتب قائلا: "هل هو مجنون فعلا أو يدور الحديث عن تمثيل مقنع؟ وربما نحن لن نعرف الفرق حتى فوات الأوان".

وتشير (روسيا اليوم) إلى أن نشر العدد الأخير للمجلة والذي سيصدر رسميا يوم السبت 22 تشرين الأول/ أكتوبر، جاء على خلفية النقاش حول إغلاق أرصدة قناة RT في بريطانيا، وهي كلها كانت في حسابات بمصرف "بنك ويستمنستر الوطني The National Westminster Bank".

نأي بريطاني&

&وتقول القناة الروسية إن الحكومة البريطانية تصر على النأي بنفسها عن القضية، كما تصر على أن القرار بشأن إغلاق الحسابات قرار داخلي للمصرف. لكن موسكو تتهم لندن بمحاولة قمع صوت قناة RT الروسية، وتعتبر هذه الخطوة امتدادا لسياسة الغرب الإعلامية الرامية إلى تصوير روسيا كعدو يهدد العالم، في الوقت الذي يبادر فيه حلف الناتو إلى زيادة التوتر بنشر أسلحته وعناصر درعه الصاروخية قرب حدود روسيا، وهو أمر يضطر موسكو لاتخاذ خطوات معينة للدفاع عن أمنها القومي.

وفي مقال آخر، نشر في مجلة (سبكتيتور) البريطانية، قدم الصحفي المخضرم رود ليدل موقفا مختلفا تماما، إذ انتقد بشدة الحرب الدعائية التي تشنها وسائل الإعلام الغربية على روسيا، والتي يشارك فيها بنشاط سياسيون عسكريون.

وذكر بأنه عندما "اعلن ريغان (في عام 1984) إننا سنبدأ القصف في غضون 5 دقائق، كان من الواضح للجميع أنه كان يمزح".

وتابع: "أما الآن، عندما يطالب نائب مضطرب عقليا من حزب المحافظين البريطاني بالشروع في إسقاط المقاتلات الروسية، فمن الواضح للجميع أنه لا يمزح، لكنه ببساطة شخص أحمق وخطير".

الجبهة الأمامية&

وأشار إلى أن قناة RT أصبحت اليوم على خطوط الجبهة الأمامية، على خلفية فضيحة إغلاق أرصدتها في بريطانيا. وذكر بأن الغرب لم يقدم أبدا على مثل هذه الخطوة تجاه صحيفة "برافدا" السوفيتية، رغم اشتداد الحرب الباردة.

وأعاد إلى الأذهان أن الحكومة البريطانية، في خضم الفضيحة، تنفي أي دور لها في قرار المصرف إغلاق أرصدة القناة، لكن متحدثا باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي، بعد تأكيده على موقف لندن هذا، قال: "بشكل عام، هل نريد أن نكون واثقين من عدم انتشار الأنباء الكاذبة؟ طبعا، نريد!".

جانب من غلاف (سبكتيتور)

&

دعوة ماي&

يذكر أن رئيس الوزراء البريطانية، تيريزا ماي دعت&الخميس&الاتحاد الأوروبي إلى رد "قوي وموحد" على "الفظائع" التي ترتكبها روسيا في سوريا، وذلك لدى وصولها إلى بروكسل حيث تشارك للمرة الأولى في قمة للاتحاد الأوروبي.&

وقالت ماي للصحافيين "يجب أن نظهر رداً أوروبياً قوياً وموحداً في مواجهة العدوان الروسي". وأضافت "من المهم أن نعمل معاً من أجل مواصلة الضغط على روسيا لوقف جرائمها الوحشية والفظائع المروعة في سوريا".

وأشارت ماي إلى أن لديها "رسالة واضحة" لقادة الاتحاد الأوروبي الآخرين بأن بريطانيا ستواصل الاضطلاع بدورها في الاتحاد إلى حين انسحابها الرسمي منه، وذلك عقب نتيجة الاستفتاء الذي أجري في يونيو الماضي. وأوضحت "بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي، لكننا سنستمر في لعب دور كامل حتى خروجنا منه، وسنكون شريكاً قوياً يمكن الاعتماد عليه بعد خروجنا".

واعتبرت أن "من مصلحة كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي أن نواصل العمل معا بشكل وثيق، بما في ذلك في هذه القمة".

دولة مارقة&

وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون حذر روسيا من أنها تخاطر بالتحول إلى دولة مارقة إذا واصلت قصف أهداف مدنية في سوريا، داعيا للتظاهر أمام السفارة الروسية في لندن.

وقال جونسون الثلاثاء الماضي، خلال نقاش في البرلمان حول قصف مدينة حلب السورية "إذا استمرت روسيا على نهجها الحالي أعتقد أن هذا البلد العظيم معرض لخطر أن يصبح دولة مارقة" مشيرا إلى أن القوى الدولية يتعين عليها فعل المزيد لمعاقبة موسكو من خلال فرض عقوبات.

وتابع قوله "كل الأدلة المتاحة تشير إلى مسؤولية روسية عن هذا العمل المروع" في إشارة إلى هجوم على قافلة مساعدات إنسانية.

&