طغى فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة اليوم على اهتمامات العراقيين وإعلامهم وقواهم السياسية بتطورات معارك تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش، حيث يوجد في العراق أكثر من اربعة الاف عسكري أميركي، فيما عبر الرئيس معصوم لنظيره الأميركي عن الامل في المزيد من القوة والتعاون المشترك بين بلديهما.

إيلاف من لندن: صباح الاربعاء طغت نتائج الانتخابات الأميركية على اهتمام العراقيين ومتابعتهم لآخر تطورات معارك الموصل التي دخلت يومها الرابع والعشرين، حيث قطعت قناة العراقية الرسمية تغطياتها من الميدان لآخر تطورات العمليات العسكرية لتنقل مباشرة من واشنطن آخر نتائج الانتخابات وكلمة ترامب لدى اعلان فوزه وخاصة تعهده بالعمل كأمة أميركية موحدة وبمساعدة جميع الأميركيين من كل الأديان لاعادة توحيد البلاد والانسجام مع جميع الأمم.&

مسؤولون عراقيون يهنئون ويأملون بعلاقات أقوى

وفيما تباينت مواقف القوى السياسية العراقية من فوز ترامب، فقد كان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري اول المسؤولين الرسميين المهنئين للشعب الأميركي بمناسبة اختياره رئيساً جديداً للولايات المتحدة الأميركية. وقال في رسالة بالمناسبة تسلمت "إيلاف" نصها "كلنا امل ان تشهد السنوات الاربع المقبلة مكاسب عديدة لمنطقة الشرق الاوسط والعراق، لاسيما في ملف مكافحة الارهاب والقضاء على تنظيم داعش وبما يضمن امن واستقرار المنطقة والعالم".&

واكد المسؤول العراقي "أن العلاقات الودية الوثيقة التي تربط بين الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية العراق والمستندة الى اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين (عام 2008) ستكون المنطلق من اجل توسيع وتمتين الروابط بين البلدين الصديقين وعلى جميع الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والثقافية".

ومن جهته، فقد هنأ الرئيس العراقي فؤاد معصوم نظيره الأميركي بفوزه بمنصب الرئاسة الأميركية، وقال في رسالة تهنئة الى ترامب: باسمي شخصيا وباسم شعب وحكومة العراق، أعرب لكم وللشعب الأميركي الصديق عن اصدق التهاني بانتخابكم رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية متمنيا لكم كل النجاح ولبلادكم كل التقدم والسلام والازدهار وللعلاقات بين بلدينا المزيد من القوة والتعاون المشترك.
فؤاد معصوم
رئيس جمهورية العراق&

كما هنأ رئيس الوزراء حيدر العبادي ترامب بمناسبة فوزه مؤكدًا "ان العراق يحارب الارهاب في مقدمة دول العالم ويحقق انتصارات باهرة في سحق ارهاب داعش ببطولات وتضحيات ابنائه".

وقال في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" اننا "نتطلع الى استمرار العالم والولايات المتحدة في الوقوف مع العراق في مواجهة الارهاب الذي لا يهدد بلدنا وحسب، بل والعالم اجمع، كما نتطلع الى ان تشهد العلاقات بين بلدينا المزيد من التعاون في جميع المجالات لما فيه مصلحة شعبينا".

ومن جانبه، هنأ نائب الرئيس العراقي اياد علاوي ترامب لفوزه برئاسة الولايات المتحدة واكد دعم الولايات المتحدة الأميركية في مهمتها لتحقيق السلام والحريّة في العالم، بحسب قوله في بيان صحافي اطلعت عليه "إيلاف".

أما سعد الحديثي الناطق الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي فقد رأى ان انتخاب ترامب سيعزز التعاون العراقي ـ الأميركي بالمجالات كافة وخاصة في مكافحة الارهاب. وقال: "نحن حريصون كحكومة عراقية على استمرار تقوية العلاقات بين العراق والولايات المتحدة وتعزيز التعاون المشترك بالحرب على الارهاب استنادًا الى اتفاقية الاطار الاستراتيجية الموقعة بين البلدين وانطلاقًا من ان الولايات المتحدة هي التي انشأت وتتزعم التحالف الدولي لمحاربة الارهاب".&

واضاف الحديثي في تصريح للوكالة الوطنية العراقية، اطلعت عليه "إيلاف"، "اما بخصوص فوز المرشح فهو امر يحدده الناخب الأميركي ونحن بالنتيجة نتعامل معها كدولة بمصالح مشتركة وتطابق وجهات النظر بين البلدين في العديد من الملفات الاقليمية ستكون اساسًا مهمًا للعلاقات الايجابية واستمرار الاتصالات وتعزيز التعاون لما فيه مصلحة البلدين الصديقين".

واوضح انه "من خلال الحملة الانتخابية لترامب اشار الى انه سيكون حازماً في التصدي للتنظيمات الارهابية وهو يتطابق مع وجهة نظر الحكومة العراقية بالحرب على الارهاب وسيكون عاملاً معززاً للتعاون المشترك من دعم عسكري ولوجستي قائم، ولن يتأثر بانتخاب أي رئيس أميركي، بل على العكس&فالتعاون سيستمر ويتصاعد تبعًا للضرورات والحاجات الميدانية التي تحددها الحكومة العراقية على الارض وهو جزء اساس لمستقبل العلاقات بين البلدين القائم على اسس التعاون المشترك بوجود التحديات المشتركة للبلدين".

واشار الى ان " اتفاقية الاطار الاستراتيجية تحدد الالتزام بين البلدين والسياسة الأميركية تجاه العراق سوف تكون مبنية على هذه الاسس في المستقبل ونحن نتطلع بايجابية الى استمرار التعاون وتعزيزه وخاصة في المجالات الامنية والعسكرية والاقتصادية وفي الحرب على الارهاب ".

يذكر ان حوالي 4500 عسكري ومستشار أميركي يوجدون في العراق حاليًا، حيث يقدمون الدعم العسكري اللوجستي والاستشاري للقوات العراقية التي تنفذ عمليات عسكرية لطرد تنظيم داعش من الاراضي العراقية التي يسيطر عليها.&

العبادي انتقد هجوم ترامب على المسلمين

وقد استذكر العراقيون بالمناسبة تصريحات مثيرة للجدل ادلى بها تراب في اوقات سابقة ضد المسلمين، حيث كان رئيس الوزراء العراقي&قد انتقد تلك التصريحات وموقف ترامب من المسلمين ووصفها بأنها "غير مسؤولة". وقال انه "في الوقت الذي أدركت جميع دول العالم خطر الفكر المتطرف، وما يوفره من حواضن للإرهاب الذي يهدد الجميع دون استثناء وضرورة محاربته واستئصال جذوره تصدر هذه التصريحات المتطرفة وغير المسؤولة".

واشار العبادي الى "ان وضع المسلمين والمتطرفين في خانة واحدة هو إساءة للإسلام ولجميع المسلمين، وهو ما يسعى إليه أصحاب الأفكار المتطرفة من إرهابيي تنظيمي داعش والقاعدة وأمثالهم من أصحاب الفكر المتطرف الذين لا يمثلون العقيدة الإسلامية السمحاء التي تؤمن بالتعايش وتحترم جميع الأديان".

وكان ترامب شن هجومًا عنيفًا على المسلمين منذ تعرض باريس لهجمات إرهابية نفذها تنظيم داعش،&داعيًا لحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة بعد أيام من عملية إطلاق النار الدامية في كاليفورنيا، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.

وفاز ترامب في الانتخابات الأميركية ليصبح الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة بحصوله على 288 صوتاً مقابل 218 &صوتًا لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.&
&
تباين مواقف القوى السياسية من ترامب&

تباينت&مواقف القوى السياسية والبرلمانيين العراقيين&من فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية.

فقد عبر تحالف القوى العراقية "السنية" عن امله في ان تشهد العلاقات بين بغداد وواشنطن "في ظل قيادة ترامب للولايات المتحدة المزيد من التقدم والتطور في المجالات كافة وتعزيز الدعم الاميركي للعراق الذي يخوض نيابية عن المجتمع الدولي حربًا شرسة ضد الارهاب العالمي ممثلا بعصابات داعش الارهابية التي تلفظ انفاسها الاخيرة في العراق".

&وقال رئيس الكتلة النيابية للتحالف احمد المساري في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه إن الولايات المتحدة الأميركية بفضل ما تتمتع به من قدرات سياسية واقتصادية وعسكرية كبيرة مطالبة ببذل مزيد من الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط وحصول الشعب العربي الفلسطيني على كامل حقوقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وابعاد هذه المنطقة عن شبح الحروب وتأمين الحياة الحرة الكريمة لشعوبها.

&ومن جهته، أكد موفق الربيعي القيادي في ائتلاف دولة قانون احد قوى الائتلاف الشيعي في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية أن فوز ترامب مؤشر جيد بالنسبة للشرق الأوسط بشكل عام والعراق على وجه الخصوص.

واضاف ان "الجمهوريين أفضل للعراق مقارنةً بالديمقراطيين لأن كل ما حصل للعراق كان في عهد الديمقراطيين". واشار الى أن "جورج بوش الأب والإبن أشعلا الحرب في العراق وأوباما سحب الجيش الأميركي من العراق في نهاية عام 2011 بدون تأمين وهذا كله أدى لإعادة الإرهاب إلى العراق، لذا فإن فوز ترامب سيكون بوابة خير للعراق".

ومن جانبه، رأى رئيس كتلة حزب الدعوة تنظيم العراق خالد الاسدي أن انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة سيعطي دفعاً أميركياً جديدًا للعراق في حربه ضد الارهاب. وتوقع عدم حصول تغيير كبير في السياسية الأميركية، موضحًا أن "ما يقال في الدعاية الانتخابية شيء وما يواجه الادارة الجديدة من تحديات شيء آخر يفرض عليها نمطًا آخر ونظرة واقعية للاحداث في المنطقة والعراق بشكل خاص".

أما القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم والنائب عن كتلة المواطن عامر الفائز فقال "أعتقد بأنه لو فازت هيلاري كلينتون برئاسة الولايات المتحدة الأميركية لكان ذلك أفضل بالنسبة للعراق".

وأضاف أن "كل المؤشرات كانت تدل على فوز المرشحة هيلاري كلينتون ولكن دائماً تحدث المفاجآت خلال الانتخابات وفوز كلينتون كان أفضل بالنسبة للعراق". واشار الى ان "السياسات الأميركية لن تتغير ولكن من وجهة نظري فإن هيلاري كلينتون هي الأفضل للعراق، ولديها خبرة في السياسات الخارجية وخاصة العراقية".

ترامب والعراق وداعش

وكان ترامب اتهم في وقت سابق الرئيس باراك أوباما والوزيرة السابقة هيلارى كلينتون بأنهما أنشآ فراغاً بالطريقة التى خرجوا بها من العراق اواخر عام 2011 مشددًا على أنه ما كان لتنظيم داعش أن يرى النور لو تم بقاء قوات أميركية مكونة من مجموعة من الجنود ولو حتى بضعة آلاف.