الرباط: رغم أن حدتها سجلت تراجعا اليوم الثلاثاء، مازالت مدن وبلدات منطقة الريف (شمال المغرب)، تعرف حالة من الغليان بعد وفاة بائع السمك، محسن فكري، مساء الجمعة الماضي، سحقا داخل شاحنة لإتلاف النفايات، رغم المسار الجدي الذي شقه التحقيق القضائي في كشف المتورطين في الحادث المأساوي، الذي خلف موجة غضب عارمة بمختلف المدن المغربية.

ولليوم الثاني على التوالي، أكدت مصادر من مدينة الحسيمة، لـ"إيلاف المغرب"، أن تلاميذ المؤسسات التعليمية بالمدينة، قاطعوا مقاعد الدراسة وخرجوا في مسيرات احتجاجية بشوارع المدينة، مطالبين بمحاسبة المتورطين في وفاة فكري، غير أن ذات المصادر، سجلت بأن مسيرات تلاميذ المدارس، لم تكن بنفس الزخم الذي عرفته أمس الإثنين.

كما شهدت بلدة بويزكارن وقفة احتجاجية على وفاة بائع السمك، والتي قرر منظموها تحويلها على مسيرة نحو مدينة إمزورن المجاورة، مسقط رأس الضحية، تعبيرا عن التضامن مع أسرة الفقيد، وتأكيدا على مطلب محاسبة المتورطين في وفاته المأساوية.

وأفادت المصادر ذاتها عن استمرار البرنامج المسطر من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية في المنطقة، حيث يرتقب أن تنظم يوم الخميس بـ"أجدير" وقفة احتجاجية للتضامن مع "شهيد الكرامة"، بالإضافة على عدد من الوقفات الأخرى بمدن وبلدات الإقليم.

وسجل المصادر القريبة من أسرة الضحية، أن البحارة والصيادين العاملين في ميناء الحسيمة، نظموا اليوم وقفة احتجاجية بالميناء، عبروا فيها عن انتقادهم للأوضاع التي يعيشها قطاع الصيد البحري بالمدينة الساحلية، كما حملوا مندوبية الصيد جزءا من مسؤولية وفاة فكري.

من جهة أخرى، ومنذ ليلة الحادث الذي أفجع سكان الإقليم وعموم المغاربة، أفادت مصادر لـ"ايلاف المغرب" أن عمال شركة التدبير المفوض، لم يزاولوا أي نشاط بمدن الإقليم، الأمر الذي جعل الشوارع والأزقة تغرق في الأزبال والنفايات.

وعن سبب حالة شبه الإضراب الذي ينفذه عمال النظافة، أشارت المصادر إلى أن مستخدمي الشركة المتعاقدة مع الجماعة الحضرية (البلدية) يعيشون حالة من الخوف بعدما تداول السكان إمكانية ضلوع الشركة في الحادث الذي فرم فيه جسد محسن فكري، داخل إحدى شاحناتها، ما خلف سخطا كبيرا على الشركة بالإقليم.

وأفاد المصدر ذاته بأن التراكم الكبير للنفايات في الشوارع والأزقة، دفع العديد من الشباب والنشطاء على المبادرة لجمعها وتخليص السكان من روائحها الكريهة.

ويتوقع مراقبون أن يساهم تسريع وتيرة التحقيق في الحادث المفجع وكشف نتائجه للرأي العام، ومعاقبة المتورطين فيه كما تعهدت الدولة، في إخماد نار الغضب المشتعلة في نفوس أبناء الريف عامة المغاربة.

يذكر أن الشاب محسن فكري، المنحدر من مدينة إمزورن القريبة من الحسيمة، كان قد لقي حتفه مساء الجمعة، بعدما سحقته شاحنة لإتلاف النفايات، بعد مصادرة السلطات منه كمية مهمة من الأسماك، الأمر الذي خلف موجة من الغضب الواسع في مدن الشمال وباقي المناطق المغربية، التي خرج الآلاف للتظاهر فيها الأحد، احتجاجا على الحادث.