الفاتيكان: دعا البابا فرنسيس الجمعة قادة الاتحاد الاوروبي، الذين حضروا جميعا الى الفاتيكان، الى تجاوز الانانيات الوطنية من اجل "بناء جسور وهدم جدران" والى تغيير نظامهم الاقتصادي الذي وصفه بأنه غير منصف.
وفي خطاب بدا على شكل أمثولة، دعا البابا فرنسيس جميع الاوروبيين ولاسيما قادتهم، الى العودة الى المشروع الاوروبي الأصلي والتحلي بالجرأة للقيام بتغيير جذري لا سيما في الجانب الاقتصادي.
واكد البابا فرنسيس ان "مشاريع الآباء المؤسسين، دعاة السلام ورسل المستقبل، لم تصبح من الماضي، فهي تلهمنا اليوم اكثر من اي وقت مضى، لبناء الجسور وهدم الجدران".
تسلم البابا الجمعة جائزة شارلمان تقديرا لحرصه على توحيد اوروبا، في قاعة ريغيا الشاسعة القريبة من كنيسة السيستين.
واقيم الاحتفال في الفاتيكان وليس في اكس-لا- شابل (المانيا) التي عادة ما تسلم الجائزة فيها، بحضور معظم قادة الاتحاد الاوروبي ومنهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركمل.
وتساءل البابا فرنسيس "ماذا حصل لأوروبا رائدة المبادىء الانسانية، والمنادية بحقوق الانسان والديموقراطية والحرية؟"، مشيرا الى وجود "انطباع عام عن اوروبا تذوي، منهكة وعجوز وعقيمة" تطرق اليه في خطابه الذي القاه في البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ في تشرين الثاني/نوفمبر 2014.
-الآباء المؤسسون-
وقال البابا فرنسيس "احلم بأوروبا لا يشكل فيها كون المرء مهاجرا جرما"، معربا عن الاسف لان اوروبا "تنغلق" بدلا من اتخاذ خطوات تحفيزية في المجتمع.
واضاف البابا ان "الهوية الاوروبية هي، وكانت دائما، هوية ديناميكية ومتعددة الثقافات" قادرة على استيعاب اشد الثقافات تنوعا.
وكان رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر اعترف في كلمة امام البابا بأن "تقوقعنا في مناطقنا الصغيرة التي تؤمن لنا الراحة، لا يشكل حلا".
وانتقد البابا ايضا انعدام الطموح لدى القادة الاوروبيين، الذين يميلون كما قال الى "الاكتفاء باللمسات التجميلية او بالتسويات الناقصة، لتصحيح بعض المعاهدات". وقد دعاهم الى التحلي ب "الجرأة" لتغيير النظم.
وشدد خصوصا على النظام الاوروبي الاقتصادي الذي وجه اليه الانتقادات، مذكرا بعواقب البطالة، وخصوصا بين الشبان.
وتساءل الحبر الاعظم "كيف نتجنب خسارة شباننا الذين ينتهون بالذهاب الى بلدان اخرى بحثا عن المثل العليا وعن معنى الانتماء، لاننا هنا، على ارضهم، لا نعرف ان نقدم لهم الفرص والقيم".
واوضح البابا ان الرد يكمن في سياسة اقتصادية مختلفة، غير موجهة "نحو خدمة عدد صغير بل لخدمة الناس والمجتمع".
وعلى غرار ما فعل مرارا حتى الان، وخصوصا في رسالته حول البيئة، وجه البابا فرنسيس انتقادات حادة الى "المضاربات" و"ثقافة المنفعة" و"الفساد"، داعيا الى الانتقال من اقتصاد يقوم على المال الى "اقتصاد اجتماعي".
وخلص البابا الى القول "احلم بأوروبا لا يقال ان التزامها بحقوق الانسان كان آخر مثلها العليا".
وبالاضافة الى المستشارة الالمانية ويونكر، حضر تسليم البابا جائزة شارلمان، رؤساء المجلس الاوروبي دونالد توسك والبرلمان الاوروبي مارتن شولتز والبنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي، والعاهل الاسباني فيليب السادس ورئيس الحكومة الايطالية مانيو رينزي ووزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيرني.
وبحث القادة الاوروبيون الخميس في العاصمة الايطالية في القاعة نفسها التي وقعت فيها معاهدة روما في 1957، تنامي التيارات الشعبوية في اوروبا.
وقال مارتن شولتز ان "اوروبا وعد، لكنه وعد لم يتحقق".
وكتب يونكر وشولتز في مقال الخميس "قد يقول البعض ساخرين انه لا بد ان يكون الاتحاد الاوروبي في حالة سيئة حتى يتوجه الى البابا".
التعليقات