لندن: كشفت مذكرة رسمية مسربة من مكتب مجلس الوزراء ان الحكومة البريطانية تلاقي صعوبة في التعاطي مع حجم العمل الناجم عن نتيجة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وغياب استراتيجية مشتركة بين الوزراء لتنفيذ بريكسيت.

وتقول المذكرة ان الوزارات تعمل على أكثر من 500 مشروع للخروج من الاتحاد الاوروبي، وقد تحتاج الى 30 الف موظف جديد للتعامل مع العمل الاضافي.

ولاحظت المذكرة ان رئيسة الوزراء تيريزا ماي تميل الى "اتخاذ القرارات وتسوية الأمور بنفسها" كاستراتيجية لا يمكن ان تُستدام، وسلّطت الضوء على وجود انقسام بين وزراء بريكسيت الثلاثة، ليام فوكس وزير التجارة الدولية وبوريس جونسون وزير الخارجية وديفيد ديفيز وزير شؤون بريكسيت، من جهة ووزير المالية فيليب هاموند وحليفه وزير الأعمال والطاقة غريغ كلارك من جهة اخرى.

وقالت المذكرة، التي سُربت الى صحيفة التايمز، انه "لم تظهر استراتيجية مشتركة" لتنفيذ بريكسيت بين الوزارات المختصة رغم الفترة المديدة التي مُنحت للوزراء بهدف التوصل الى مثل هذه الخطة.

يضاف الى ذلك، توقعت المذكرة ان يقوم "لاعبون كبار في الصناعة البريطانية" بابتزاز الحكومة للحصول على ما يريدون اسوة بالضمانات التي أُعطيت لشركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات بأنها لن تخسر من الاستثمار في بريطانيا بعد بريكسيت.

وقال مصدر حكومي ان المذكرة "غير مخول بها" وان محتواها "غير معترف به".

عملية معقدة

وأكد وزير النقل كريس غرايلنغ، عضو لجنة بريكسيت الوزارية، ان لا علم له بمصدر المذكرة ونفى انها كُتبت بتكليف رسمي من الوزراء. وصرح غراينلغ لاذاعة بي بي سي ان عملية بريكسيت "معقدة ولكنها ليست بأي حال ذلك التحدي الذي جرى تصويره في التقرير الصحافي الذي نُشر اليوم".

ونفى متحدث باسم الحكومة ايضاً وجود مذكرة رسمية قالت صحيفة التايمز ان مستشاراً من خارج الحكومة أعدها. ويُعتقد ان هذا المستشار يعمل في شركة ديلويت للخدمات المهنية.

ونقلت صحيفة الغارديان عن المتحدث قوله "ان هذا ليس تقريراً حكومياً ونحن لا نعترف بالادعاءات التي وردت فيه. فنحن نركز على انجاز مهمتنا في تنفيذ عملية بريكسيت وتنفيذها بنجاح".

واشار مراقبون الى ان المذكرة واحدة من عدة تسريبات أخيرة من داخل الحكومة عن الخلاف بين مسؤولين كبار حول الطريقة التي يجب ان تعتمدها ماي في التعامل مع بريكسيت.

وكانت ماي اعلنت انها ستطلق عملية الخروج من الاتحاد الاوروبي في نهاية مارس المقبل ولكنها امتنعت عن الخوض في التفاصيل واكتفت بالقول انها تريد التوصل الى اتفاق يجيز لبريطانيا وضع ضوابط على الهجرة وفي الوقت نفسه الحفاظ على امكانية دخولها في السوق الأوروبية الموحدة.

وقال زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار تيم فارون ان المذكرة المسربة تبين "الفوضى في قلب الحكومة" بشأن اتجاه بريكسيت، ودعا ماي الى منع "وزرائها المتخاصمين" من اخراجها عن الطريق الصحيح. وبخلافه فان رئيسة الوزراء سائرة الى اسوأ نتيجة ممكنة وهي بريكسيت أهوج مدمر سيلحق ضررا لا يوصف بفرص العمل والاقتصاد البريطاني. 

اعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف نقلا عن "الغارديان". المادة الاصلية منشورة على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/politics/2016/nov/15/whitehall-struggling-to-cope-with-scale-of-work-arising-from-brexit-vote