مالمو: يتوجه البابا فرنسيس الذي قدم الاثنين الى السويد للدعوة الى الوحدة مع اللوثريين، بكلمة الثلاثاء الى الطائفة الكاثوليكية الصغيرة المتمسكة بالتقاليد في بلد متشدد بعلمانيته، حيث يسمح للقساوسة اللوثريين بالزواج والتعبير علنا عن مثليتهم الجنسية.

وشارك البابا الاثنين في اطلاق سنة الذكرى المئوية الخامسة للاصلاح البروتستاني الذي قام به مارتن لوثر. وفي كاتدرائية لوند عبّر البابا فرنسيس وكبار الممثلين العالميين اللوثريين عن اسفهم الشديد للمجازر والاحكام المسبقة التي تلت انشقاق المسيحيين قبل 500 عام داعيا الى مواصلة الحوار نحو الوحدة.

لكن الوئام الظاهر لا يزال يخفي خلافات لاهوتية بارزة بدءا بالقداس البابوي الثلاثاء في مناسبة عيد "جميع القديسين" غير المعترف بهم لدى البروتسنانت. وهذا الاحتفال سيتم باللاتينية والسويدية في ملعب مالمو الرياضي الكبير (جنوب) بحضور 24 الف كاثوليكي وغالبيتهم من المهاجرين او الذين اعتنقوا الكاثوليكية.

في المقابل تعد الكنيسة اللوثرية في السويد رسميا 6,2 مليون شخص مسجلين، اي 62% من الشعب. لكن اتباع هذه الكنيسة يتراجعون باستمرار، حيث خسرت اكثر من 550 الف مؤمن خلال عشر سنوات. في المقابل الكنيسة الكاثوليكية تشهد تزايدا في عدد اتباعها.

وتعد الكنيسة الكاثوليكية في السويد 113 الف مؤمن (1,1% من السكان) مقابل 87 الفا فقط في العام 2000 لكن العدد الفعلي للكاثوليك في البلاد يقدر بحوالى 150 الف شخص. وتقيم هذه المجموعة في بلد غير متدين ومعروف بالتسامح والمساواة بين الجنسين وتشجيع حقوق الاقليات الجنسية.

وقال مسؤول سجل المؤمنين ميشال لويس المتحدر من اصل لبناني لوكالة فرانس برس ان "عدد اتباع الكنيسة اليوم يرتفع بما بين 3 الى 4% سنويا، وخصوصا بسبب الهجرة".

واضاف "تاريخيا حصلت موجات مختلفة. حاليا المؤمنون يتحدرون من دول تطالها الحروب مثل سوريا والعراق، في الثمانينات كان معظمهم من لبنان وفي الستينيات والسبعينيات من اميركا اللاتينية".