القوات

تواصل القوات العراقية عملياتها العسكرية لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية

مع تواصل العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، انتقل عدد من الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية للحديث عن مستقبل مدينة الموصل والتساؤل بشأن مآلها حال نجاح القوات العراقية في استعادتها من مسلحي تنظيم المذكور.

وقدم عدد من كتاب مقالات الرأي في هذه الصحف تصورات شخصية عن مستقبل هذه المدينة التي عانت كثيرا من سيطرة المسلحين عليها وتعاني من آثار الحرب والعمليات العسكرية الجارية في مناطقها.

واستبق البعض منهم نتائج هذه العمليات ليتحدث عن مخاوف من عودة التناحر بين الفرقاء في العملية السياسية بعد استعادة المدينة.

وفي هذا السياق عبر محمد عاكف جمال في صحيفة البيان الإماراتية عن قلقه على "المستقبل السياسي لمدينة الموصل بعد تحريرها"، مضيفاً: "هناك مخاوف حقيقية من أن غياب رؤية موحدة وواضحة لإدارة المدينة بعد تحريرها قد يؤدي إلى عودة التناحر للسيطرة عليها في ما بعد، فالفرقاء العراقيون لا يحفلون بغير حجم النفوذ، الذي سيُستقطع لصالحهم بعد هزيمة داعش".

ويضيف جمال: "وتبقى الإشكالية الأكثر خطورة هي تهميش عشائر المنطقة، وتقزيم دورها في المعركة، وما لذلك من تداعيات على مستقبل المدينة بعد التحرير، فالتعهدات الحكومية لهذه العشائر بالتسليح والمشاركة لم تتعد كونها مجرد تطمينات لم تسفر عن شيء يتعدى إشراك نفر ضئيل منها استكمالاً لديكور المعركة".

وفي الإطار ذاته، يقول حسن شكري فلفل في الوطن القطرية: "سوف تحرر الموصل من قبضة داعش، وتبقى تبعات هذا التحرير التي نرجو أن تتفادى الترتيبات المأساوية التي شهدها العراق بعد الغزو الأمريكي لأراضيه ربيع العام 2003، والأحداث الدموية التي شهدها هذا البلد العربي العام 2007".

كما يشير طارق الدليمي في السفير اللبنانية إلى وجود أجواء "تشويش طوائفي وعرقي لطبيعة المعركة، وكأنها ليست استعادة لمدينة عراقية عربية وجوهرية في جغرافية الوطن السياسية، وإنما كونها 'غنيمة حرب' وسخة، وأنها جزء من 'حرب أنفال' إقليمية ـ دولية يقودها قراصنة العرقيات والمذاهب والطوائف المتصارعة في بلاد الرافدين العربية".

وفي القبس الكويتية، يؤكد عبد الزهرة الركابي أن استعادة الموصل "هي مسألة وقت لا أكثر"، مشيراً إلى وجود ما يسمى بـ "التداخلات المعقدة" التي ستؤثر على مستقبل المدينة بعد "التحرير".

"مؤتمر الشباب المصري"

كما اهتمت غالبية الصحف المصرية بالمؤتمر الوطني الأول للشباب، والذي اختتم أعماله يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول في مدينة شرم الشيخ.

وتحت عنوان "الشباب مواطنون وليسوا أبناءك"، ينتقد عمر الهادي في المصري اليوم الرئيس عبدالفتاح السيسي لمخاطبة الشباب والشابات في مصر بالقول "بناتي وأبنائي"، حيث يقول "مرة أخرى تعود نظرية الرئيس الأب التي ساهمت في تدمير مصر لعقود طويلة. شباب مصر ليسوا أبناء لأحد سوى آبائهم وأمهاتهم. هم مواطنون مكتملو الحقوق والواجبات. يؤدون ما عليهم تجاه وطنهم وأوله 'ضريبة الدم'، والرئيس مسؤول منتخب يدير السلطة التنفيذية ويخدم مصالح المواطنين وفق الدستور والقانون لفترة محددة".

الرئيس

الرئيس السيسي حضر مؤتمرا للشباب في شرم الشيخ لمدة ثلاثة أيام

ويشدد الهادي على أن "شباب مصر ثاروا من أجل الحرية والكرامة وبناء دولة مدنية حديثة، ووجود رئيس يخاطبهم بأبنائي وبناتي ويتفضل بمنحهم بعض حقوقهم إهانة لهم"، مضيفاً "نريد رئيساً في دولة مدنية حديثة ولا نريد أباً أو زعيماً أو خليفة".

وتحت عنوان "شباب لم يقابلهم الرئيس"، يؤكد مصطفى النجار في الشروق أن "كثيراً من الشباب لم يتحمسوا للمؤتمر بسبب قناعتهم أن هذا مؤتمر للشباب المؤيد للنظام فقط، وأن طريقة اختيار غالبية الحضور تدعم هذا الاتجاه لتؤكد أن هذا مؤتمر المؤيدين، والمؤيدين فقط".

وينتقد النجار ما يصفه بـ "مكارثية" بعض وسائل الإعلام الموالية للحكومة لمحاولاتها ترسيخ فكرة مفادها أن "الشباب المؤيد هو الشباب الوطني المحب لبلاده والشباب المعارض هم الخونة والطابور الخامس الكارهون للوطن"، مختتماً مقاله بالقول: "تخسر دائما السلطة التي لا تسمع سوى مؤيديها. المعارضون السلميون للسلطة لن يحملوا لها المتفجرات ولا المفخخات وإنما بضاعتهم آراء وأفكار ورؤى ومواقف. السلطة الواعية هي التي تحتمى بالمعارضة الحقيقية وليس الديكورية لأنها تفهم أن بقاء النظام واستقراره مرهون بوجود معارضة وصوت مختلف يشير لمواطن الخطر ويتكاتف في لحظات البناء".

ومن جهة أخرى، اشادت الصحف الحكومية بنتائج المؤتمر، حيث تقول الجمهورية في افتتاحيتها إن "شباب مصر الحضارة والأمل والاستقرار والأمان بدأ مرحلة جديدة كلنا فيها شركاء وأوفياء نتباهي بشباب المحروسة وما يملكه من عزيمة وقدرات"، كما تثني على "حرص السيسي علي مشاركة أبنائه الذي يثق في قدراتهم وإخلاصهم ومشاركتهم الحوار وإمدادهم بالحقائق واعتماد حديث المصارحة الذي يدخل القلوب".