عشرات الأشخاص قتلوا في شرق حلب بسبب قصف قوات الحكومة

رفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاقتراحات التي تقول إن روسيا قد تواجه تهما بارتكاب جرائم حرب بسبب قصف مدينة حلب.

وقال بوتين لوسائل إعلام فرنسية إن تلك الاتهامات "كلام خطابي" لا يأخذ في الاعتبار الوقائع في سوريا.

وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، قد أشار إلى أن الغارات الجوية الروسية على حلب قد تبلغ حد جرائم الحرب.

وتتعرض المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في شرق المدينة للقصف مرة أخرى بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.

وعلى الرغم الاتهامات المتبادلة بشأن الطرف الذي أدى إلى فشل الاتفاق، فقد اتفقت روسيا والولايات المتحدة الأربعاء على استئناف المحادثات بشأن سوريا.

وسيلتقي وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، نظيره الأمريكي، جون كيري، وممثلين عن القوى الكبرى في المنطقة في سويسرا السبت.

وعبر مندوب روسيا في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، عن أمله في إحراز بعض التقدم في المحادثات، لكنه أقر بأنها ستكون صعبة.

وقال في مقابلة مع بي بي سي في نيويورك أجرتها ليس دوسيت كبيرة المراسلين الدوليين، إن هناك فوضى دولية الآن بشأن كيفية إنهاء القتال.

ورفض تشوركين كذلك الادعاءات بأن روسيا ارتكبت جرائم حرب في شرق حلب، لكنه عبر عن الأسف الشديد بسبب إصابات المدنيين. وقال إن تلك الإصابات لو كانت بسبب قصف بلاده، فإن هذا سيكون عبئا نفسيا ثقيلا على روسيا.

روسيا تقول إنها تستهدف الإرهابيين وستلاحقهم في سوريا

وقال بوتين لمحطة تي إف 1 الفرنسية إن روسيا ستلاحق "الإرهابيين" حتى لو اختبأوا بين المدنيين.

وأضاف "لا يمكن أن نسمح للإرهابيين باستخدام الناس دروعا بشرية، وتهديد العالم كله"، قائلا إن موت المدنيين هو "حقيقة محزنة للحرب".

ووصف الادعاءات بأن الغارات الروسية على شرق حلب تبلغ حد جرائم الحرب بأنها "خطابة سياسية لا تعني الكثير، ولا تأخذ في الاعتبار الوقائع في سوريا. وأنا مقتنع تماما بأن حلفاءنا الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، هم المسؤولون عن الوضع."

وقد اتهمت روسيا الولايات المتحدة بدعم المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة سرا في سوريا، من أجل الإطاحة بالرئيس السوري، بشار الأسد. لكن الولايات المتحدة رفضت هذا الادعاء.

وكان الرئيس الروسي بوتين قد أجل زيارة مقررة له لفرنسا بعد إصرار الرئيس الفرنسي هولاند على أن تقتصر المحادثات بينهما على سوريا.

كما أثار غضب موسكو القرار الفرنسي-الأسباني في مجلس الأمن الدولي بشأن حلب في نهاية الأسبوع، والذي استخدمت روسيا ضده حق النقض عند عرضه.

الأمم المتحدة ناشدت بوقف العنف للسماح بدخول المساعدات للمناطق المحاصرة

وقال بوتين "إنهم قدموا مشروع القرار وهم يعلمون أنه لن يمر ... من أجل إثارتنا لاستخدام الفيتو. لماذا؟ كان الهدف هو إشعال الوضع وإثارة هستيريا حول روسيا."

ولا تزال روسيا تنفي أي هجوم من جانبها على المدنيين، قائلة إنها تستهدف الجماعات الإرهابية في سوريا.

غير أن هولاند قال أوائل هذا الأسبوع: "هؤلاء أناس هم اليوم ضحايا جرائم حرب. ومن ارتكبوا هذه الأعمال عليهم أن يواجهوا مسؤولية أفعالهم، حتى في المحكمة الجنائية الدولية."

وليست روسيا ولا سوريا عضوين في المحكمة الجنائية الدولية.

وكانت واشنطن قد أوقفت جميع المفاوضات مع موسكو قبل تسعة أيام وسط توتر شديد بسبب الفشل في الحفاظ على الهدنة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن كيري سيناقش في محادثات السبت "نهجا متعدد الأطراف" لإنهاء الأزمة، "ومن ذلك وقف دائم للعنف واستئناف توصيل المساعدات الإنسانية."

ويحضر المحادثات قوى إقليمية رئيسية، هي السعودية، وتركيا، ويتوقع أيضا حضور إيران المحادثات في لوزان.

ويتبع كيري المحادثات في سويسرا برحلة إلى لندن الأحد.

وكانت الأمم المتحدة قد ناشدت الأطراف بوقف العنف للسماح للمساعدات بالدخول إلى المناطق المحاصرة.