حسن حاميدوى:&أكد خبراء ومحللون&إن أمن منطقة دول الخليج العربي وحماية أراضيها، يعتبران من ثوابت العقيدة العسكرية والاستخباراتية في واشنطن، والتي لا يمكن أن تتغير مع انتقال سلطة من رئيس إلى أخر، مؤكدين أنها سياسات متبعة منذ عهد روزفلت وتمضي تصاعديا حتى اوباما ومن يأتي بعده، كما أوضحوا أنّ تعاطي إدارة ترامب مع الاتفاق النووي مع إيران، سيكون مغايرا&وهو الأمر الذي شدد عليه ترامب أثناء حملته الانتخابية.

و كان& فوز& ترامب في الانتخابات قد أثار الكثير من التكهنات حول طبيعة وشكل وأولويات سياسته& الخارجية تجاه الشرق الأوسط لا سيما منطقة الخليج العربي، سيما& انه اكتفى في خطاباته في حملته الانتخابية بالحديث عن خطوط عامه دون التطرق إلى التفاصيل، حيث انتقد سياسات اوباما في كل من سوريا والعراق وليبيا واعتبرها السبب الرئيسي للفوضى هناك، كما هاجم حروب واشنطن في المنطقة واتهمها بأنه السبب في ظهور داعش، كما قال& ترامب عن نفسه انه معارض سابق للحرب في العراق وانتقد بشدة انسحاب القوات الأميركية من بغداد.

&وبحسب ترامب فإن التدخل العسكري في المنطقة كان مكلفا وأنه تسبب في إغراق أميركا في مستنقع نزاعاتها، كما لا يتفق ترامب مع موقف الديمقراطيين المناوئ للأسد،& ويعارض تسليح المعارضة ويمتدح التدخل الروسي، كما إن& بقاء الأسد بالنسبة لترامب مسألة ثانوية والعدو الرئيسي هو داعش، وحول مواقفه من ملف الإرهاب لم يتبنَ ترامب أي& خطط واضحة ، لكنه لم يمانع مفي إرسال قوات برية أميركية لقتال داعش في العراق وسوريا شريطه عدم تحمل أية تكلفة، كما طالب حلف الناتو بالمساهمة في الحرب ضد الإرهاب

امن الخليج العربي

الدكتور كامل وزنة، الخبير في الشأن الأميركي، أوضح ان& حماية منطقة الخليج العربي تعتبر من الثوابت الأميركية والتي لا تتغير مع انتقال& السلطة من رئيس إلى آخر، مشيرا& في حديثه لـ" إيلاف" الى انها سياسات متبعة منذ عهد روزفلت، وبإعتقادي ان& المؤسسة الأمنية والعسكرية التي بدأت تزود ترامب منذ اليوم بالمعلومات الاستخباراتية، سوف تكون حريصة على إستمرار هذه العلاقة المتينة، بما يضمن المحافظة على الممرات النفطية وحماية تدفق النفط بكل حرية من منطقة الخليج، مضيفا " دول الخليج سوف تحظى بنفس الدعم التي يعطي إليها من الإدارات السابقة، فتتواجد قاعدة بحرية في البحرين، و قاعدة جوية في قطر& وعناصر عسكرية في دول الخليج الأخرى& بما يقارب 30 ألفًا ، سيكون مستمرا في ظل الإدارة القادمة ، وتابع "ترامب سوف يلتزم بأمن الخليج،& وهذا الالتزام هو& جزء من عقيدة كارتر والمتمثلة في أن على واشنطن ألّا تفرط في أمنها، باعتبار أن الطاقة هي جزء من أمن واشنطن، وبالتالي فالعلاقة بين الجانبين علاقة راسخة وثابتة لأنها قائمة على المصالح الإستراتجية.

وحول الدور المرتقب لإدارة ترامب في& ملف الإرهاب، قال وزنة، ملف الإرهاب يعتبر من الملفات المعقدة في الشرق الأوسط، إذا انه أصبح& بمثابة (فرنشايز) يستخدم في مكان ويلغى في مكان أخر، لكن طريقة التعاطي مع هذا الملف غالبا ستترك للمؤسسات الأميركية الاستخباراتية وهي المخولة كيفية التعامل معه، وأضاف " هناك قوى تتصارع وكلها أعداء لواشنطن ، فمثلا داعش وحزب الله ، آو داعش والقاعدة ، وهذه التصفية هي لصالح واشنطن& وهي غير مكلفة لها، فلذلك ليس من أوليات& أميركا إنهاء هذا القتال، وتابع " وبالتالي سياسة المنطقة وأمنها يجب أن يكون من الداخل، يجب أن يكون هناك& حوار إقليمي على مستوى المنطقة لتخفيف حالة الصدام& وإيجاد حلول لمصلحة المنطقة، فأميركا ستكون في المرحلة القادمة مشغولة بالخطر القادم من أسيا ، وهي الصين والتي سجلت أعلى إنفاق عسكري بلغ 215 مليارًا، كما إن المنظومة الاقتصادية التي أنشأتها بكين مع حلفائها من الدول الناشئة باتت تهدد الاقتصاد الأميركي، حيث تسببت في إغلاق المصانع ورفع نسب البطالة، حتى بلغ العجز الأميركي 800 مليار دولار".

إيران و إسرائيل

وحول الاتفاق النووي الإيراني، وما هي الملامح التي قد ينتهجها ترامب، قال الباحث السياسي الدكتور سلطان المهدي إن تفكيك هذا الاتفاق قد يأخذ وقتا لأنه متعدد الأطراف،& لكن يجب أن نعلم& إن الاتفاق لم يتم تنفيذه حتى الآن من قبل& الجانب الأميركي، وان هناك عقوبات لم ترفع حتى الآن،& فضلا عن وضع قوانين جديدة ضد إيران، مشيرا في حديثه لـ”إيلاف" الى انه قد تكون هناك رؤية جديدة لإدارة ترامب& في كيفية التعاطي مع هذا الاتفاق، كأن يبدأ مفاوضات جديدة، وهذا قد يعتمد على معرفة من هم المفاوضون، و بالنظر إلى الفريق المقرب من ترامب أثناء الحملة الانتخابية، نجد& تواجد "رودي جولياني"& الحاكم السابق لمدينة نيويورك،& والمعروف عنه التشدد في الملف النووي الإيراني، وايضا& ربما قد تتشاور واشنطن& مع إسرائيل في هذا الموضوع، لكن تبقى المحصلة ان تعاطي إدارة ترامب مع الاتفاق النووي سيكون مغايرا عن اوباما ، فهناك اتجاه لزيادة هذا التشدد في موضوع إيران في المنطقة.

وعن الملف الفلسطيني الإسرائيلي وطبيعة وشكل سياسات ترامب تجاهه،& قال سلطان إن التعويل على تصريحات ترامب والذي صرح بجعل القدس عاصمة لإسرائيل هو تعويل غير دقيق،& حيث إن تصريحاته كانت لمجرد الاستهلاك الإعلامي، سيما ان& الإسرائيليين أنفسهم لا يريدون ذلك& كونه& قد يحدث انتفاضة جديدة،& وأضاف " بإعتقادي إن ملف التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي، لن يكون من أولويات الإدارة الأميركية، نسبة لما يحصل في المنطقة من نزاعات وحروب وانقسامات، لكن ما هو مؤكد إن إدارة ترامب ستكون بجانب إسرائيل في كل الملفات، لأنه وكما هو معروف& فأميركا ملتزمة بأمن إسرائيل، وهذا الالتزام لم يتغير حتى مع أسوأ علاقة شخصية بين& نتانياهو واوباما، حيث أعطى الأخير إسرائيل كل ما يمكن أن يعطى وأكثر& من بوش، لذلك هذه علاقة مؤسسات ولن تتغير ما لم يكن هناك تغير في النفوذ اليهودي في أميركا".&

&