إيلاف&من القاهرة:&في ضربة جديدة لتجارة البشر في مصر، ألقت السلطات المصرية القبض على ضابط شرطة في مطار القاهرة، ومواطنين خليجيين ومسؤولين في شركات سياحة بتهمة الاتجار في البشر.

ووفقاً لما ورد في تفاصيل القضية، فإن الضابط حصل على رشوة تقدر بـ"15 ألف جنيه مصري"، أي ما يعادل 1700 دولار أميركي، مقابل تزوير تأشيرات دخول وخروج 3 خادمات إندونيسيات، وصلن البلاد برفقة مواطنين خليجيين.

وجاء في أوراق القضية أن "المواطنين الخليجيين دخلا مصر قادمين من دولة الأردن، ومثبت بجوازي سفرهما أن بصحبتهما 3 فتيات إندونيسيات كخادمات، وأثناء مغادرتهما البلاد تم ضبطهم بدون الفتيات الإندونيسيات". وأظهرت التحقيقات أنهما باعا الخادمات لبعض الأثرياء داخل مصر، مقابل الحصول على مبالغ مالية.

ونسبت التحقيقات& لضابط الشرطة الذي يعمل في مصلحة الجوازات في مطار القاهرة، أنه "زور للخليجيين تأشيرات دخول وخروج من البلاد، مقابل 15 ألف جنيه رشوة، فتم القبض عليهم جميعا".

وقررت النيابة العامة المصرية إحالة المتهمين إلى المحاكمة العاجلة، بتهمة الاتجار بالبشر.

تورط خليجي

وحصلت "إيلاف" على أوراق القضية رقم 13460 لسنة 2016،&التي جاء فيها أن "رجال المباحث &العامة، لاحظوا دخول مواطن خليجي ونجله إلى مصر وبصحبتهما ثلاث فتيات إندونيسيات، وبعد مرور عدة أيام، خرجا بمفردهما دون الفتيات، مما دعا رجال المباحث للتشكك في أمرهما والقبض عليهما".

وبإجراء التحريات حول الواقعة، تبين دخول المواطنين الخليجيين إلى البلاد عن طريق دولة الأردن، وبصحبتهما ثلاث فتيات إندونيسيات، تم إثباتهن على جوازاتهما الشخصية بصفة خادمات، ولكنهما غادرا برفقتهما شخص يدعى "أبانوب"، مندوب إحدى الشركات السياحية".

وألقت السلطات القبض على الخليجي، ومنعته من السفر، بالتحقيق معه قال إنه "تعرف على شخص يدعى "حمدي"، وشهرته "أبو كريم"، من مصر، واتفق معه على إحضار الفتيات الإندونيسيات؛ لبيع أعضائهن البشرية، لكنه طلب منه أن يأتي بهؤلاء الفتيات عن طريق دولة الأردن، حتى لا تثار الشكوك حولهم، ويدخلهن على أنهن خادمات لديه، وبعد ذلك يقوم بتسليمهن إلى "أبو كريم"، والحصول منه على مبلغ مالي قدره ألف دولار أميركي".

وحسب نص التحقيقات، "رصدت الأجهزة الأمنية، خروج فتاة إندونيسية، وبصحبتها فتاة أخرى إلى خارج البلاد، وعودتها مرة أخرى، وتكرار هذا الأمر أكثر من مرة مع كثير من الفتيات، فتم ضبط الفتاة الإندونيسية".

وكشفت الفتاة الاندونيسية في التحقيقات أنها "لجأت إلى مصر عن طريق إحدى شركات السياحة باحثة عن الرزق، إلا أنها فوجئت ببيعها للشخص الخليجي الأول، الذي تم القبض عليه من قبل، ثم عملت لديه كخادمة لعدة أشهر دون مقابل مادي، وكان يكتفي بتوفير الطعام لها فقط دون إعطائها أي مبالغ مالية، كما كان يمارس الجنس معها، لكن بعد فترة عرض عليها العمل في استقطاب الفتيات من الخارج؛ من أجل الاتجار بأعضائهن البشرية في مصر".

شركات سياحية تتاجر بالبشر

وأضافت الفتاة الإندونيسية&ـ في التحقيقات ـ أن الشخص الخليجي "عرفها على فتاة تدعي "ملك"، مديرة تسويق في إحدى شركات السياحة في مطار القاهرة، و"مينا.م" مدير تسويق في إحدى الشركات السياحية، وكانت مهمتهما تسلم الفتيات الإندونيسيات منها، مقابل مبالغ مالية تقدر بـ5 آلاف يورو للفتاة الواحدة".

كما كشفت تحقيقات النيابة العامة عن "تورط شركات سياحية، في الاتجار بالبشر، من بينها الشركة التي تعمل فيها الفتاة التي تدعي "ملك"، 27 سنة، وأوضحت التحريات أنها المسؤولة عن توفير الفتيات، وبيعهن مقابل مبلغ مالي قدره 5 آلاف يورو للفتاة الواحدة".

وقال أصدقاء وزملاء الموظفة في شركة السياحة إنهم لاحظوا ظهور الثراء الفاحش عليها، فجأة رغم تدهور قطاع السياحة في مصر، وأشاروا إلى أنها اشترت شقتين سكنيتين في أرقي أحياء القاهرة، وسيارة فارهة ماركة "بي إم دبليو".&

وحسب أوراق القضية، فإن ضابط شرطة، برتبة رائد في مصلحة الجوازات في مطار القاهرة، لعب الدور الأكبر في تسهيل عمل شبكة الاتجار بالبشر من خلال تزوير تأشيرات الدخول والخروج للفتيات. وأشارت التحقيقات إلى أن مطربة في أحد الملاهي الليلية استطاعت تجنيد ضابط الشرطة لصالح عصابات الاتجار في البشر الدولية، لاستخدام الفتيات سواء في الدعارة أو تجارة الأعضاء البشرية.

وورد في التحقيقات أن هناك خمس فتيات إندونيسيات دخلن مصر منذ نحو سنة، ولم يتم العثور عليهن، ومن المرجح أنهن تعرضن للاستغلال في مجال تجارة الأعضاء البشرية.

وبعد اجراء التحقيقات اللازمة منذ إلقاء القبض على أعضاء العصابة الدولية في شهر سبتمبر الماضي، قررت النيابة العامة المصرية إحالتهم إلى المحاكمة، بتهمة الاتجار بالبشر.