دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني المقاتلين في مدينة الموصل لتخليصها من قبضة داعش، إلى الابتعاد عن الثأر والانتقام، وطالبهم بحماية المدنيين، ودعا أهل المدينة إلى التعاون مع القوات الأمنية.. فيما تم إغلاق جميع مساجد مدينة كركوك إلى حين استقرار الاوضاع الأمنية فيها، بعد الهجوم الانتحاري الذي نفذه اليوم انتحاريون للتنظيم.
إيلاف من لندن: قال معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني وخطيب جمعة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبته اليوم التي تابعتها "إيلاف"، إن العراق يشهد حاليًا معركة بين الحق والباطل، حيث يخوض في هذه الايام الخالدة برجال العراق الابطال من الجيش والشرطة الاتحادية والبيشمركة والمتطوعين ورجال العشائر الغيارى معارك العز والكرامة دفاعًا عن الارض والعرض والمقدسات لتحرير مدينة الموصل العزيزة وتخليص اهلها من الارهاب الداعشي البغيض.. محييًا المقاتلين ومباركًا لهم انتصاراتهم داعيًا إلى الله أن "يحققوا النصر على اعدائهم الظلاميين الارهابيين ويرحم الشهداء ويشافي الجرحى".
واضاف: "نؤكد على المقاتلين اتخاذ اقصى حالات الحيطة والحذر في التعامل مع المدنيين والعالقين في مناطق القتال وتوفير الحماية لهم بكل الوسائل".. داعيًا اهل الموصل إلى التعاون مع القوات الأمنية قدر الامكان وتسهيل مهمتها في انقاذهم من سيطرة الارهاب الداعشي.
وشدد على المقاتلين بالقول "على كل المقاتلين الحرص على الالتزام بأقصى الرعاية الانسانية والاسلامية في التعامل مع المعتقلين والاقتصار على الاجراءات القانونية والابتعاد عن الثأر والانتقام".&
وخاطبهم قائلاً: "نحن نعتز بكم ايها الابطال، وقد تصديتم للدفاع عن العراق واهله منذ اكثر من عامين، وكنتم على مستوى هذه المسؤولية فلم تكلوا أو تملوا في تلبية متطلبات المعركة ومواصلة القتال حتى تحقيق اهدافكم بالنصر وقدمتم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وما زلتم تسطرون ملاحم البطولة والفداء في ساحات الحرب، والتي سيسجلها التاريخ بفخر، ونأمل أن تكونوا قد اقتربتم من تحقيق النصر في تخليص العراق من داعش وارهابه ليعود العراق موحداً، ويعود النازحون إلى مناطقهم معززين وتطوى هذه الصفحة الاليمة من تاريخ العراق".
وأكد معتمد السيستاني على ضرورة فتح صفحة جديدة في العراق يسودها الأمن والاستقرار وتتكاتف جميع المكونات لبناء وطنهم، بعيدًا عن الاخطاء والخطايا السابقة، متضامنين موحدين، ولا يسمحون للاجنبي باستغلال خلافاتهم، والتدخل في شؤون بلادهم، كما يحصل الان.&
وفي الثامن عشر من الشهر الحالي، اتهمت منظمة العفو الدولية "أمنستي" الميليشيات الشيعية والقوات الحكومية في العراق بإرتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بما في ذلك جرائم حرب، وذلك بتعريض آلاف المدنيين السنة الفارين من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش للتعذيب والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء وحذرت من تكرار الانتهاكات ضد الفارين من الموصل.
وكان رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي قد اعلن فجر الاثنين الماضي عن انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل الشمالية من قبضة تنظيم داعش، الذي سيطر عليها في يونيو عام 2014.
إغلاق مساجد كركوك والغاء خطب وصلوات الجمعة
أمر رئيس ديوان الوقف السني، عبد اللطيف الهميم، مديرية الوقف السني بغلق جميع جوامع مدينة كركوك العراقية الشمالية إلى حين استقرار الاوضاع الأمنية في المدينة"، بعد هجوم انتحاري شنّه انتحاريو داعش ضد مقار أمنية وحزبية وادارية في المدينة. وقال الوقف السني في بيان إنه بذلك لن تكون هناك صلوات وخطب الجمعة لهذا اليوم.
ومن جهتها، أكدت خلية الإعلام الحربي أن الموقف في كركوك تحت السيطرة وتم تعزيزها بقوات إضافية.
وأشارت الخلية في بيان إلى أنّه في محاولة يائسة لعصابات داعش الإرهابية، استهدفت عناصرها الإجرامية فجر اليوم محافظة كركوك، حيث زجت بعدد من الإرهابيين الانتحاريين على مديرية شرطة كركوك ومركز شرطة العدالة ومركز شرطة دوميز ومقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني ومحطة كهرباء الدبس.&
وأضافت أن القوات الأمنية تصدت لهم وتم قتل اغلب الإرهابيين وفرض حظر التجوال في المدينة لملاحقة الآخرين.
&واعلنت وزارة الكهرباء أن عناصر داعش شنوا هجومًا عند الساعة الخامسة من فجر اليوم على محطة كهرباء الدبس الغازية ومشروع محطة الدبس الجديدة المجاورة لها في محافظة كركوك.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس في تصريح صحافي إن الهجوم أسفر عن مصرع ثمانية من منتسبي المحطة من الفنيين العزل، الذين تم إعدامهم بدم بارد، وجرح منتسب واحد إصابته خطرة، وكذا جرح خمسة من منتسبي شرطة الكهرباء الذين تمكنوا من قتل الإرهابيين الثلاثة.
واوضح أن الهجوم اسفر عن توقف المحطة بالكامل جراء تفجير غرفة السيطرة للوحدة التوليدية رقم (6)&وتخريب القاعة الرئيسية. وقال إن ارهابيي داعش استهدفوا بهجومهم اليوم أيضاً مشروع محطة الدبس الجديدة، التي يقع مقرها مجاور محطة الدبس القديمة.
وأوضح أن محطة الدبس القديمة تضم ثلاث وحدات توليدية، طاقة كل وحدة 25 ميغاواط، وبطاقة إجمالية قدرها 75 ميغاواط، وان مشروع محطة الدبس الجديدة تتألف من وحدتين توليدية، طاقة كل وحدة 160 ميغاواط، وبطاقة إجمالية قدرها 320 ميغاواط.
وفي وقت سابق اليوم، هاجم انتحاريو تنظيم داعش مقار أمنية ومحطة كهربائية في مدينة كركوك شمال شرق العراق، ما اسفر عن مقتل واصابة العديد من الاشخاص، حيث أعدم مسلحو التنظيم موظفين ايرانيين بشركة كهربائية، وتم حظر التجوال إلى اشعار آخر.&
التعليقات