الفاتيكان: أطلق البابا فرنسيس الثلاثاء "يوبيل الرحمة" الذي يشكل احدى المناسبات البالغة الاهمية خلال حبريته حيث سيفتح الباب المقدس لكاتدرائية القديس بطرس وسط تدابير امنية غير مسبوقة.
وقد بدأ الاف المؤمنين منذ الساعة 6،30 (5،30 ت غ) بالتجمع في ساحة القديس بطرس، تحت امطار خفيفة ومتقطعة، في انتظار البابا فرنسيس الذي يحتفل بقداس معهم ابتداء من الساعة 9،30 (8،30 ت غ).
وبعد حوالى الساعة، سيطرق البابا فرنسيس بالمطرقة ثلاث مرات، على الباب البرونزوي الكبير، وسيتلو الصيغة اللاتينية المستخدمة منذ 700 سنة لافتتاح اليوبيلات: "افتحوا لي ابواب العدالة". عندئذ سيفتح الباب المقدس الذي يقفل في الاوقات العادية، على ان تنقل شبكات التلفزيون هذا الاحتفال مباشرة الى جميع انحاء العالم. وقد قبل البابا المستقيل بنديكتوس السادس عشر دعوة البابا فرنسيس، وسيحضر هذا الاحتفال.
وخلف البابا فرنسيس، سيتوجه موكب طويل من الكرادلة والاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين، الى قبر القديس بطرس مؤسس الكنيسة.
وفي المساء، في الساعة 19،00 (18،00 ت غ)، على واجهة وقبة الكاتدرائية المضاءتين، سيتم عرض روائع لمصورين مثل البرازيلي سيباستياو سالغادو والفرنسي يان ارتوس-برتران. وستكشف هذه الصور عن جمال الطبيعة ومآسي البشرية، بدءا بالتغيرات المناخية، فيما يعقد مؤتمر المناخ في باريس.
وهذه السنة المقدسة، بعد 15 عاما على يوبيل العام 2000 الذي احتفل به البابا يوحنا بولس الثاني، هي سنة مقدسة "استثنائية"، خلافا للسنوات "العادية" التي تنظم مبدئيا كل 25 عاما. وقد اراد البابا فرنسيس هذا اليوبيل، بعد 50 عاما على انتهاء المجمع الفاتيكاني الثاني، للتشديد على اهمية "رحمة" الله، التي تشكل كلمة مرجعية في حبريته.
وسيستمر اليوبيل الذي يعتبر مناسبة مهمة ل 1،2 مليار كاثوليكي، حتى 20 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ويؤكد على رغبة البابا فرنسيس في انفتاح الكنيسة الكاثوليكية.
ومن المقرر اقامة ما لا يقل عن 21 احتفالا، مع التشديد على مختلف المجموعات من العائلات والشبان والمتطوعين والشمامسة والكهنة والمرضي والمعوقين ومعلمي الدين والمسجونين، الخ. وسيكون احتمال اعلان قداسة الام تيريزا مناسبة اخرى من المناسبات البارزة في هذه السنة المقدسة.
كذلك يطرح احتمال مجيء ملايين الحجاج الى روما مسألة امن "هذا اليوبيل الاول في زمن تنظيم الدولة الاسلامية"، على حد تعبير السلطات الايطالية.
وينتشر عناصر الدرك والشرطة والجيش في كل مكان منذ يوم السبت حول الفاتيكان.
وذكر حاكم روما فرانكو غابرييللي المسؤول عن التدابير الامنية خلال اليوبيل، الاثنين، ب"أن لا تحذير محددا"، لكن "الوضع مقلق".
واضاف ان 50 الف مؤمن سيصلون الثلاثاء الى ساحة القديس بطرس.
"منطقة حمراء"
ومنطقة الفاتيكان بأكملها منطقة حمراء، وستغلق فيها شوارع وتسير دوريات للشرطة والجيش. ولن يسمح لعدد كبير من الباعة والادلاء السياحيين بدخولها.
وبعد صلاة التبشير، يبدأ الحجاج باجتياز الباب المقدس للقديس بطرس. ويفيد تقليد الكنيسة، ان اجتياز هذا الباب يتيح للكاثوليك الحصول على "المغفرة التامة" لخطاياهم واخطائهم.
وبعد خمسة ايام، في 13 كانون الاول/ديسمبر، ستفتح للمرة الاولى، "الابواب المقدسة" في مختلف كاتدرائيات العالم، فيما تفتح الابواب في كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان في لاتران، كاتدرائية اسقف روما.
ويتضمن هذا اليوبيل خطوات مبتكرة اخرى: فجميع الكهنة في العالم اجمع، يستطيعون ان يغفروا خطيئة الاجهاض الذي يؤدي الى الحرم. وبذلك يقوم البابا بانفتاح واضح في اتجاه النساء اللواتي شعرن ان الكنيسة قد وصمتهن بالعار.
وقد اتخذت ترتيبات كبيرة: مركز لاستقبال المصلين، وبطاقات مجانية للناس، ومتطوعون وتدابير امنية وحتى الاعترافات الخاصة للصم وكتب باللمس للعميان.
وسيستفيد هذا اليوبيل ايضا من وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال حسابات خاصة على الفيسبوك وتويتر وانستاغرام، بالاضافة الى تطبيق على الهواتف الذكية.
التعليقات